هالة الخياط (أبوظبي) - أطلق الصندوق الدولي للحفاظ على الحباري منذ بداية العام الحالي، 5 آلاف و855 طائر حبارى آسيوية خلال موسم الإطلاق الذي يستمر من أكتوبر وحتى مارس الماضي، ليسجل بذلك رقما قياسيا جديدا بإطلاقه هذا العدد في دولة الإمارات وعدد من دول الخليج وشبه الجزيرة العربية، وذلك في إطار استراتيجية الصندوق لاستعادة المجموعات المستدامة لطائر الحبارى في بيئته الطبيعية.
وقد أطلق الصندوق الذي يدير أحد أكبر برامج الحفاظ على الأنواع المهددة في العالم 1450 حبارى بالمحميات المخصصة في كلٍ من الكويت وقطر واليمن خلال الموسم الماضي، بالتزامن مع إطلاق آلاف الحبارى داخل الدولة. ويعزز هذا الرقم القياسي الذي تضاعف ثلاث مرات تقريباً عن الأرقام السابقة، فرص استمرارية طائر الحبارى المتأصل في الثقافة والتقاليد العربية.
ومن أصل 5855 حبارى آسيوية، تم إطلاق 4405 طيور حبارى آسيوية في دولة الإمارات ضمن “مشروع الشيخ خليفة لإعادة توطين الحبارى” الهادف لاستعادة مجموعاتها البرية في الدولة. وهو رقم قياسي تجاوز بحوالي 250? الرقم الذي تم إطلاقه خلال موسم الإطلاق العام الماضي والذي بلغ 1292 طائراً من الحبارى الآسيوية. وعزز الصندوق إنجازه هذا بإطلاق المزيد من الحبارى في الدول المجاورة، بواقع 1000 طائر في قطر، و250 في الكويت، و200 في اليمن.
وقال معالي محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى إن “عملية إطلاق الطيور المكاثرة إلى البرية هي خطوة هامة تحقق رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد في استعادة الأعداد المستدامة لمجموعات الحبارى البرية. ولا شك أن توسيع عملية إطلاق الحبارى لتشمل دولاً مجاورة تعاونت معنا في تنفيذها يجعلنا أقرب من أي وقت لتحقيق الأهداف المنشودة لبرنامجنا هذا. ونحن نشكر للهيئات المعنية في تلك الدول الشقيقة دعمها ومساندتها لهذه المبادرة. فوحدة الهدف هذه لا تعزز فرص نجاح البرنامج وحسب، بل تقوي أيضاً روابط الأخوة والتعاون المشترك فيما بيننا في صون الطبيعة وإنقاذ الأنواع المهددة.”
ويمثل التوسع في مواقع إطلاق الحبارى نحو بيئتها البرية الطبيعية مؤشراً على التقدم الذي حققه الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في مجال إكثار وإطلاق الحبارى. فبالإضافة إلى إطلاق أعداد منها في الدول المجاورة، تضاعف عدد مواقع إطلاق الحبارى في دولة الإمارات العربية المتحدة من موقع واحد عام 2004 إلى 25 موقعاً في العام الحالي.
من جانبه، أوضح محمد صالح البيضاني، مدير عام الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى أن “إطلاق هذا العدد القياسي من الحبارى الآسيوية إلى البرية يتزامن مع عام حافل بالإنجازات القياسية لبرنامج إكثار الحبارى، ويمثل ذلك تقدماً ملموساً نحو تحقيق طموحنا في استعادة المجموعات البرية المستدامة للحبارى في مناطق انتشارها. ونحن نأمل أن يؤدي إطلاقنا للحبارى في دول مجاورة إلى زيادة أعداد مجموعاتها البرية وتحقيق استدامتها على المدى البعيد.”
وتتم عمليات إكثار وإطلاق الحبارى في إطار مشروع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لإعادة توطين الحبارى في الدولة، وضمن استراتيجية صاحب السمو رئيس الدولة، وامتداداً لرؤية المغفور له بإذن الله القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في استعادة مجموعات الحبارى البرية داخل الدولة. كما أن الحفاظ على تقاليد الصقارة العريقة للأجيال المقبلة هو أيضاً من المهام الأساسية في استراتيجية الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وبقاء تراث الصقارة يعتمد بشكل أساسي على استمرارية طائر الحبارى والحفاظ عليه، كونه الطريدة المفضلة للصقارين.
إنتاج 120 ألف طائر
تمكن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى منذ أن بدأ بتطبيق استراتيجيته للحفاظ على الحبارى عام 1996 من إنتاج 120 ألف طائر حبارى آسيوية وأفريقية بالإكثار، وقد شهد عام 2011 إنتاج أكثر من 20 ألف حبارى آسيوية وإفريقية، فيما نجح الصندوق العام الماضي في إنتاج 13 ألف طائر حبارى آسيوية عبر المراكز كافة، التابعة للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، إلى جانب إنتاج 17 ألفا و262 طائر حبارى أفريقية.
عدد اليوم
