طهران، أربيل (وكالات)- قتل الحرس الثوري الإيراني أمس 30 مقاتلا كرديا إيرانيا من حزب الحياة الحرة (بيجاك) في عمليات جديدة ضد هذه المجموعة الانفصالية في شمال العراق، رافضاً وقفا لإطلاق النار أعلنه حزب بيجاك، واصفا إياه بأنه “لا معنى له” طالما بقيت قوات الحزب على الحدود مع إيران. وأعلنت مصادر عراقية كردية مقتل امرأة وإصابة شخصين بجروح جراء القصف المدفعي الإيراني على إقليم كردستان العراق، فيما استهدف متمردو حزب العمال الكردستاني أفراد شرطة في مدينة تونجلي شرق تركيا فقتلوا شرطيا كبيرا وزوجته وأصابوا ثمانية آخرين.
ونقل التلفزيون الإيراني عن الكولونيل حميد أحمدي من الحرس الثوري قوله إن الحرس قتل 30 من مقاتلي بيجاك وأصاب 40 خلال قتال استمر عدة أيام في جبال سرداشت. وأضاف أن “هذه العمليات التي أطلقت الجمعة ستتواصل حتى القضاء على كل العناصر المناهضة للثورة والإرهابية”.
واستقبل الحرس الثوري بالريبة إعلان بيجاك على موقعه الإليكتروني عن وقف إطلاق النار. ونقلت وكالة أنباء فارس عن أحمدي قوله “نريد منهم مغادرة حدودنا، وإلا سيكون إعلان بيجاك عن وقف إطلاق النار بلا أي معنى”.
وأضاف أن “الإعلان غير واضح وناقص”، وأردف أن “بيجاك سيعلن عن الانسحاب من الحدود الإيرانية اليوم الاثنين”، دون أن يفصح عن كيف علم بهذه الخطوة مقدما. وهدد “قد نرد، إذا ما انسحبوا من حدودنا”.
وكان حزب الحياة الحرة أعلن في بيان على موقعه استعداده لوقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف نهار أمس الاثنين ولوقت محدد بهدف الدخول بمفاوضات مع إيران لمعالجة المشاكل بينهما. وذكرت وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق أن عناصر بيجاك نصبوا كمائن وخربوا خطوط أنابيب في المنطقة.
وفي إقليم كردستان العراق أكد كرمانج عزت قائمقام قضاء سوران بمحافظة أربيل أمس، مقتل امرأة وإصابة شخصين بجروح جراء القصف المدفعي الإيراني بشكل مكثف على قرى تابعة لناحية سيدكان شمال أربيل التي تبعد عشرات الكيلومترات داخل أراضي إقليم كردستان العراق.
وقال إن “أوضاع القرويين سيئة جدا فقد أدى القصف إلى نزوح أعداد كبيرة منهم عن منازلهم”. وأوضح أن “قصفا مدفعيا متقطعا استهدف مناطق قريبة من الحدود مع إيران منذ مساء أمس الأول حتى ظهر اليوم” الاثنين.
وكان نيجيرفان بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق، دعا في 28 أغسطس، المعارضين الأكراد الإيرانيين والأتراك، إلى الحصول على حقوقهم بالنضال المدني، والتخلي عن السلاح. وقال “نجري تحركات دبلوماسية مكثفة ونتحدث إلى جميع الأطراف لكي نستطيع الوصول إلى أهدافنا لإرسال قوات البشمركة وحرس الحدود إلى المناطق الحدودية”.
وأشار إلى أنه “في حال عدم استجابة إيران لوقف إطلاق النار فستكون إيران مسؤولة عن أي ردود فعل وأوضاع جديدة تظهر نتيجة لذلك”. وأضاف أن “قرارنا يخدم السلام والاستقرار والحل الديمقراطي”.
من جهة أخرى ذكرت وسائل إعلام تركية أن متمردين من حزب العمال الكردستاني فتحوا النار على مجموعة من أفراد الشرطة التركية وهم يلعبون كرة القدم في مدينة تونجلي في شرق البلاد، مما أدى لمقتل شرطي كبير وزوجته وإصابة ثمانية آخرين من أفراد الشرطة.
وكان أفراد الشرطة يلعبون في ملعب بوسط المدينة حين وصل أربعة أو خمسة متمردين بسيارة وفتحوا النار من بنادقهم، وقتل أحد المتمردين حين ردت الشرطة بإطلاق النار.
وقصفت طائرات حربية تركية مواقع للمتمردين الأكراد في جبال قنديل بشمال العراق أمس الأول. وقالت القوات المسلحة التركية إنها قتلت ما بين 145 و160 متمردا في قصف جوي ومدفعي استهدف قواعد حزب العمال في شمال العراق في أغسطس.
عدد اليوم
