الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المتاعب المالية في الاقتصادات الناشئة تهيمن على قمة مجموعة العشرين

المتاعب المالية في الاقتصادات الناشئة تهيمن على قمة مجموعة العشرين
1 سبتمبر 2013 21:04
موسكو (أ ف ب) - يلتقي رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين الخميس والجمعة المقبلين في سان بطرسبورج بروسيا في قمة يتوقع أن يسودها التوتر في أوج الأزمة السورية والعاصفة المالية في الدول الناشئة المشكلة الجديدة في الاقتصاد العالمي. ويفترض أن يكرس قادة الدول الغنية والناشئة الكبرى في العالم رسمياً اجتماعهم للقضايا الاقتصادية والمالية. لكن في أجواء التوتر الناجم عن احتمال توجيه ضربة عسكرية أميركية إلى سوريا، يرجح أن يهيمن على اللقاء الذي يعقد في العاصمة الامبراطورية السابقة “الحدث الدبلوماسي” كما قال مصدر دبلوماسي فرنسي. لكن في الرئاسة الروسية تأكيد جازم بأن المسألة “ليست مدرجة في البرنامج”، على حد قول ممثلة الكرملين في المجموعة كسينيا يوداييفا. وقال الرئيس فلاديمير بوتين الأربعاء الماضي بإصرار إن القمة ينبغي أن تعطي الأولوية للنمو وستعقد بينما “دخل الاقتصاد مجدداً منطقة خطيرة”. وبينما يبدو أن منطقة اليورو التي خرجت من الانكماش بدأت ترى نورا في نهاية النفق، تشهد الدول الناشئة وعلى رأسها البرازيل والهند وتركيا، مشاكل مع تراجع أسعار عملاتها نتيجة التغيير الذي اعلن عنه في السياسة النقدية الأميركية. فالاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) يغرق منذ سنوات النظام المالي بالسيولة للإبقاء على معدلات فائدة منخفضة جدا ودعم النشاط الاقتصادي. وهذه الأموال المتوافرة بكلفة قليلة توجهت إلى حد كبير إلى الأسواق الناشئة حيث تعد معدلات الفائدة المرتفعة والنمو الأسرع بعائدات مغرية. لكن مع الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة، يستعد الاحتياطي الفيدرالي لتعديل الوضع ويعود المستثمرون إلى أول اقتصاد في العالم بينما يميل النمو إلى التراجع في الدول الناشئة. وقال كريس ويفر من المجموعة الاستشارية “ماكرو ادفايزوري”، إن المسألة “تحمل بذور انقسام لان الآثار السلبية واضحة أصلاً على عملات الدول الناشئة”. وأضاف هذا الخبير الاقتصادي أن الدول المعنية ستطلب من الاحتياطي الفيدرالي خفض دعمه للاقتصاد “عبر أخذ الأضرار الجانبية في الاعتبار مثل مصالحه القومية الخاصة”. وخلال اللقاء التحضيري الأخير لوزراء مالية مجموعة العشرين في نهاية يوليو في موسكو، طلبت البرازيل وروسيا من الولايات المتحدة مذكرة واضحة في هذا الشأن وهو ما ورد في البيان الختامي للاجتماع. ومنذ ذلك الحين تسارعت التطورات. فقد سجلت عملتا الهند وتركيا تراجعا كبيرا بلغ 25% و11%على التوالي منذ بداية السنة وبلغتا مستويات قياسية من الضعف على الرغم من محاولات المصرفين المركزيين في البلدين الحد من هذا الانخفاض. وفي البرازيل، انخفض الريال 15% واعلن البنك المركزي انه سيخصص خمسين مليار دولار للدفاع عن العملة. ولا يتوقع أن تتردد روسيا التي تأمل في الاستفادة من رئاستها لمجموعة العشرين من أجل أبداء انفتاح اقتصادي على المستثمرين في العالم، في نقل هذه المخاوف. وقد فقد الروبل 10% من قيمته وسجل النمو في روسيا فجأة تباطؤاً مطلع العام. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن أزمة الدول الناشئة “ستشكل قضية شائكة” في القمة. وأضاف أنه إذا اتسعت “يجب إجراء مناقشة حول حقيقة نهاية السياسة النقدية المريحة للولايات المتحدة”. وفي الجانب الأميركي، يؤكدون أنه إذا بدل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سياسته فهذا يعني أن أول اقتصاد في العالم يشهد انتعاشاً، وهذا بحد ذاته نبأ سار للعالم. وما يعزز التوقعات بأن المناقشات ستشهد توترا بين الدول الناشئة والغربية هو التطورات المتسارعة للازمة السورية التي أدت إلى اشتداد العاصفة في الأسواق. وخلال فترة استقرار، يفضل المستثمرون إعادة موجوداتهم إلى مناطق آمنة بينما قد يؤدي احتمال ارتفاع أسعار النفط إلى إضعاف بعض الدول أكثر فأكثر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©