أبدى الرياضي الأولمبي البريطاني المخضرم نيل ماكدونالد إعجابه بصلابة أداء وبراعة تصميم وسرعة سفن “الداو” الشراعية العربية التقليدية.
وأشار ماكدونالد، مدير الأداء في “فريق أبوظبي للمحيطات” الذي يستعد للمنافسة في “سباق فولفو للمحيطات 2014/2015”، إلى أن تقديره الهندسي للتقنيات العريقة المستخدمة في بناء هذه السفن الخشبية السريعة بدأ أثناء زيارته العاصمة الإماراتية قبل ما يزيد على 15 عاماً.
وقال الرياضي الإنجليزي صاحب المشاركات الست في “سباق فولفو للمحيطات”: “كنت أعمل حينها على مشروع لبناء صاري، عندما حصلت على فرصة للإبحار على متن سفينة داو ثنائية الأشرعة طولها 60 قدماً، ويخت داو آخر طوله 40 قدماً، واكتشفت مدى سرعتها في الإبحار كالريح وسط الأمواج، والمهارات الرفيعة اللازمة للإبحار بها”.
والداو، هي سفن تجارية عربية تقليدية مصنوعة من الخشب، تعتبر أحد أكثر أنواع القوارب ثباتاً ومرونة، ورسمت سفن الداو ملامح طرق التجارة البحرية في جميع أنحاء الخليج وخارجه لقرون طويلة، ولا تزال مهارات وأساليب النجارة والهندسة الملاحية، المُستخدمة في بنائها، حاضرةً بوضوح كأحد نماذج الإرث الحضاري العربي، حيث تحتفي بمهارة وخبرات الإنسان في الإبداع والابتكار الملاحي.
وتُستخدم أخشاب الساج في بناء هذه السفن، التي يمكن استئجارها حالياً للقيام بجولات بحرية، ويبدأ صناعتها، بدون تصاميم أولية مسبقة، وتعتمد قياساتها بصورة كبيرة على الخبرة والمهارة ودقة التقدير الشخصية للقائمين على بنائها، ولطالما انطلقت الداو تستكشف أسرار البحار معتمدة على أشرعتها أو فرق التجديف، ولكن غالبيتها حالياً مزودة بمحركات.
ويعتزم ماكدونالد اكتساب خبرات أكثر عن سفن الداو خلال وجوده في أبوظبي أثناء تنظيمها مرحلة التوقف الثالثة لـ”سباق فولفو للمحيطات” في الفترة من منتصف ديسمبر 2014 إلى 3 يناير 2015.
وقال ماكدونالد: “أترقب رؤية مشهد سفن الداو العربية التقليدية، وقد ارتفعت أشرعتها البيضاء عالية، تشق طريقها عبر أمواج الخليج إلى جانب أسطول يخوت “سباق فولفو للمحيطات” الحديثة خلال مرحلة التوقف في العاصمة الإماراتية”.
وتستقبل أبوظبي مرحلة التوقف الثالثة لـ”سباق فولفو للمحيطات 2014/2015”، مع ترحيبها بأسطول يخوته قادمة من ميناء ريسيفي البرازيلي في منتصف ديسمبر 2014 عقب قطعها مسافة 9.707 أميال بحرية، في نهاية أحد أطول جولات قمة تحديات اليخوت الشراعية في العالم على مدى تاريخه الممتد لأربعين عاماً، على أن يقام يوم 2 يناير 2015 سباق الميناء المستضيف في أبوظبي، الذي أحرز “فريق أبوظبي للمحيطات” لقبه في الدورة الماضية، قبل معاودة اليخوت إبحارها باتجاه ميناء سانيا الصيني في اليوم التالي.
وتركز “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة”، التي تقود مبادرة استضافة “سباق فولفو للمحيطات” في العاصمة الإماراتية خلال احتفالات رأس السنة الجديدة 2015، على تحفيز شركائها لتطوير باقات عطلات شاملة وتعزيز الحركة السياحية في الإمارة خلال مرحلة توقف “سباق فولفو للمحيطات” عبر تشييد قرية للسباق تقدم مجموعة واسعة من الأنشطة الترفيهية والعائلية في منطقة كاسر الأمواج على كورنيش أبوظبي، وتنظيم حفلات موسيقية وعروض فنية متنوعة.
وتتعاون الهيئة مجدداً مع عدد من الهيئات الحكومية والمؤسسات الخاصة لضمان تنظيم ناجح لـ”سباق فولفو للمحيطات”، بما في ذلك “نادي أبوظبي للشراع واليخوت”، نادي اليخوت المضيف الرسمي والشريك الرئيسي في مبادرة استضافة الحدث في أبوظبي وبرامج التدريب البحري للناشئين، و”نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية”، المركز الفني الرئيسي الذي سيحتضن المقار الخاصة بالفرق والمركز الإعلامي ومركز المصورين ومجمع البث التليفزيوني العالمي واللجنة الأمنية.
وتتعاون الهيئة كذلك مع وزارة الداخلية وجهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل ودائرة النقل وشركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” و”جمارك أبوظبي” و”بلدية أبوظبي” و”شركة أبوظبي للمطارات”.
عدد اليوم
