السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 181 سورياً بينهم 153 مدنياً بالقصف والاشتباكات

مقتل 181 سورياً بينهم 153 مدنياً بالقصف والاشتباكات
24 أغسطس 2012
استمرت العمليات العسكرية الوحشية التي تشنها القوات السورية النظامية على أحياء دمشق وريفها أمس، مصحوبة بحملات قصف وقمع ودهم واعتقالات مع مواصلة مسلسل الإعدامات الميدانية، في مسعى منها للقضاء على مقاتلي المعارضة بالمنطقة التي أعلنت الأجهزة الحكومية استعادة السيطرة عليها منذ أكثر من شهر. كما استمرت المعارك والقصف في عدد من أحياء حلب حيث أفاد سكان أن القوات النظامية استعادت الأحياء المسيحية الثلاثة في وسط المدينة التاريخي الذي بدا شبه مقفر أمس، مع سماع دوي انفجارات متقطعة. وسقط عشرات المقاتلين والمدنيين بين قتيل وجريح في مدينة أريحا بريف إدلب، بحسب الناشطين الذين أفادوا في حصيلة متأخرة مساء أمس، بأن أعمال العنف أوقعت 181 قتيلاً في الأنحاء السورية. وفي تطور متصل، أفادت مصادر أمنية عراقية أن مقاتلة حربية سورية اخترقت الأجواء العراقية وقامت بقصف منطقة البوكمال الحدودية في محافظة دير الزور. وقال ضابط برتبة مقدم في قوات حرس الحدود فضل عدم كشف اسمه إن الطائرة الحربية اخترقت الأجواء العراقية في منطقة حصيبة عند الساعة الثامنة واستمر وجودها نحو 15 دقيقة، وقامت بقصف منطقة البوكمال لأكثر من مرة انطلاقاً من الأجواء العراقية”. وفي وقت سابق، أعلن مسؤول بحرس الحدود العراقي، عن وقوع انفجارات مجهولة المصدر على الحدود العراقية السورية من ناحية معبر البوكمال، وأن العوائل الساكنة هناك فرت صوب العراق، مبيناً أن دوي الانفجارات يسمع في منطقة البو كمال ويرى بالعين الدخان المتصاعد من المنطقة”، وأكد أن “علم الجيش السوي الحر رفع عند نقطة البو كمال في إشارة إلى السيطرة الكاملة لقوات المعارضة على المنطقة”. وبحسب بيانات الهيئة العامة للثورة السورية وناشطين آخرين فقد قتل 181 سورياً بالقصف والاقتحامات والاشتباكات في المناطق المضطربة بالبلاد، معظمهم في منطقة دمشق وبينهم 153 مدنياً و 10 ضحايا سقطوا بعمليات إعدام ميدانية في حي كفرسوسة المضطرب في العاصمة قبل أن يتم حرق جثثهم، إضافة إلى العثور على 9 جثث في معضمية الشام بالمنطقة نفسها. و4 آخرين في مدينة الحراك بدرعا، وبدا أنهم قضوا أيضاً بعمليات إعدام مباشرة. ومن بين القتلى أمس 13 طفلاً و13 سيدة، وضحية قضى تحت التعذيب ومسعف ومجند منشق. وأحصت هيئة الثورة 48 قتيلاً في دمشق وريفها، و22 في حلب، و16 في دير الزور، و15 في درعا، و10 بإدلب، و11 في حمص إضافة إلى قتيلين اثنين من جنسيات أخرى. كما أوقعت الاشتباكات بين الأجهزة الأمنية والجيش السوري الحر والمسلحين 22 جندياً نظامياً و6 مقاتلين معارضين. وواصلت القوات النظامية حملتها الأمنية الوحشية الرامية للقضاء على جيوب المقاومة لمقاتلي المعاضة في أحياء دمشق، إلا أن المعارك استمرت في بعض الأحياء الجنوبية والغربية والضواحي القريبة من العاصمة، وما أن يتم القضاء على مجموعة مقاتلة حتى تبرز أخرى في نقطة أخرى. وتركزت عمليات القصف والاشتباكات أمس، على محور يمتد من الحجر الأسود جنوب دمشق، امتداداً إلى حيي القدم والعسالي، ثم محيط مطار المزة العسكري (غرب)، وداريا في الضاحية الغربية التي كانت القوات النظامية اقتحمتها قبل شهر. وقالت الناشطة سمارة “هناك معارك عنيفة تدور في قطاعات متعددة من دمشق وضواحيها”، مضيفة “بعض مناطق دمشق تشبه غزة، إذ ينتشر الجيش في خارجها لكنه يعجز عن دخولها”. وقالت مصادر معارضة إن المدفعية وطائرات الهليكوبتر هاجمت داريا التي يغلب على سكانها السنة على مدى 24 ساعة مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة 150 قبل أن يقتحمها الجنود ويداهموا منازلها. وتحركت قوات الأسد نحو وسط داريا الواقعة على الطرف الجنوبي الغربي لدمشق دون مقاومة تذكر. وقال نشطاء بدمشق إنه يبدو أن مقاتلي المعارضة انسحبوا من المكان بالفعل. وقال أبو زيد وهو ناشط تحدث بالهاتف من منطقة قرب داريا “يستخدمون قذائف المورتر لتطهير كل قطاع ثم يدخلونه بينما هم يتحركون نحو الوسط”. كان الجيش قد طرد مقاتلي المعارضة من معظم المناطق التي سيطروا عليها بالعاصمة بعد مقتل 4 من كبار المسؤولين الأمنيين في تفجير في 18 يوليو الماضي، لكن مقاتلي المعارضة عادوا تدريجياً وأعادوا تنظيم انفسهم دون أن يواجهوا الجيش في معارك ضارية. وقالت مصادر بالمعارضة إنه يبدو أن الجيش يرد بحملات عسكرية عقابية وإعدامات دون محاكمة، فيما يسعى الأسد جاهداً للاحتفاظ بسيطرته على دمشق وحلب المركز التجاري في شمال البلاد. وأكد الناشط ابو كنان أن مدينة داريا التي اجتاحتها القوات النظامية أمس بعد انسحاب مقاتلي الجيش الحر، تعرضت للقصف المركز منذ يومين. وأبلغ فرانس برس بقوله “الوضع مأسوي. أنا ما ازال حياً، لكن الموت يحيط بي”. وشوهدت في عدد من أشرطة الفيديو التي بثها ناشطون على شبكة الإنترنت أعمدة من الدخان تتصاعد من مناطق في العاصمة وريفها وسط سماع أصوات القصف والانفجارات. وأكد الناشط في لجان التنسيق المحلية عمر القابوني من حي القابون شرق العاصمة، أن القضاء نهائياً على المقاتلين المعارضين في منطقة معينة أمر صعب، ويضيف “عندما يحاول النظام اقتحام حي القابون مثلاً، فإن مقاتلي الجيش الحر يظهرون ويصدون الهجوم ويدافعون عن السكان ضد الشبيحة ثم يختفون”. وأوضح أن حدة المعارك ارتفعت في دمشق خلال الأيام الأخيرة “لأن الجيش النظامي شعر بزيادة قوة الجيش الحر في العاصمة ويريد إنهاء هذا التواجد بشتى الوسائل”. وأضاف أن ما يجري في القابون الذي تعرض لمحاولة اقتحام أمس الأول “ينطبق على غالبية أحياء العاصمة”، لناحية تبادل السيطرة بين القوات النظامية والجيش الحر. بأن”الجيش النظامي موجود حول القابون أما داخل الحي فيسيطر عناصر الجيش الحر، والمعارك كناية عن عمليات كر وفر”. وقال المرصد السوري في بيان بعد ظهر أمس، إن “اشتباكات عنيفة وقعت في محيط مدينة داريا بريف دمشق بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة من جهة بساتين المزة. وأشار إلى تعرض المدينة للقصف من دبابات منتشرة على حواجز عدة محيطة بالمدينة، مما أسفر عن مقتل 4 أطفال ووالدتهم الذين كانوا قد نزحوا من بلدة معضمية الشام المجاورة، بحسب المرصد. كما ذكر المرصد في وقت سابق أن مقاتلين معارضين هاجموا حاجزاً للقوات النظامية في حي القدم على طريق دمشق درعا، لافتاً إلى “معلومات أولية عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 10 من القوات النظامية”. كما وقعت اشتباكات في حي الحجر الأسود، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار أيضا إلى قصف على الحي وحي العسالي المجاور. وتستمر حملة المداهمات والاعتقالات في حي كفرسوسة جنوب غرب دمشق، حيث قتل أمس الأول 25 شخصاً. وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الانترنت جثث 5 شبان محملة في شاحنة صغيرة في حي التضامن الدمشقي. وقال ناشطون إنه تم العثور عليها في الصباح، مشيرين إلى أن هؤلاء أعدموا على يد القوات النظامية. لكن عضو لجان التنسيق المحلية عمر القابوني قال إن الهدوء عاد لحي القابون أمس، بعد محاولة اقتحام قامت بها القوات النظامية أمس الأول. وأوضح أن حدة المعارك في دمشق ارتفعت “لأن الجيش النظامي استشعر ازدياد قوة الجيش الحر في العاصمة ويريد إنهاء هذا التواجد هذه الأيام وبشتى الوسائل”. وقال إن الوضع في القابون “ينطبق على أحياء اخرى كثيرة في العاصمة” لناحية تبادل السيطرة بين القوات النظامية والجيش الحر، و”الكر والفر”. في مدينة حلب، ذكر المرصد في بيان بعد ظهر أمس، أن “أحياء بستان القصر وسليمان الحلبي والشعار والهلك ومناطق في حي صلاح الدين، ما زالت تتعرض للقصف من القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من الكتائب المقاتلة في حيي بستان القصر وسليمان الحلبي”. وفي محافظة إدلب، أفاد المرصد عن “سقوط عشرات الجرحى بعضهم بحالة خطرة إثر القصف الذي تعرضت له بلدة معرة مصرين من قبل القوات النظامية”. ولفت إلى “سقوط عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المقاتلين من الثوار والمدنيين إثر القصف الذي تتعرض له مدينة أريحا التي تدور فيها اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين”. وفي دير الزور شرقاً، تتعرض مدينة البوكمال للقصف من القوات النظامية “التي فقدت السيطرة على الكثير من المراكز الأمنية والحواجز الأمنية في المدينة”، بحسب المرصد.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©