الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ملايين الوثائق الثمينة تشكل كنوز المركز الوطني للوثائق والبحوث

ملايين الوثائق الثمينة تشكل كنوز المركز الوطني للوثائق والبحوث
1 ديسمبر 2010 00:16
يحتفظ المركز الوطني للوثائق والبحوث التابع لوزارة شؤون الرئاسة بملايين الوثائق الثمينة بشكليها الورقي والإلكتروني ويتخذ خطوات عملية للحفاظ على ما تكدس منها في أرشيفات وزارات الدولة ومؤسساتها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما في المستودعات الكبرى النائية وغير المهيئة لهذا الغرض. ويولي المركز الأنشطة والفعاليات التي ينظمها أو يشارك فيها مزيدا من الاهتمام مؤكدا دوره في خدمة أبناء مجتمعه عبر ربط الأجيال الشابة بتاريخها ومكرسا جهوده لأداء دوره الوطني، إيمانا منه برسالته في الحفاظ على التراث الوثائقي لتقديم المعلومات الموثقة والأمينة لمتخذي القرار وعامة الناس ولتعزيز روح الانتماء والهوية الوطنية. ويأتي هذا الاهتمام نظرا لأن الوثائق من أهم كنوز المعرفة ومصادرها والشاهد الأكبر على التاريخ والدليل البارز على السمة الحضارية للشعوب فهي الذاكرة الحية، ولذلك فالمركز الوطني للوثائق والبحوث باحتفاظه بالملايين من الوثائق الثمينة بشكليها الورقي والإلكتروني انما يرفع شعار ذاكرة الوطن عبر جمع وترتيب ما تبعثر من وثائق الدولة ومنطقة الخليج في الأرشيفات العالمية. خطوات عملية وإنجازات ملموسة حقق المركز العديد من الإنجازات خلال العام 2009 / 2010 من أبرزها حصوله على شهادة أمن المعلومات “ آيزو27001 “، الذي يمثل المعيار الأعلى لجودة أمن وحماية المعلومات على مستوى العالم. كما استحدث جائزة المؤرخ الشاب التي تهدف إلى تمتين الأواصر بين الجيل الجديد وإرثه الحضاري والثقافي بما يعمق الإحساس بالهوية الوطنية ويعزز الولاء والانتماء للوطن وقد لقيت هذه الجائزة في دورتها الأولى اهتمام طلبة المدارس. وفي الوقت نفسه أبدى المركز نشاطا مكثفا على صعيد التاريخ الشفهي رغبة منه في توثيقه كمصدر مكمل للمصادر التقليدية وبدأ مشروعه من إمارة أبوظبي ومناطقها بإجراء مقابلات مع عدد كثير من كبار السن رجالا ونساء ممن عاصروا الأحداث قبل الاتحاد وبعده. وانطلاقا من العمل المشترك ومد الجسور وتمتين العلاقات مع المؤسسات الوطنية أبرم المركز الوطني للوثائق والبحوث مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مذكرة تفاهم لدعم التعاون الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية ومجال المكتبات والمعلومات وتكريس اللغة العربية بشكل عام وتنمية الإنسان في المجتمع الإماراتي. وفي مجال تنظيم أرشيفات الدولة وإنقاذها وبتوجيه من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس المركز، بادر المركز إلى النهوض بالأرشيف الوطني لإنقاذ ذاكرة الوطن وحماية الوثائق الرسمية من الضياع ، فنظم ورشة عمل في فبراير 2009 لتحديد علاقات التواصل بينه وبين المؤسسات الحكومية حضرها مسؤولو الأرشيفات من مختلف الجهات الحكومية في الدولة. وكانت تلك الورشة فاتحة خطة عمل مرحلية استهدفت تقييم وضع الوثائق وطريقة حفظها وإدارتها في مخازن الأرشيف التابعة للمؤسسات الحكومية في مختلف إمارات الدولة ومناطقها على المستويين الاتحادي والمحلي وذلك تجنبا للمصير المحزن الذي يتربص بالأرشيفات الرسمية. وتم أيضا تنظيم ورشة عمل مماثلة خلال نوفمبر 2009 في إمارة الشارقة اشتملت على زيارات ميدانية قام بها فريق عمل من الخبراء الأرشيفيين والإداريين المتخصصين في المركز إلى المؤسسات الحكومية ومازالت الزيارات مستمرة حتى الآن لكثرة الجهات التي شملتها الخطة التي يزيد عددها على مئتي مؤسسة اتحادية ومحلية تتوزع في أرجاء الدولة. إجراءات تنظيمية أسفرت هذه الزيارات التي شملت أكثر من تسعين مؤسسة محلية واتحادية حتى الآن عن إجراءات تنظيمية في الأرشيفات المعنية ، فتم تشخيص وضع الأرشيف وإمكانيات العاملين فيه والواقع التنظيمي والفني لمحتوياته ووصف ظروف الحفظ والشروط المتوفرة في المخازن الخارجية المخصصة لوثائق الجهة الرسمية. واستطاعت اللجان المكلفة بالتنظيم أن تعزز الاهتمام بالوثائق الورقية وتشجع على التوثيق الإلكتروني وعرفت بأهمية إدارة الأرشيفات بكفاءات بشرية متخصصة وأوضحت للقائمين على أرشفة الوثائق مدى خطر إتلافها عشوائيا دون احترام الإجراءات الرسمية والنتائج السلبية لذلك من الناحية القانونية والعلمية وقدمت نصائحها بشأن تطوير مستودعات الأرشيف وأهمية تهيئة الشروط النظامية في المبنى المخصص للحفظ لكي تعمّر الوثائق أكبر مدة ممكنة. وزود المركز كل الجهات الحكومية المحلية والاتحادية بنسخ من تقارير تشخيص الوضع الأرشيفي فيها، ولم يكتف بذلك فقط وإنما أخذ على عاتقه متابعة تنفيذ ما جاء فيها من توصيات حيث يقوم خبراء المركز أثناء زيارات المتابعة بتفقد التعديلات والتطورات التي طرأت على الوثائق المحفوظة وعلى ما شهدته مقرات الأرشيف في المؤسسات من تطور بفضل تلك التوصيات. وأعقبت المرحلة الأولى من الزيارات مرحلة ثانية شملت عدداً من الأرشيفات أكدت أهمية تنفيذ التوصيات التي خلصت إليها الدراسة العلمية التي قدمها خبراء الأرشيف في المركز عن واقع أرشيف المؤسسة. ويتطلع المركز في المرحلة القادمة إلى نقل الوثائق من الأرشيفات الحكومية إلى أرشيفاته الخاصة وخاصة الوثائق التي مضى عليها أكثر من خمسة عشر عاماً ولها أهميتها التاريخية والعلمية والقانونية . وفي هذا الصدد لا بد من التطرق إلى تطلعات المركز إلى إنشاء مركز لترميم الوثائق الآيلة للتلف بسبب سوء حفظها، أو بسبب عوامل الزمن. ونظم المركز المؤتمر السادس عشر لجمعية المكتبات المتخصصة – فرع الخليج العربي تحت شعار “المعرفة الافتراضية في مؤسسات المعلومات : اتجاهات وقضايا “، وذلك انطلاقا من الدور الحضاري الذي يؤديه كمؤسسة بحثية لها الريادة في تقديم خدمات بحثية وفي دفع عجلة البحث العلمي وفي المتابعة الحثيثة لأهم المستجدات العلمية العالمية في مختلف المجالات ومنها علوم المكتبات والأرشفة والمعلومات. وفي نفس الإطار نظم المركز أيضاً فعاليات الدورة الثانية من ندوة الفهرسة العربية الآلية في القرن الحادي والعشرين بالتعاون مع جامعة الإمارات بعنوان “فهارس المكتبات العربية المباشرة بين الممارسة والمعايير..الحاجة إلى تنظيم المعرفة وتسهيل الوصول إليها “ . وعلى هامش الندوة أقيمت ورشة عمل حول أدوات الضبط الببليوغرافي الإلكترونية وفرص توحيدها في المكتبات العربية “، ومعرض للكتب النادرة شاركت فيه مؤسسات وطنية بحثية وأكاديمية بما تقتنيه من أهم الكتب المطبوعة والنادرة وأقدمها على مستوى العالم. كما أقيمت على هامش المؤتمر ورشة عمل أولى في قانون الملكية الفكرية في عصر المعلومات، دروس لمجتمعات البحث والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي وورشة عمل ثانية في إدارة المصادر الإلكترونية في المكتبات ومراكز المعلومات ومعرض خاص بتقنيات المعلومات والاتصال المستخدمة في المكتبات ومراكز المعلومات شاركت فيه أكثر من سبعين شركة ومؤسسة وطنية وعربية وعالمية متخصصة وعدد من دور النشر الإلكتروني. وعلى صعيد آخر نظم المركز محاضرتين : الأولى عن نشأة المدن الساحلية والموانئ وتطورها في العصرين القديم والوسيط في دولة الإمارات والثانية عن إقامة الموانئ الخليجية في عهد ما قبل النفط . مشاركات دولية كانت للمركز مشاركاته في المؤتمرات الدولية ذات الصلة باختصاصاته فقد شارك في معرضي أبوظبي والشارقة الدوليين للكتاب، وفي معارض التوظيف، وفي الموسم الثقافي المشترك الأول الذي نظمه مركز الدراسات والوثائق في الديوان الأميري في رأس الخيمة- بورقة علمية بحثية عن : دور مراكز البحوث والدراسات في توثيق التاريخ في الدولة- المركز الوطني للوثائق و البحوث. وشارك المركز أيضاً في اجتماعات المجلس الدولي للأرشيف واجتماعات المؤتمر الثاني والأربعين للطاولة المستديرة للأرشيف الدولي في النرويج، حيث قدم للمشاركين في المؤتمر تجربته في حقل الأرشفة الإلكترونية والتقنيات المتبعة فيها. وشارك في مؤتمر دراسات الخليج لعام 2010 في جامعة “ أكستر “ ونظم معرضا وثائقيا بعنوان “ الجيش المصري .. عطاء بلا حدود “ بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لانتصارات حرب أكتوبر 1973. ويعد المركز موئلاً للطلبة والدارسين وكبار الباحثين في تاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج بحكم دوره كأرشيف وطني للدولة يضم ملايين الوثائق التاريخية المهمة، ولمنزلته كمعلم للتوثيق والأرشفة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©