طرح «نادي تراث الإمارات» بمناسبة الذكرى 39 لليوم الوطني مجموعة هدايا تراثية الطابع عبارة عن مصنوعات خشبية منقوش على سطحها شعار الدولة أو علمها أو خريطتها، كي تقدم هدايا تذكارية لزوار الدولة والنادي من العرب والأجانب في هذه المناسبة الغالية.
وتعد المصنوعات الخشبية في «السوق الشعبي» للقرية التراثية التابعة للنادي إحدى أهم وأبرز الحرف اليدوية القديمة، نظراً لأهمية المنتجات الخشبية في حياة الأجداد إذ توارث الأجداد مهنة النجارة وما يتصل بها من حفر على الخشب جيلاً بعد جيل. فيما ابتكر الصنّاع في السوق مجموعة من الهدايا واللوحات والصواني والاكسسوارات الخشبية المحفور عليها شعار الدولة ورموز تراثية أخرى.
إلى ذلك، يقول أبو محمد، حفّار خشب في السوق الشعبي «تعتبر اليوم مهنة الحفر على الخشب من المهن الشعبية النادرة إذ لم يعد يمارسها سوى قلة من الحرفيين، لولا دعم «نادي تراث الإمارات» لهذه المهنة وتشجيع الحرفيين واستقطابهم لتفعيلها لئلا تتعرض للزوال. لذلك أنجزنا مجموعة من تلك (المجسمات والمصنوعات الخشبية) التي تكاد تندثر رغم جمالياتها الفنية، ورسمنا على بعض اللوحات علم الدولة بألوانه الأربعة، ونقشنا شعار الدولة والصقر، وحفرنا اسم الإمارات باللغتين العربية والإنجليزية».
من جهته، يقول عبدالله، نقّاش موزاييك في السوق الشعبي «يسعدني أننا صنعنا تلك الهدايا القيّمة لمناسبة الاحتفاء باليوم الوطني، خاصة أنها قطع فنية جميلة، فالنقاش رسام يرسم إبداعه ويرصف الأصداف على الخشب، فكيف إذا تمثل الإبداع بشعار الدولة أو علمها أو خريطتها؟
وقد تنوعت الهدايا فثمة قطع من الخشب المحفور، وأخرى بألوان علم الإمارات، وأخرى مرسوم على سطحها تفاصيل تراثية، وأخرى محفور على سطحها شعار الدولة مزين بقطع من قشور الأصداف «موزاييك» في محيط الصينية أو اللوحة. فهذا الفن أو الحرفة عريقة ذات تاريخ طويل، وهو متعدد الأنواع منه الأندلسي والفاطمي والعربي المعاصر. إذ بات الحفر والنقش حرفة شرقية بامتياز، خاصة مجال «الموزاييك» الذي يمنح الرسوم والنقوش الخشبية ألواناً ورونقاً أخاذين».
وحول طبيعة هذه الحرفة، يقول عبدالله إنها «رغم انحسارها كحرفة مازالت تحافظ على رونقها ومكانتها المهمة في مجتمع الإمارات الذي ينشد حماية التراث والمحافظة عليه. ونحن بدورنا نحوّل الخشب إلى لوحات فنية وأعمال يتألق فيها شعار وعلم الإمارات، كما تحاكي تفاصيل تراثية مستلهمة من بيئة الإمارات كمجسمات السفن والحصون أو لوحات وأوان تملؤها نقوش النخيل والقرم وغير ذلك».
ويستعمل حرفيو «السوق الشعبي» أنواعاً مختلفة من الأخشاب خلال إنجاز تلك اللوحات الوطنية والهدايا التذكارية مثل: الجوز والزان والسنديان والقرم والغاف المحلي والفيني الهندي. ويستلزم إنتاج بعض اللوحات يومين عمل، أما الأدوات التي يستخدمونها في الحفر ونقش الموزاييك فهي الأزاميل والمبارد والريش المعدنية والإبر. فضلاً عن الألوان الصباغية تحديداً ألوان العلم أحمر أخضر أبيض أسود.
عدد اليوم
