الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قواعد ذهبية» تحكم كتابة المحتوى على «الإنترنت»

«قواعد ذهبية» تحكم كتابة المحتوى على «الإنترنت»
1 سبتمبر 2013 20:31
مع ازدياد أهمية الكتابة على «الإنترنت» يواصل محللون وخبراء وضع ما يسمونه «قواعد ذهبية»، محاولين استخلاص أفضل الطرق والصيغ التي يمكن أن تشكل ملامح النجاح في هذا المجال. وسواء تعلق الأمر بالكتاب والصحفيين من جهة، أو بالباحثين أو بعموم المهتمين والناشطين على «الإنترنت»، أخذ الزحام العالمي الجديد على الشبكة ومتعلقاتها يفرض اتجاهاً لدى المختصين بفنون الكتابة وعادات الجمهور في القراءة للبحث عن أسرار يمكن أن تساعد في رواج وتمييز هذا المحتوى عن غيره. ورغم صعوبة ضمان النتائج، فإن بعض المختصين يقولون إنهم توصلوا إلى بعض مزايا كتابة المقالات والمحتويات على «الإنترنت» بالطرق التي تجذب الناس لقراءتها. كاتب متخصص بعد تأكيد أن الكتابة لا تعني فقط الأفكار والاقتراحات والجلوس على كرسي وراء المكتب، والتشديد على أنها تنطوي على أكثر من ذلك، حيث تحتاج إلى إجراء بحث شامل، وتنظيم الأفكار بعناية وتصور هيكل أو مخطط لوضع هذه الأفكار بالطريقة الأكثر تماسكاً وفعالية، يشير ديفيد ك. ويليام، إلى أن الكتابة على «الإنترنت» تحتاج إلى لفت انتباه القراء بسرعة وكسبهم وإقناعهم بأن قراءة هذا المقال يفيد اهتمامهم، حيث إنهم يجب أن يستمروا في قراءة النص. ويقول «بهذا المعنى، فإن كتابة المقالات التي يسعى لها الناس تتطلب كثيراً من الإبداع، وتخطيطاً سليماً وعرضاً فعالاً»، مؤكداً في الوقت نفسه أنه ليس سهلاً تحويل فحوى الإبداع إلى نص مكتوب. وويليام، وهو كاتب «إنترنت» متخصص وناشر ومستشار في هذا المجال، ما هو إلا واحد من أشخاص عدة راحوا يتخصصون في السنوات الأخيرة في تلمس أسرار النجاح في الكتابة على «الإنترنت»، وهم ينشطون على موقع «ذي ويب ورايتر سبوتلايت» الذي أسسه بنفسه. ويعمل ويليام في كتابة ونشر مقالات في العديد من المواقع، إلى جانب بعض الصحف المطبوعة. زاوية جديدة يقدم ويليام لمن يريد كتابة مواد على «الإنترنت» اقتراحات عدة يسميها «القواعد الذهبية» التي تجعلهم يجذبون الناس لمقالاتهم المكتوبة والمنشورة على (الإنترنت)، «حتى ولو كان الكاتب في أدنى مستويات الإبداع». ومن قواعد الكتابة الجذابة لمقالات «الإنترنت» البدء باختيار الموضوع والبعد عن الطرق والمداخل المعتادة في المقالات التي سبق وتناولت هذا الموضوع. ويطرح مثلاً على ذلك أن مقالاً يتعلق بتأمين السيارات مثلاً يجب أن يتجنب الكتابة مباشرة عنه، كما سبق وفعل آخرون، بل يجب اختيار «زاوية أولى كمدخل والتفكير بأي جانب من موضوع تأمين السيارات نريد الكتابة بشأنه». ثم على الكاتب أن «يكشف شيئاً جديداً أو مثيراً في عالم التأمين للسيارات، بحيث يثير اهتمام الناس به أو يعجبهم القراءة عنه. مثلاً يمكنه أن يكتب «أفضل خمس شركات تأمين سيارات في المملكة المتحدة على مر العصور»، أو يمكنه كتابة مثلاً أكثر المطالبات سخافة في حقل تأمين السيارات على مر العصور». ويتوجه ويليام لأي مهتم بالكتابة قائلاً «يجب العثور على زاوية مهمة مثيرة لمقالك تظن أن الجمهور الذي تستهدفه سيعجب بها ويقرأ ما كتبت». الصيغة المتبناة أما عن الخطوة التالية، فتتعلق باختيار الصيغة أو الشكل الذي به سيبني الكاتب أو ينظم مقاله حول الزاوية التي قرر تناولها، بحيث يتم عرض الأفكار بأكثر طريقة فعالة ممكنة تبعاً للأهداف الكامنة وراء كتابة المقالة وتبعاً للجمهور الذي تريد الوصول إليه. وهذه الخطوة تعتبر مهمة جداً من أجل شغل وإنتاج مقالات جاذبة يسر الجمهور قراءتها. وتوجد صيغ كتابة عديدة يمكن استخدامها خلال هذه الخطوة، منها الصيغ القائمة على التعداد الرقمي التي أخذت تنتشر بكثرة مؤخراً لدى العديد من كتاب الويب، ربما لأنها تمثل واحدة من أسهل الصيغ والبنى لكتابة المقالات، ويقول ويليام، إن على الكاتب هنا أن يضع أي أرقام يريدها عن شيء يجب على الناس معرفته بشأنه في الموضوع الذي اختاره، فبعد كتابة مختصرة بفقرة أو اثنتين لتقديم الموضوع، يجب على الكاتب أن يقفز بسرعة إلى قائمة أسراره ويحافظ على تقديم كل بند أو عنصر وبجمل غير طويلة من أجل أقوى تأثير، والتأكد من قائمته الرقمية بشكل صحيح قبل أن يضع الرقم الإجمالي للعناصر في عنوان المقال، ومن الأمثلة على ذلك «40 شيئاً يجب قولها قبل أن تموت» أو ما شابه. معرفة مفيدة يشدد ويليام على أن لدى الناس رغبة قوية أو دافعاً مهماً لفهم ما لا يعرفونه، حيث إنهم يريدون معرفة ما يفيدهم في فعل أشياء تخصهم «سواء تعلق ذلك بإصلاح كسر في أجهزة أو إصلاح علاقة شخصية انكسرت»، هم يريدون معرفة التفاصيل عن كيفية فعل وإنجاز أمور يريدونها، إنما بطريقة مختصرة، وخطوات عملية باتجاه هدف معين. ولكتابة مقال من هذا النوع، يحتاج الكاتب معرفة ما الذي يتحدث عنه بشكل دقيق، وبتوظيف تجربته «فإذا كان الكاتب يعمل في التسويق الإلكتروني مثلاً، يجب أن يكون بإمكانه كتابة مقال عن كيف يمكن لمؤسسة إنشاء حضور لها على (الإنترنت) بما يساعد على تشجيع مبيعاتها، وإذا كان الكاتب يعمل سمكرياً، فإن بإمكانه كتابة مقال عن كيف يمكن إصلاح أنبوب في المطبخ أو ما شابه». وبعض القواعد التي يطرحها ويليام هنا تتلاقى نسبياً مع قواعد الكتابة الناجحة للمطبوعات، ولكن ما يجب على جميع من يريدون الكتابة على «الإنترنت» أن يتذكروا دائماً أن خيارات القراءة على «الإنترنت» باتت مليونية ولا تبعد سوى نقرة واحدة، ولهذا يشدد معظم المتخصصين في هذا الحقل على ضرورة أن تكون المادة سريعة القراءة والهضم أسرع بكثير مما هي عليه الحال في الكتابة للوسائل المطبوعة. خيارات البحث ثمة متخصصون آخرون يشددون على ضرورة استفادة الكاتب من خيارات البحث، بحيث يأخذ في الاعتبار الجمل والمفردات الأكثر تداولاً وبساطة، بحيث يبرز عنوان مقاله أو محتواه بسرعة في عمليات البحث. وثمة قواعد أخرى عديدة المهم فيها كلها، أن يستطيع القارئ العادي الذي يعرف القراءة والكتابة فهم ما تكتبه أو أن يعي القارئ على الفور أنه سيتعلم شيئاً ما إذا ما قرأ النص كاملاً، ويكون مفيداً له في حياته الشخصية أو المهنية أو الاجتماعية. وغالباً ما ينصح بالنص القصر نسبياً إلا في حالات المواضيع التي تطرح قضايا وتهم شرائح معينة من القراء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©