الأرباح الصافية لـ«إعمار» تتضاعف إلى 327 مليون درهم

ارتفعت الأرباح الصافية لشركة إعمار العقارية العام الماضي إلى 327 مليون درهم بزيادة 98% عن العام 2008 البالغة 165 مليون درهم، بحسب البيانات المالية الأولية التي أفصحت الشركة عنها أمس. وجاءت تلك الأرباح بعد أن جنبت “إعمار” 1.84 مليار درهم من أرباحها التشغيلية كمخصصات لانخفاض قيمة الموجودات، بتراجع 55% عن مخصصات العام السابق، فيما جنبت كذلك 154 مليون درهم تحت بند “حصة الشركة من الانخفاض في الشركات الشقيقة المالية”. وتراجعت صافي الأرباح التشغيلية (قبل احتساب انخفاض قيمة الموجودات) للشركة التي دشنت مطلع العام الحالي أعلى ناطحة سحاب بالعالم إلى 2.3 مليار درهم بنسبة 45% عن العام 2008. وبلغت العائدات السنوية 8.4 مليار درهم، فيما بلغ هامش الربح 4.1 مليار درهم. وخلال الربع الأخير من العام الماضي، حققت الشركة صافي أرباح قدره 720 مليون درهم، مقارنة بخسائر صافية قدرها 2.4 مليار درهم خلال الربع الأخير العام 2008. وقالت الشركة في بيان صحفي أمس “نجحت الشركة في ترسيخ مكانتها العالمية الرائدة مع تدشينها مؤخراً لـ”برج خليفة”، أطول ناطحة سحاب في العالم”. وقامت الشركة بتعديل الأرباح والعائدات المحققة خلال عام 2008، بسبب تغير السياسة المحاسبية في حساب الإيرادات من نسبة الإنجاز للمشروع إلى منهج العقد المنتهي، وذلك التزاماً مع لجنة معاير التقارير المالية الدولية (IFRS). وخلال الربع الأخير من 2009 حققت “إعمار العقارية” أرباحاً تشغيلية صافية بلغت 923 مليون درهم، بزيادة 41% عن الأرباح التشغيلية الصافية للربع الثالث التي بلغت 655 مليون درهم، وبزيادة بلغت 149% عن الأرباح التشغيلية الصافية للربع الأخير من عام 2008 التي بلغت 370 مليون درهم. كما وصلت عائدات الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2009 إلى 2.984 مليار درهم، بزيادة قدرها 53% مقارنة بعائدات الربع الثالث من عام 2009 والتي بلغت 1.948 مليار درهم، وبزيادة بلغت 94% عن العائدات المسجلة بالربع الأخير من عام 2008 التي بلغت 1.535 مليار درهم. وقامت إعمار بتسليم ما يقرب من 3100 وحدة في عام 2009 بالمقارنة مع 4900 وحدة في عام 2008. وكذلك زادت العائدات من قطاعي الضيافة ومراكز التسوق زيادة ملحوظة. كما نفذت الشركة، بحسب البيان، العديد من السياسات والمبادرات الجديدة لخدمة العملاء، والتي ساعدت في المحافظة على هوامش الربح الإجمالي عند مستوياتها المحققة في عام 2008، والتي تمكن العملاء من تسديد الالتزامات المترتبة عليهم تجاه الوحدات المسلمة، ما انعكس إيجابيا على إيرادات الشركة. ورغم افتتاح فندقين خلال السنة، “العنوان دبي مول” و”العنوان مرسى دبي”، إلا أن الشركة حافظت الشركة خلال عام 2009 على نفس مستوى مصروفات البيع والمصاريف العمومية والإدارية المسجلة في عام 2008 من خلال تنفيذ الآليات المناسبة لمراقبة التكاليف. ورغم من ثبات مستويات الربحية لأنشطة الأعمال الأساسية لشركة إعمار، إلا أن انخفاض صافي الأرباح التشغيلية يرجع إلى المخصصات التي تم قيدها في الشركات الشقيقة العاملة بالقطاع المالي، شركة أملاك للتمويل وبنك دبي لمقابلة القروض والسلفيات الممنوحة. كما سجلت الشركة أيضاً انخفاضاً في الإيرادات المحققة من رسوم التحويل نتيجة التوقف عن تحصيل تلك الرسوم، وانخفاض صافي الإيرادات من الفوائد المحصلة نتيجة استخدام موارد الشركة النقدية المتاحة لإكمال الأصول الاستثمارية (مراكز التسوق والضيافة) خلال السنة. وساهم كل من قطاعي الضيافة ومراكز التسوق بدور هام في تعزيز عائدات الشركة، حيث شهد عام 2009 افتتاح فندقين جديدين، إضافة إلى الافتتاح الرسمي لـ”دبي مول”، أكبر مراكز التسوق والترفيه في العالم، والذي اجتذب أكثر من 37 مليون زائر خلال العام الأول من تشغيله. كما افتتحت “مجموعة إعمار للرعاية الصحية” أول مراكزها الطبية ذات المستوى العالمي في دبي في أواخر العام المنصرم. وأما على مستوى الأسواق العالمية، فوصلت مشاريع “إعمار” التطويرية في الهند ومصر والمملكة العربية السعودية إلى مراحل متقدمة من حيث التنفيذ، وستكون جاهزة للتسليم خلال العام الحالي. وقال محمد العبار، رئيس مجلس إدارة “إعمار العقارية” إن الشركة ركزت جل اهتمامها على الانتهاء من تنفيذ مشاريعها القائمة في المواعيد المحددة في مختلف الأسواق العالمية، وذلك من خلال الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة. وأضاف “تتجلى أبرز إنجازاتنا في مجال إدارة المشاريع الكبيرة وتنفيذها بتدشين التحفة المعمارية العالمية “برج خليفة”. وقال “نؤكد مجدداً التزامنا بتسليم المشاريع التي نطورها، وهو ما يتضح جلياً من خلال تطوير أطول ناطحة سحاب في العالم وبناء أكبر مركز للتسوق في العالم، إضافة إلى تعزيز إمكاناتنا في مجال بناء المجمعات السكنية المتكاملة مثل ’وسط مدينة دبي‘“. وبما يؤكد نجاح النموذج التنموي الذي تتبعه الشركة والذي يقوم على تنويع قطاعات الأعمال، ساهمت الشركات التابعة لـ “إعمار” في قطاعات الضيافة والترفيه ومراكز التسوق وتجارة التجزئة في إيجاد مجمعات سكنية ذاتية الاكتفاء تنسجم مع أرقى أساليب الحياة العصرية في دبي، وهو النموذج التي تتبناه “إعمار” أيضاً في مشاريعها التطويرية في الأسواق العالمية. وتابع العبار “في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي واجهها العالم خلال السنة الماضية، ساهمت إعمار بدور حيوي في دعم النمو والاستقرار على المستويين الاقتصادي والاجتماعي في دبي من خلال توفير أكثر من 12500 فرصة عمل في الشركات التابعة لها. وقال “ستركز الشركة اهتمامها هذا العام على تحقيق النمو على المستوى المحلي، وهو ما يحفزه تدشين ’برج خليفة‘، إضافة إلى تعزيز القيمة التي يحصل عليها مساهمونا على المدى الطويل”. وأكّد العبار أن دبي ستبقى من أهم ركائز النمو بالنسبة لشركة “إعمار”، في الوقت الذي تساهم فيه الأسواق العالمية وقطاعات الأعمال الجديدة بدور حيوي في دعم هذا النمو. وأضاف: “يعكس افتتاح برج خليفة قدرة دبي على تحقيق الإنجازات الطموحة، وهو شهادة على إمكانات النمو الكبيرة التي تمتلكها، مدفوعة بالرؤية الحكيمة والتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله”. وستركز “إعمار” خلال العام الحالي على إسكان متوسطي الدخل لكونه من العوامل الاستراتيجية للنمو في الوقت الذي يساهم فيه أيضاً بتلبية الطلب المتنامي على توفر الوحدات السكنية في الأسواق الناشئة. وتشير التقديرات إلى أن الطلب على العقارات السكنية في الهند سيتجاوز الـ 7.5 مليون وحدة بحلول عام 2013، يحظى أصحاب الدخل المتوسط بنحو 85% منها، وهو توجه يظهر جلياً في مصر وباكستان وغيرها من الأسواق الناشئة. إنجازات عالمية غير مسبوقة نجحت “إعمار” في استقطاب اهتمام دولي واسع مع تدشين “برج خليفة”، أطول مبنى وهيكل قائم بذاته في العالم، والذي يصل إلى ارتفاع 828 متراً. ويضم هذا الصرح 200 طابق من بينها 160 طابقاً سكنياً، ويشكل البرج عماد مشروع “وسط مدينة دبي” العملاق الذي تبلغ مساحته 500 فدان، والذي يضم أيضاً “دبي مول”، أكبر مركز للتسوق والترفيه في العالم. ويحتضن “دبي مول” 1200 منفذ تجاري من بينها متاجر لعلامات تجارية عالمية تتواجد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط. وتضم المنطقة الترفيهية في “دبي مول” العديد من المرافق غير المسبوقة في المنطقة ومنها مجمع “سيغا ريببلك” للألعاب التفاعلية والإلكترونية الأول من نوعه في الشرق الأوسط والذي تم تطويره عبر شراكة مع “سيغا”؛ و”ريل سينما”، أكبر مجمعات دور العرض السينمائي في دبي والذي يضم 22 صالة. كما افتتحت “إعمار” مركز “كيدزانيا” الأول من نوعه في المنطقة، والذي يشكل مدينة للألعاب الترفيهية والتعليمية الموجهة للأطفال. كما كشفـت “إعـمار” خلال عام 2009 عن “دبي فاونتن”، أطـول النوافيـر الاستعراضية في العالم، والتي تستقطـب آلاف الزوار يوميـاً. نمو كبير على المستوى الدولي في الهند، والتي تعتبر من أهم أسواق النمو بالنسبة لـ”إعمار”، سجلت “إعمار إم جي إف لاند ليمتيد”، المشروع المشترك لشركة “إعمار” في الهند، نشرة إصدار مبدئية في “مجلس هيئة الأوراق المالية والبورصات الهندي” لدخول السوق المالية الهندية عبر اكتتاب أولي بقيمة 2.938 مليار درهم. كما تواصل “إعمار إم جي إف لاند ليميتد” العمل على الانتهاء من تنفيذ مشروع “قرية ألعاب الكومنويلث 2010”، المجمع السكني المتكامل الممتد على مساحة 27.7 فدان في دلهي، ويضم 1.8 مليون قدم مربعة من المناطق المخصصة للبيع. وقطعت “إعمار” أشواطاً كبيرة في العمليات التطويرية لمجمعاتها السكنية المتكاملة في الهند وسوريا والمغرب والأردن والمملكة العربية السعودية ومصر، حيث سيتم تسليم المئات من الوحدات السكنية إلى مالكيها خلال العام الحالي. وعملت الشركة أيضاً على تسليم كل من مشروعي “توسكان فالي” في تركيا وفلل “ميرادور” ضمن مشروع “كانيون فيوز” في باكستان، في خطوة تنسجم مع التزام “إعمار” في دبي بتسليم مشاريعها في المواعيد المحددة.