في وقت تشهد فيه عدة منصات وخدمات على مواقع التواصل الاجتماعي نجاحا لافتا، فقد سجلت خدمة الإعلان على الأجهزة المحمولة التي يقدمها عملاق هذه المواقع فيسبوك نتائج إيجابية قوية للعام الثاني على التوالي مرتفعة 10% مع توقعات بارتفاع هذه الحصة إلى 12,9% لكامل عام 2013، علما أن حصة إعلانات شركة وموقع جوجل على الأجهزة المحمولة والتي تشمل أيضا موقع يويتوب ستبقى في المرتبة الأولى مع نحو 8,7 مليار دولار أي أكثر قليلا من نصف قيمة السوق عالميا مع ارتفاع طفيف عن العام الماضي. وفي موازاة ذلك تتحرك سوق مجمل الإعلانات على الشبكة وملحقاتها مسجلة نسبا متشابهة لدرجة ما. ويؤدي هذا النمو إلى ازدهار سوق مواز يتعلق بالشركات والمؤسسات التي تسعى للوصول إلى حلول أكثر تطورا في مجال التسويق الاجتماعي بما ينبئ بأن هذا السوق مقدم على أرقام واستخدامات أوسع فأوسع.
وقال موقع مجموعة «ألتيمتر»، المتخصصة في تقديم الاستشارات والتدريب، إنها بعد البحث تأكدت أن استراتيجيات التواصل الاجتماعي تواجه تحديات كبيرة لعمل الشركات الناشئة في التسويق الاجتماعي، ذاكرة بعض الأرقام بهذا الصدد منها أن 34% (فقط) من المشروعات تشعر بأن استراتيجيتها الاجتماعية متصلة بمخرجاتها ونتائجها التجارية، وأن 28% من الشركات التي أجرت المجموعة دراسات عليها « تشعر بأن لديها مقاربة شاملة وغير متخصصة، لمواقع التواصل الاجتماعي، وأن هناك فقط 12% من الشركات على ثقة بأنها لديها خطة اجتماعية تتطلع إلى ما وراء العام التالي.
وعادة ما تقترح «ألتيمتر»، التي تأسست في 2008 ومقرها وادي السليكيون في كاليفورنيا، خطة تواصل اجتماعي لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولكنها تؤكد أنه من دون دعم تنفيذي من المستويات العليا في الشركات ومن دون موازنات كافية وإيمان بأولوية وجدوى هذا التواصل فإن النشاط الاجتماعي سيكون مجرد معركة مؤكدة أن «الصلة بين استراتيجيات الإعلام الاجتماعي والأهداف التجارية» للشركة هو مفتاح كسب وتحقيق النتائج المرجوة.
ويلاحظ مراقبون أن الشركات والمؤسسات التجارية تعاملت مع الإعلام الاجتماعي بطريقة تجريبية لا تتصل بنتائج حقيقية، وما شجع على ذلك ضبابية العائد من الاستثمار في هذا الحقل. وفي ضوء ذلك تقول مجموعة «ألتيمتر» إنه حان الوقت لهذه الشركات والمؤسسات أن تكون جدية بشأن التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، جاء إصدار المجموعة في يوليو الماضي لكتاب إلكتروني بعنوان «عوامل النجاح السبعة لاستراتيجيات المشاريع الاجتماعية»، الذي اشترك في تأليفه كل من شارلين لي وبرايان سوليس لمساعدة القراء والمهتمين على تعلم كيفية ضبط استراتيجيات التواصل الاجتماعي مع الأهداف التجارية وصولا إلى نتائج حقيقية. وجاء الكتاب الصادر في يوليو الماضي ثمرة عام من دراسة كيفية استخدام الشركات لاستراتيجيات التواصل الاجتماعي وكيفية تغير أعمالهم ومشاريعهم نتيجة ذلك. وخلال بحثهم خلص المؤلفان إلى أن المشاريع التي تعتمد التواصل الاجتماعي المتقدم تتشارك في سبعة أشياء تحدد وتحكم تطورها وهي العوامل التي يعرضانها في هذا الكتاب بطريقة سهلة وصيغة عملية، مزودة بأمثلة متماسكة وأفضل الممارسات وتوجيهات عن كيفية وضع استراتيجية تواصل اجتماعي فعالة، وخلق المواءمة في جميع فواصل المنظمات والمؤسسات واستخدام استراتيجية لدعم كامل نجاح المشروع.
عدد اليوم
