الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أفضل مدافع في تاريخ اليمن لا يرى «خليجي 20»

أفضل مدافع في تاريخ اليمن لا يرى «خليجي 20»
30 نوفمبر 2010 23:16
غريب عالم الساحرة المستديرة، تجده يقدر من لم يعطوه في أحيان، ويدير ظهره لمن أفنوا حياتهم على ملاعبها في أحيان أخرى، والأمثلة لن تنتهي لو أردنا حصرها، لكن القاسم المشترك بينها هي أنها مواهب ظهرت وتألقت وسطرت تاريخاً بأحرف من ذهب ولكنها في الوقت ذاته لم تلق الاهتمام أو التقدير الكافي، بعضها لم يفكر في مستقبل أو ربح مادي، بل كان ينفق من ماله الخاص من أجل أن تداعب قدماه معشوقته المستديرة على المستطيل الأخضر، والبعض الآخر لا يفكر إلا في مصلحته الشخصية وما سيتلقاه من مردود.! ويزخر تاريخ كرة القدم في اليمن بلاعبين مروا على منتخباتها وأثروا اللعبة التي تعاني بدورها من مشكلات لا حصر لها على الكثير من متطلبات الحياة، لعبوها بحب وبدون مقابل، كانت ممارسة كرة القدم عندهم شغف لا يضاهيه شيء آخر، تعلقوا بالساحرة المستديرة ولم يفكروا في غيرها، بعضهم ندم على ذلك، خاصة مع دخول هوس الاحتراف الذي بات كلمة يتشدق بها الجميع. “الاتحاد” زارت عبدالله علي حسن صاحب لقب أفضل مدافع أيسر في تاريخ منتخب اليمن صاحب الـ 72 عاماً، وهو أحد اللاعبين القلائل الذين عاشوا منذ الاستعمار البريطاني ولعب بصفوف منتخب عدن في الخمسينيات قبل الاستقلال ليتحول فيما بعد إلى أحد أهم أركان خط الدفاع لمنتخب اليمن، وقلبت “الاتحاد” في ذاكرته التي بدت مليئة بالذكريات، بعضها مفرح وأكثرها حزين، حيث تعاقبت عليه أجيال وأجيال من اللاعبين وبقي هو شاهداً على العصر. ظروف صعبة ويعاني عبدالله علي من مرضي السكري والضغط وقد بترت ساقه اليسرى على نفقة أسرته التي أجرت له العملية في سوريا، ولا يزال يعاني أفضل مدافع أيسر من مرضي السكري والضغط، فضلاً عن إصابته بالمياه البيضاء على عينيه لدرجة متأخرة أثرت على نظره وبات لا يرى بشكل واضح، لدرجة أنه لم يتمكن من مشاهدة مباريات «خليجي 20». وقال عبدالله علي لـ “الاتحاد” أتمنى أن أرى وجوه أولادي مجدداً قبل أن أموت، المياه البيضاء تجعلني لا أرى بشكل واضح ولا أملك نفقات العلاج وإجراء العمليات في الخارج، حيث وجدنا أن تكلفة العملية في مصر ستكون كبيرة فرفضت السفر، خاصة بعد أن كلفت عملية بتر ساقي في سوريا الكثير وتحملها ولدي الوحيد الذي يعولنا ويعول أسرته الصغيرة، وراتبه لا يكفي كل هذا. وحاولت “الاتحاد” إخراج المدافع الأيسر للمنتخب اليمني من أحزانه عبر العودة للأيام الخوالي وتبادل حديث الذكريات في وجود سعيد دعاله زميله في الملاعب وأحد اللاعبين القدامي الذين لا يزالون على علاقة قوية به، حيث يطمئن عليه من آن إلى آخر. دعوة من الفناجيلي للعب في الأهلي المصري عدن (الاتحاد) - أشار عبدالله إلى أنه زار مصر أكثر من مرة عندما كان لاعباً، وعلى الرغم من خسارة المنتخب اليمني صفر - 14 أمام المنتخب المصري، إلا أن أكثر من لاعب نال استحسان المدربين وكشافي المواهب لأندية الأهلي والزمالك، لدرجة أن أكثر من نصف الفريق تلقى عروضاً للعب في الزمالك والأهلي، ولكن مفاهيم الاحتراف الخارجي كانت أمرا غير معروف في هذا التوقيت، كما كان ترك البلاد والأسرة والأولاد من الأمور الصعبة التي لم يكن يقدر عليها أحد إلا القليل. وقال: كنت صديقاً لرفعت الفناجيلي لاعب الأهلي المصري وقد كان معجباً بمستواي وحاول إقناعي للعب هناك، ولكنني لم أفكر بجدية في الموضوع لصعوبة الانتقال أنا وأسرتي وأشقائي للعيش في مصر خلال تلك الفترة. جمعية قدامى اللاعبين حلم لم يتحقق أكد عبدالله أنه كان يتمنى أن ترى جمعية قدامى اللاعبين النور، خاصة أن هناك لاعبين كثر في اليمن قدموا الكثير للمنتخبات، ولكن لم يهتم بهم أحد وكأنهم غير موجودين، وقال: مللت من المطالبة بإنشاء جمعية قدامى اللاعبين، وعدونا قبل عامين بإطلاقها ولكنها مجرد وعود وأتمنى أن ترى النور وأن تنفق على الحالات الخاصة والمرضى من اللاعبين القدامى عقب خليجي 20، ولعل هذه البطولة تكون مناسبة وبداية للاهتمام بهم. «الضربات الثابتة» وراء الشهرة قال عبدالله علي إنه مارس الكرة من أول مرة في بداية الخمسينيات وكان ضمن صفوف نادي الأحرار بعدن قبل أن يتم ضمه فيما بعد إلى أندية أخرى منها نادي التلال. وأضاف: قبل الاستقلال كان هناك منتخب خاص بمدينة عدن وحدها يضم لاعبين مميزين للغاية، لدرجة دفعت الإنجليز لتشكيل منتخب واللعب ضده في أكثر من مناسبة. وقال: كنت ضمن منتخب اليمن أيام الاستعمار البريطاني وكان يسمى منتخب عدن، مارست الكرة بشغف وكنت أجيد التسديد القوي بالقدم اليسرى، كما كنت متخصصا في التسجيل من الضربات الركنية التي تدربت عليها وكنت أجيد السيطرة في الكرة وإرسالها في الزوايا التي أرغب إيصال الكرة إليها حتى اشتهرت بصورة كبيرة. اللعب مع المنتخب بالجهود الذاتية تحدث عبدالله علي عن مشواره مع كرة القدم والمنتخب اليمني، وقال: كنت ألعب بالجهود الذاتية مع المنتخب بمعني، حيث أشتري الحذاء والقميص من مالي الخاص ووقتها لم يكن هناك مال للمنتخب وكنا نلعب باسم المنتخب حباً وعشقاً للوطن. وقال: أعتقد أن أي لاعب من هذا الجيل في أي بلد لن يشترى ملابس وأحذية لنفسه ليلعب في صفوف المنتخب أو حتى فريقه بالدوري، ولكن ذلك كان شائعاً في السابق خاصة على أيامنا. مهارات زمان أفضل خسارة كارثية أمام «الفراعنة» في «العربية» عدن (الاتحاد) - تحدث عبدالله علي عن مشاركته ضمن صفوف منتخب اليمن بعد الاستقلال، وذلك في الدورة العربية الثانية التي أقيمت في مصر، حيث لعب منتخب اليمن وقتها أمام منتخب مصر، والذي كان يضم لاعبين على أعلى مستوى. وقال: المنتخب المصري في تلك الفترة كان يضم لاعبين أساطير مثل الكابتن يكن والشاذلي ومصطفى رياض والشيخ طه إسماعيل ورفعت الفناجيلي وكلهم أصحاب مهارات عالية وقدرات فنية لم أرَ لها مثيلا. وأضاف: المباراة التي جمعتنا بهم كانت نتيجتها كارثية، حيث انتهت بفوز المنتخب المصري 14 - صفر، وعلى الرغم من الخسارة القاسية، إلا أننا لم نحزن؛ كون مجرد اللعب مع منتخب مصر في تلك الفترة مناسبة مهمة وشرف كبير لنا كلاعبين، فقد كانت مصر كبيرة وجماهيرها عظيمة، وأتذكر أن الجماهير ظلت تحيينا بصورة كبيرة بعد الهزيمة القاسية، متعاطفة معنا خاصة أن اليمن كان يعاني تلك الفترة داخلياً وكان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر من أهم الداعمين لليمن. الزمن الجميل وعن مستوى الكرة اليمنية حالياً، قال عبدالله علي: في السابق كان الأداء أفضل، رغم عدم الوعي الخططي بسبب التزام اللاعبين وولائهم للعب وللفانلة التي يرتدوها، كنا نلعب بحب ولا نفكر في أي أموال أو مكاسب، أما حالياً فنسمع عن أرقام فلكية في التعاقد مع اللاعبين لا تمت للواقع بصلة. وأشار عبدالله علي إلى أن الوقت الذي كان يلعب فيه الكرة شهد وجود لاعبين على أعلى مستوى من المهارة الفردية والقدرات الفنية وقال: لعب معنا لاعبون كبار مثل ناصر الماس وسعيد دعاله وعبدالله حواري وإسلام صالح وسالم ظريف والكثير من اللاعبين المميزين الذي توفى بعضهم ولا يزال يعاني البعض الآخر من الأحوال المادية الصعبة. وأضاف: كنا نلعب بالفطرة، ونحن في المنتخب أو النادي الذي يجمعنا، ومن بفضل المهارات العالية التي كان يتمتع بها هؤلاء اللاعبون، كان الإنجليز الموجودون هنا في عدن قبل الاستقلال يحبون رؤيتنا ونحن نلعب الكرة وأحدهم طلب مني السفر وللعب في إنجلترا وكان ضابطا كبيرا بالجيش الإنجليزي هنا، ولكني رفضت.
المصدر: عدن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©