بيروت -''الاتحاد''، وكالات الأنباء: لم تظهر بوادر أي حل سياسي أمس للأزمة السياسية في لبنان غداة مطالبة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بحكومة جامعة او انتخابات مبكرة وإلا نزلت المعارضة الى الشارع، فيما من المتوقع أن تقر الأمم المتحدة انشاء المحكمة الدولية التي سيمثل امامها المتهمون باغتيال رفيق الحريري· وقال رئيس الجمهورية الأسبق امين الجميل، رئيس حزب الكتائب المنضوي في إطار قوى 14 اذار التي تمثلها الأكثرية النيابية، إن خطاب نصر الله ''مهين وتهديدي''·
وأضاف: ''مهين بسبب وصفه الحكومة الحالية التي يرأسها السنيورة بانها حكومة السفير الاميركي جيفري فيلتمان، وتهديدي لأنه يخيف الناس بتهديده بالتظاهر دون تحديد موعد له''·واعرب مصدر لبناني مطلع على محاولات جانبية للحلحلة يقوم بها خصوصا السفيرين السعودي والمصري إن المعارضة ''تسير وفق برنامج لن يتغير يستند على ان موازين القوى الإقليمية والدولية تغيرت لمصلحتهم ويريدون بالتالي الاستيلاء على السلطة''·
واشار المصدر نفسه الى ان الرئيس السنيورة ''ما زال يقدم عروضا لحل الازمة'' آخرها الى رئيس مجلس النواب نبيه بري وزعيم حركة امل الذي كان بادر بالدعوة الى التشاور· ومن دون ان يفصح عن طبيعة العروض اكد المصدر ان بري رفضها· بالمقابل اشار مصدر معارض الى ''مؤشرات حلحلة ظهرت من قبل الطرفين''·
وقال خلدون الشريف عضو اللقاء الوطني الذي يضم احزابا وشخصيات مقربة من سوريا ''في خطاب نصرالله مؤشرات حلحلة ابرزها قوله ان خيار حكومة وحدة وطنية جامعة ما زال متاحا، بعد ان سبق له تحديد يوم الاثنين الماضي لبدء التحرك الشعبي''·ولفت الشريف الى ان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، احد ابرز قادة الاكثرية النيابية اعرب عن ''بعض الحلحلة عندما طرح التوصل الى تسوية مشرفة''· وقال الشريف ''امام هذه المؤشرات فرصة ثلاثة ايام فقط لتنتج'' موحيا بأن بدء التحرك في الشارع سيكون يوم الخميس المقبل·
واعتبر الشريف ان المعارضين خاصة حزب الله ''يتهيبون النزول الى الشارع اكثر من فريق السلطة'' عازيا ذلك الى ثقتهم بتسلم السلطة· وقال ''لديهم شعور بان الحكم سيعود اليهم ويفضلون ان يتم ذلك بهدوء ومن دون مشاكل''·وقد عقدت الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية المتحالفة في اطار قوى المعارضة بمشاركة ممثلين عن ''حركة أمل'' و''حزب الله'' اجتماعاً طارئاً امس، خصص لبحث الاستعدادات والتنسيق بعد الاتفاق على النزول الى الشارع كخيار لا بد منه لإجبار قوى الاكثرية على قبول حكومة الوحدة الوطنية·
وقال الوزير السابق عبد الرحيم مراد انه تم الاتفاق وبالاجماع على انه لا بد من النزول الى الشارع بمظاهرات ضمن الاطار الدستوري والقانوني مع الأخذ بعين الاعتبار المحافظة بالحد الاقصى على ما يضمن نظام هذه المظاهرات والتحركات الشعبية الجماهيرية والسعي لأن تكون مظاهرات منتظمة وتصل الى الهدف الرئيسي الذي تطمح له وهو تغيير الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية· واوضح مراد ان موعد النزول الى الشارع تم تحديده ولكن ليس الآن موعد الإعلان عنه، وقال: ''جرى النقاش في تفاصيل عملية النزول الى الشارع ولاسيما في أشكال واماكن حصول التظاهرات والتحركات الشعبية الأخرى، وتم الاتفاق حول كل هذه الأمور وقريباً سنشهد جميعاً النزول الجماهيري في اماكن عدة وبطرق متعددة''·أما عضو المكتب السياسي في ''حزب الله'' محمود قماطي، فقال: ''اصبحنا على قاب قوسين وادنى من بداية التحرك الشعبي''· مشيراً الى ان كل خطوة سيعلن عنها في وقتها·
عدد اليوم
