الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي: مصلحة الشعب السوري «فوق وقبل أي أحد»

الإبراهيمي: مصلحة الشعب السوري «فوق وقبل أي أحد»
25 أغسطس 2012
عواصم (وكالات) - أبلغ الوسيط الدولي الجديد بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمقر المنظمة الدولية في نيويورك أمس، بأنه يشعر “برهبة” وهو يتأهب لقيادة الجهود الدولية للتوسط من أجل حل سلمي للصراع المتفاقم في سوريا منذ نحو 18 شهراً، مشدداً بقوله “الشعب السوري سيكون هو حاكمنا الأول. سوف نعتبر مصالحه فوق وقبل أي أحد آخر”. في وقت بحث فيه مسؤولون أميركيون وأتراك، خلال أول اجتماع عمليات بينهما أمس الأول، بشأن سبل إنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، إمكانية “فرض حظر جوي” على سوريا، وإنشاء “منطقة عازلة” داخل الأراضي السورية. وتزامن الاجتماع في وقت يبحث فيه مخططون عسكريون أميركيون خطط طوارئ لاحتمال القيام بهمهة في سوريا لا سابق لها، وتتمثل في ضمان أمن الأسلحة الكيميائية التي يملكها النظام، لكن مسؤولين وخبراء أوضحوا أنه من غير المرتقب القيام بعمل عسكري وشيك، مع التأكيد على أن وزارة الدفاع “البنتاجون” درست سيناريوهات عدة قد تنبثق مع تدهور النزاع أو احتمال فقدان نظام دمشق السيطرة على ترسانته الكيميائية. وبالتوازي، حضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في برلين الليلة قبل الماضية، مجلس الأمن الدولي على اتخاذ مقررات في شأن سوريا، مشددين على الطابع “الإنساني”، وشددا أثناء تصريحات مشتركة على أن يتخذ المجلس المقررات الضرورية وعلى أن يتقدم الحوار الدولي، خصوصاً في ما يتعلق بالوضع الإنساني في هذه البلاد المضطربة. وفي أول لقاء له مع بان كي مون منذ أن قبل الأسبوع الماضي أن يحل محل كوفي عنان كممثل خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن سوريا، قال الإبراهيمي للأول لدى لقائهما في نيويورك “الأمين العام عندما اتصلت بي أبلغتك بأنني أشعر بالفخر ووطأة المسؤولية والرهبة وما زلت أشعر بذلك”. وتابع وزير الخارجية الجزائري الأسبق، قائلاً “الشعب السوري سيكون هو حاكمنا الأول. سوف نعتبر مصالحه فوق وقبل أي أحد آخر. سنحاول المساعدة بقدر استطاعتنا ولن ندخر أي جهد..لنحاول ونرى ما يمكن أن نفعله”. واجتمع الإبراهيمي الذي تردد لبضعة أيام قبل أن يقبل المهمة التي وصفها سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة جيرار أرو بأنها “مهمة مستحيلة”، مع عدد من مسؤولي المنظمة الدولية أمس، لبحث خطط نهج جديد للتعامل مع الصراع السوري الذي يقول ناشطون إنه أودى بحياة نحو 25 ألف شخص. وقال بان كي مون “كلما طال أمد هذا الصراع كلما سقط المزيد من القتلى وكلما عانى المزيد من الناس”. وأضاف موجهاً حديثه إلى الإبراهيمي “قيادتك ستكون بالغة الأهمية. أنت تحظى بالاحترام الكامل والدعم الكامل من المجتمع الدولي. من المهم للغاية أن يدعم مهمتك مجلس الأمن ونظام الأمم المتحدة بكامله”. وتخلى عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة عن مهمته بعد 6 أشهر كوسيط دولي في الأزمة السورية، قائلاً إن خطته للسلام تعثرت بسبب الانقسامات في مجلس الأمن. وأصيب عنان بالإحباط على وجه خاص بسبب الجمود بين الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن. وأبلغ الإبراهيمي “رويترز” في مقابلة السبت الماضي، بأنه يريد أثناء وجوده في نيويورك أن يستوضح بشكل عاجل نوع الدعم الذي يمكن أن تقدمه له الأمم المتحدة لضمان فرصة أفضل للنجاح في مهمته. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي إن الإبراهيمي الذي سيتولى منصبه رسمياً أول سبتمبر المقبل، سيقضي الأسبوع الحالي في مقر الأمم المتحدة للتشاور مع مسؤولي ودبلوماسيي المنظمة الدولية بشأن عمله. وذكر نسيركي أن بان كي مون يعتبر مهمة الإبراهيمي “مهمة وحاسمة”، واصفاً إياه بأنه رجل “يتمتع بمواهب غير عادية”. وفي أنقرة، ذكرت مصادر دبلوماسية لتلفزيون “أن تي في” التركي أن مباحثات الجانبين الأميركي والتركي استغرقت 8 ساعات في مقر وزارة الخارجية بأنقرة وتركزت على الأزمة السورية، وسبل مكافحة الإرهاب من جانب عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني وتنظيم “القاعدة”. واتفق الجانبان على وضع “آلية تنسيق متكاملة” بين الدبلوماسيين والعسكريين ورجال الاستخبارات. وكان مصدر بالخارجية التركية صرح لفرانس برس بأن نائب وزير الخارجية التركي هاليت جيفيك ترأس الوفد التركي، بينما ترأس الوفد الأميركي السفيرة اليزابيث جونز. وضم الوفدان رجال استخبارات ومسؤولين عسكريين ودبلوماسيين، كما أفاد المصدر نفسه. ولم يصدر المسؤولون الأتراك والأميركيون في ختام اجتماعهم أي بيان. إلا أن الناطقة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند صرحت بأن محادثات أنقرة درست الانتقال إلى مرحلة ما بعد الأسد في سوريا، إلى جانب وسائل دعم المعارضة ومعالجة قضية اللاجئين. وقالت لصحفيين في واشنطن إن الاجتماع هدفه “دراسة سلسلة كبيرة من المسائل التي يمكن أن نواجهها”. وأضافت “نحن ندرس كل خيار ممكن حول ما يمكن أن نفعله معاً، لتقييم ما إذا كان يسمح بدفع تحقيق هدفنا المشترك في تسريع الانتقال أم لا قدماً”، من دون أن تضيف أي تفاصيل. ولم تذكر نولاند ما إذا كانت محادثات أنقرة تناولت مسألة احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية. وقالت “لكننا نقوم مع كل شركائنا وحلفائنا وليس فقط تركيا، بالتفكير ووضع خطط طوارىء في حال واجهنا وضعاً يقوم فيه الأسد بخيار رهيب ومرعب”. إلى ذلك، وجهت سوريا أمس تحذيراً مباشراً للدول الغربية بأن شن أي هجمات عسكرية ضدها سوف تكون له عواقب وخيمة على القوات الغازية وقد يدخل المنطقة في دوامة حرب لا نهاية لها. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في حديث مقتضب لشبكة “سكاي” البريطانية الإخبارية إن “دخول القوات الأجنبية إلى سوريا لن يكون نزهة”، مشدداً على أن بلاده لا تريد خوض حرب مع أي جهة. ونفى الزعبي امتلاك الجيش السوري أي أسلحة كيميائية على الرغم من تداول ذكرها حتى في بيان رسمي للخارجية السورية في يوليو الماضي، موضحاً أن البيان كان يتحدث عن “عدم استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري حتى لو كان النظام يمتلكها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©