نجح فريق الحماية البيئية في جزر الصحراء في مهمة نقل زرافات صير بني ياس إلى منطقة جديدة تقع ضمن الجزيرة. وتأتي هذه الخطوة في إطار العمل على تحسين ظروف معيشة الزرافات وتوفير بيئة تتوافق مع موطنها الأصلي مع اتباع أعلى المعايير. ونظراً لضخامة أحجام الزرافات، فإن نقلها من مكان إلى آخر يعتبر عملية شديدة الصعوبة ومحفوفة بالمخاطر، لذا عمل فريق مكون من أكثر من 15 خبيراً متخصصاً من مجموعة الحماية البيئية في جزر الصحراء على تخطيط عملية إعادة التوطين وتنفيذها بمنتهى السلاسة واليسر على مدار شهرين كاملين.
وأوضح الفريق أن أهم مراحل عملية النقل، كانت إنشاء معبر مصمم خصيصاً ليقود القطيع إلى موطنه الجديد، وبشكل يقلل توتر الحيوانات العملاقة إلى أدنى حد ممكن.
ويتميز الموطن الجديد بمساحته الواسعة، مما يتيح للزرافات الاسترخاء والتجوال بحرية هذا بالإضافة إلى وضع حظيرة ظليلة صممت خصيصاً لتقيها الحر.
ويزخر الموقع الجديد بأشجار السلفادور (صنف من أشجار الأراك) التي تشكل الطعام المفضل لهذه الحيوانات، الأمر الذي يتيح لها أن ترعى بشكل طبيعي دون تدخل الإنسان في نظامها الغذائي بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز منصة خارجية وبارتفاع يوافق أطول الزرافات بحيث تتيح للضيوف والزوار رؤيتها والاقتراب منها دون التسبب في إزعاجها.
وتجدر الإشارة إلى أن صنع هذه المنصة الخارجية تم بالكامل من مواد معاد تدويرها. وتوجد أكثر من 50 زرافة مرقطة في جزيرة صير بني ياس، تم جلبها للجزيرة منذ أكثر من 30 عاماً بتوجيهات من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان طيّب الله ثراه، لحمايتها من خطر الانقراض.
ويبلغ عمر بعض الزرافات 25 عاماً، ويولد سنوياً على جزيرة صير بني ياس ما بين 4 و 8 زرافات في المتوسط. لذلك، وللتحكم في تكاثرها، قرر فريق الحفاظ على الحياة البرية نقل الإناث وصغارها إلى موقع جديد.
ويشار إلى أن السلالة الموجودة على جزيرة صير بني ياس هي الزرافة المرقطة شبكياً التي كان موطنها الأصلي الشمال الشرقي لإفريقيا. وتقتات الزرافات في جزيرة صير بني ياس على مزيج من شجر السلفادور وطعام غني بالبروتين والبرسيم يوفره لها فريق الحفاظ على الحياة البرية في جزر الصحراء.
عدد اليوم
