الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أراضي أذربيجان لن تكون قاعدة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران

21 نوفمبر 2006 01:50
علي العمودي: أشاد فخامة الرئيس الهام علييف رئيس جمهورية اذربيجان بالمستوى المتطور للعلاقات بين بلاده ودولة الامارات العربية المتحدة ، وقال إن زيارته التي تعد الأولى لرئيس اذربيجاني الى الدولة ، ستفتح صفحة وآفاقا جديدة من التعاون البناء بين البلدين · وجدد في مقابلة مشتركة لـ''الاتحاد'' وتلفزيون ابوظبي بعد ظهر أمس مطالبة بلاده باستعادة اقليم ناجورني كارباخ من جارتها أرمينيا مشيرا الى عدم قدرة اذربيجان على الانتظار كثيرا لحل هذه القضية، من دون ان يستبعد الخيار العسكري لها، كما نفى الرئيس الاذري صحة التقارير التي اشارت الى استعدادات اسرائيل لتوجيه ضربة الى المنشآت النووية الايرانية، بالنظر الى التعاون القائم بين باكو وتل ابيب، وقال إن بلاده لن تستخدم قاعدة لشن أي عمل عسكري نحو اي من جاراتها، مؤكدا على حق كل دول العالم الى الوصول للطاقة النووية للغايات السلمية· وفيما يلي نص المقابلة: كيف ترون آفاق زيارتكم للدولة ، ومستوى العلاقات بين البلدين ؟ - لدينا علاقات جيدة على المستوى الثنائي بين بلدينا منذ سنوات عدة ، ولم تكن هناك زيارات متبادلة على الصعيد الرسمي وعلى مستوى عال او رئاسي، وهذه اول زيارة لرئيس اذربيجاني الى الامارات، وشخصيا متأكد من ان هذه الزيارة ستفتح آفاقا جدية في العلاقات على كافة الاصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية، ولدينا اليوم اجتماع مشترك مع رجال الاعمال المحليين، ويرافقني في هذه الزيارة وفد كبير من رجال الاعمال الاذربيجانيين، ليتبادلوا وجهات النظر مع نظرائهم، والتعاون المستقبلي المشترك للمشروعات، والذي يعد من العوامل المهمة لتطوير العلاقات الثنائية، ولتعزيز هذه العلاقات بروابط تجارية، ومن هذا المنطلق تكتسب الزيارة اهمية خاصة· تحتل اذربيجان موقعا استراتيجيا مهما في نطاق الدول المحيطة ببحر قزوين، وآسيا الوسطى، كيف ترون دور بلادكم في تعزيز الاستقرار في هذه المنطقة الحساسة؟· - الاوضاع بصورة عامة بالنسبة لنا جيدة جدا، فعلى صعيد الوضع السياسي، فهو مستقر للغاية ويسمح بقراءة افضل للتطورات اللاحقة، وهذا اتاح لنا تطوير بلادنا بصورة ايجابية ومتنوعة ، وقادنا هذا الاستقرار الى تحقيق نمو اقتصادي متسارع،ففي العام الماضي حقق الناتج المحلي زيادة بلغت 26بالمائة، وهذا العام 34بالمائة، وهي نسبة تعد الاعلى في العالم· وعلى الرغم من ارقام هذا الناتج المحلي ليست بالكبيرة، الا انها تعكس ديناميكية ملحوظة لهذا النمو، وهذا لم يكن بالامكان تحقيقه الا بفضل عوامل متعددة، في مقدمتها الاستقرار السياسي، الاستقرار الاقتصادي، والعلاقة الجيدة مع دول الجوار، والتعاون الاقليمي، وفي الوقت ذاته مراعاة المصلحة العليا لوطننا· وهذه العوامل مجتمعة خلقت هذا المناخ الايجابي· وهذا النمو السريع لاقتصادنا اتاح لنا الصرف بسخاء على البرامج الاجتماعية، وتحسين الظروف المعيشية للسكان، وزيادة رواتب الموظفين، وكل ذلك يقود الى عملية نشطة لتنمية البلاد· وعلاقاتنا مع جيراننا جيدة، ونأمل ان يستمر ذلك في المستقبل، وهو عامل مهم من عوامل الاستقرار الاقليمي· هناك بعض المنظمات الدولية وجهت انتقادات لأذربيجان فيما يتعلق بحقوق الانسان، ما تعليقكم على ذلك؟· - بالطبع لو أن هذه الانتقادات تستند الى وقائع، نحن نقبل بها، لأننا دولة ناشئة لم يمر على استقلالها اكثر من 15 عاما ، وقد جئنا على انقاض نظام سياسي مختلف تماما، من النظام الشيوعي، حيث مسائل حقوق الانسان لم تكن حاضرة أبدا، وكان نظاما مختلفا بالكامل، والتقدم الذي حققته اذربيجان على امتداد هذه السنوات الخمس عشرة كان هائلا في هذا الصدد، اليوم نحن بلد ديمقراطي، لدينا كل المؤسسات الديمقراطية، هناك حرية للصحافة ، وحرية للتعبير، وحرية المعتقد ، هناك دولة للقانون، وهذا امر مهم للتطور، وبالطبع قد تكون نواقص، وانتقادات لمنظمات دولية، ونحن نراها صحيحة، فلا نتبرم منها، ولكن في بعض الاحيان هذه الانتقادات غير مبررة، وتكون لها دوافع مختلفة، بعضها دوافعه سياسية، بعض هذه المنظمات الدولية تريد ان تستخدم هذه القضايا لممارسة ضغوط على اذربيجان، لتحقيق اهداف خاصة بها، ونحن عندما نلمس مثل هذه الاهداف، نرفضها ونقاومها· ولا نقبل بأية انتقادات غير عادلة· كيف ترون الوضع فيما يتعلق بالنزاع بينكم وبين ارمينيا حول اقليم ناجورني كرباخ، هل هو في الطريق الى الحل؟ - لا يوجد سوى حل واحد لهذه القضية، اعادة الاقليم الى السيادة الاذربيجانية، والتي تم خرقها من قبل ارمينيا لأكثر من خمسة عشر عاما، حيث يعيش هذا الاقليم وسكانه تحت الاحتلال ، ومنذ عام 1994 هناك وقف لأطلاق النار،ليس هناك حرب حاليا، ولكن في الوقت ذاته لا يوجد سلام، وقامت ارمينيا بممارسة التصفية العرقية ضد الاذربيجانيين في الاقليم، حيث تم طرد اكثر من مليون أذري من ناجورني كارباخ وعدد من الاقاليم الاخرى التي يعيش فيها اذربيجانيون· وقد كانت احدى أكبر جرائم القرن العشرين في التصفية العرقية، واليوم 20بالمائة من اراضينا تحت الاحتلال الارميني· ومنذ فترة ارسلت منظمة المؤتمر الاسلامي بعثة لتقصي الحقائق لهذه المناطق، للاطلاع على ما جرى ويجري هناك، وقد اعدت البعثة تقريرا حول حجم الدمار الذي قامت به ارمينيا هناك، المنازل والمدارس، والمستشفيات والمآثر التاريخية، وأضرحة اجدادنا والمساجد،وارتكبوا اعمال تخريب همجي، ودمروا كل شيء، نحاول ان نجد حلا سلميا ، لذلك نحن بصدد اجراء مفاوضات ، وفي الوقت ذاته فإن هذه المفاوضات يجب الا تستمر الى الابد، ارمينيا تطالب بالاستقلال لأقليم ناجورني كارباخ، وهذا غير ممكن، واذربيجان لا يمكن ان توافق على ذلك، وما يمكن ان نقبل به منح الاقليم حكما ذاتيا تحت السيادة الاذربيجانية، ولذلك ان كانت ارمينيا تريد التوصل الى حل، والعيش في امان، عليها تنفيذ القرارارات الاربعة الصادرة عن مجلس الامن الدولي، والتي طالبت ارمينيا بالانسحاب من دون شروط من الاراضي المحتلة، ولكنها لم تنفذ هذه المطالب· وفي الوقت ذاته ومع التزامنا بالعملية السياسية الا اننا نعزز من قوة بلادنا ، و نبني اقتصادا قويا و جيشا قويا حتى يكون مستعدا لتحرير بلادنا من الاعداء، وهذا من حقوقنا الشرعية · فسيادة الدولة الاذربيجانية معترف بها من قبل الامم المتحدة، وناجورني كارباخ جزء من هذه السيادة· إذن الخيار العسكري لا زال قائما؟· - من ناحيتي يمكننا القول انه ليس مستبعدا، نحن نركز على الحل السلمي، واجندتنا السلمية تبرهن عليها حقيقة أننا وعلى امتداد12عاما كنا نتفاوض، ولكن من دون نتيجة، هل يمكن ان تتصور مفاوضات تستمر 12أو15 أو حتى20عاما، هذا غير ممكن، ولكن سنرى اذا كانت المفاوضات ستستمر من غير طائل، وارمينيا لا تريد اعادة أراضينا، وعندها سندرس خيارات عدة من جانبنا، ولا يمكن ان تقول اليوم ان شيئا غير ممكن، فكل شيء ممكن· يثير البرنامج النووي الايراني قلق الدول المحيطة بايران، وانتم منها، كيف ترون لهذه المسألة؟ - من ناحية القانون الدولي بالنسبة لنا من حق أي دولة الحصول على الطاقة النووية، ويجب ان ننظر لهذه المسألة من الناحية القانونية، وكل دولة تريد اقتحام هذا المجال عليها مراعاة القوانين الدولية المنظمة لهذه القضايا· وبالتالي من حقها الحصول على الطاقة النووية، بما في ذلك ايران، وغدا لو فكرت اذربيجان اوغيرها من الدول في الشرق الاوسط الحصول على الطاقة النووية فمن حقها ذلك، هذا من الزاوية القانونية· اما عن مخاوف شركائنا الغربيين والاميركيين حول هذه المسألة فيجب ان توضح وتبدد ليسمح لإيران بمواصلة برنامجها النووي، واذا كانت هناك مخاوف اخرى فيجب ان تبحث من خلال المفاوضات بروح طيبة من اجل التوصل الى حل، اليوم لدينا معلومات وتصريحات من الحكومة الايرانية تؤكد على سلمية برنامجها النووي، ولا يوجد لدينا أي سبب يدعونا الى عدم تصديقها· واذا كان احد آخر لا يعتقد بذلك فمن حقه ان يتم توضيح الامور له· وموقفنا من هذه الامور ضرورة النظر إليها من منظور القانون الدولي، وهذه النقطة ما ارتكزت عليها في اجابتي على سؤالك حول قضية ناجورني كارباخ وفقا للقانون الدولي، فالسيادة الاقليمية عامل مهم من عوامل القانون الدولي، وحق تقرير مصير الشعوب ايضا من عوامل القانون الدولي، ولكن بعض صور تقرير المصير يمكن ان تتحقق ضمن السيادة الاقليمية، كما نراها في بعض البلدان والاقاليم ذات الحكم الذاتي· إذن في حالة اقليم ناجورني كارباخ والملف النووي الايراني وغيرها من القضايا الدولية، فالمبدأ الاساسي يجب ان يكون القانون الدولي، واذا تم في واحدة من هذه القضايا تجاهل القانون الدولي ، وجرى الامر بناء على رغبة وافضلية البعض الآخر فإن ذلك سيقود الى تقويض كل نظام العلاقات الدولية· بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وظهور كمونولث الدول المستقلة ظهر سباق نفوذ في المنطقة بين روسيا واميركا، اين تقف اذربيجان في هذا السباق؟ - نحن لسنا في أي مكان من هذا( قالها ضاحكا)،نحن لسنا جزءا من علاقات دول اخرى، واعتقد ان احد اسباب نجاحنا هو ان اذربيجان حرصت ان تنأى بنفسها عن ان تكون طرفا في علاقات او محاور لا تخصها، فنحن لا نتدخل في شؤون الدول الاخرى، ولا نسمح كذلك للآخرين بالتدخل في شؤوننا الداخلية، كما لا نتدخل في العلاقات التي تقيمها الدول الاخرى ، ولدينا علاقات جيدة للغاية مع الولايات المتحدة، ومثلها مع روسيا، ونتعاون مع كلا البلدين، وروسيا جارة لنا، لدينا حدود مشتركة، و وروابط اقتصادية وسياسية على مستوى عال ، والولايات المتحدة شريكة لنا، واكبر المستثمرين في اذربيجان ، وهي دولة تدعم بقوة مشروعاتنا في مجال الطاقة، ونحن ممتنون لهم ، واذربيجان بالمناسبة بلد لا تعتقد بوجود تناقض في مصالحها مع البلدان الاخرى، ولا تسهم في ايجاد مناخ يولد مثل هذا التناقض، ولكن نبني تعاونا، كل دولة تتعاون، وكل ما جرى الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية، كلما كان الطريق اكثر امانا للتعاون، لذلك فإننا نعتقد بأن التعاون وازالة اسباب التوتر، وتوضيح المواقف بين الدول الكبرى مهم ، ففي منطقتنا يجب ان نكون حذرين للغاية، فأذربيجان ليست دولة كبيرة، سواء من ناحية تعداد السكان او مساحة الارض، ولكنها في موقع استراتيجي مع موارد طبيعية كبيرة وبنية تحتية متطورة، ولذلك نتطلع لنرى في منطقتنا تعاونا اكبر، وقصة نجاحنا اثبتت بأن هذا ممكن، ومهم للغاية الا نكون مع هذا المعسكر او ذاك، نحن كما نحن ونقوم بما نعتقد انه مناسب ومفيد لنا· ونتعامل مع شركائنا واصدقائنا على اساس من المصالح المشتركة والثقة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية· ما تعليقكم على التقارير التي ذكرت ان اسرائيل تستعد لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية، وأن هذه الضربة ستتم باستخدام المجال الجوي والقواعد الاذرية، اعتمادا على علاقات التعاون القائمة بين تل ابيب وباكو؟· - هذا غير ممكن، وبين فترة واخرى تظهر مثل هذه الشائعات، وقد اعلنت في اكثر من مناسبة موقف اذربيجان بكل وضوح، بأننا نشترك في أي عمل ضد ايران او أي دولة اخرى جارة، واحيانا من الصعب التعليق على مثل هذه الاقاويل، ونحن نفضل التطرق الى اشياء واقعيه، وليس على افتراضات، ولكن لو اعتمد اسلوب غير سلمي لحل هذه القضية فإن اذربيجان لن تشترك فيه، واراضينا لن تستخدم في أي نوع من العمليات العسكرية، ولا يوجد على اراضينا أي تواجد عسكري اجنبي، وهذا موقفنا المبدئي، وبلادنا منذ سنوات كانت ضمن اتحاد دول اخرى، واليوم نحن مستقلون منذ 15عاما، والاستقلال ليس مجرد رموز وطنية، وانما القدرة على تبني سياسة مستقلة مبنية على مبادئ ومصالح الشعب، لذلك فإن بلادنا لن تكون جزءا من مجموعة تخلق مشاكل لجارة لنا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©