الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عدم ترشيد الاستهلاك استنزاف للموارد البيئية

عدم ترشيد الاستهلاك استنزاف للموارد البيئية
1 سبتمبر 2013 20:44
يشكل الشباب فئة مهمة داخل المجتمعات الاستهلاكية، وما يكتسبه الشباب من عادات استهلاكية سوف يكون لها دور حاسم في أنماط الاستهلاك في المستقبل، وإن قرارات المستهلكين لها دور يتزايد تأثيره على الأسواق والأنماط الحياتية بشكل عام، لذا فإن فئة الشباب تستحق اهتماماً خاصاً على صعيد الجهود الهادفة، لتغيير أنماط الاستهلاك اليومي من أنماط تتسم بالتبذير، إلى أنماط استهلاك أكثر تناغماً مع الاستهلاك المستدام. الدكتور عماد سعد - مستشار الاستدامة والتطبيقات الخضراء، يوضح أهمية التوعية حول مفهوم المستهلك المستدام، ويقول: «نحن الشباب بإمكاننا جميعاً أن نترجم طموحنا لعالم أفضل، على شكل تصرفات يومية أكثر مسؤولية، كما نحن بحاجة لتوحيد جهود شباب الإمارات مع بقية شباب العالم، وإعطائهم دوراً أكبر في القرارات البيئية، وبما إن فرط الاستهلاك هو أحد مفرزات مجتمع الرفاه والترف الاقتصادي الذي نعيشه، فإن علينا التفكير في كيفية ربط ما نعيشه الآن، وما نتمناه في الغد لأجيالنا التي لم تولد بعد، خاصة إن أنماط الاستهلاك الحالية مربوطة تماماً برفاهية الإنسان، فإلى أي حد سوف يتراجع الشباب عن مستوى معين من الرفاهية لصالح حماية الموارد والتنمية المستدامة». وقال إن لجمعية حماية المستهلك وإدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، دوراً مهماً في هذا المشروع، ويجب أن تلعبه بالتعاون مع الجمعيات ذات العلاقة، فالثقافة الاستهلاكية الرشيدة هي أحد أهم العوامل للاستهلاك المستدام، وطبقاً لما جاء في جدول أعمال القرن الحادي والعشرين، وهو خطة العمل الخاصة بالتنمية المستدامة، والتي أقرت في قمة الأرض للبيئة في ريو دي جانيرو 1992، فإن السبب الرئيسي في التدهور المستمر للبيئة العالمية، هو نمط الإنتاج والاستهلاك غير المستدام، لا سيما في البلدان الصناعية. ويضيف الدكتور سعد:«لم يعد الاستمرار في العيش بأنماط تفوق إمكانات كوكب الأرض خياراً فعالاً على المدى الطويل، فالقضية تتمثل في تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك بسرعة، تكفي للحاق بالنمو الاقتصادي، وسكان أميركا يشكلون 5 - 6% من سكان العالم، يستهلكون 30% من موارد الأرض وينتجون 40 % من نفايات العالم، وبإمكاننا أن نحيا بطريقة أفضل مرتين، لكن باستخدام نصف ما نستخدمه من الموارد الأرضية، فالنفايات هي مواد أولية مهدورة يمكن إعادة توظيفها في صناعة أخرى. لكن الدراسات المسحية أظهرت بأن هؤلاء الشباب، لم يخطر ببالهم قط الربط بين هذه الأمور البيئية، وعلاقتها بصناعة الأشياء التي يستهلكونها وهذا أمر متوقع، ولذا ربما نسأل أي إنسان هل تعتقد أنك قد تفكر عند شرائك علبة ثقاب؟، هل فكرت بعدد الأشجار التي قطعت في إحدى الغابات المعرضة للتدمير في بقعة ما من بقاع الأرض، أو بطفل يبلغ من العمر 7 سنوات أجبر على العمل 12 ساعة متواصلة، مقابل أجر زهيد لا يذكر لإنتاج هذه العلبة، وطبعاً لا أعتقد أن ذلك يخطر ببال أحد، ولذا إن أردنا التعريف بالاستهلاك المستدام، نستطيع أن نقول بأنه مطلوب أن نعمل على تكريس ثقافة الاستهلاك المستدام، بهدف إيجاد حلول يمكن تطبيقها على كل خلل اجتماعي وبيئي، من خلال السلوك المسؤول لجميع الأشخاص، ويرتبط الاستهلاك المستدام بوجه خاص بالإنتاج والتوزيع والاستخدام والتخلص من المنتجات، ويرتبط بالخدمات ويوفر أسلوباً لإعادة النظر في دورة حياتهم، فالغرض هو ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية لكل المجتمع الدولي، وتقليل الإفراط وتجنب الإضرار بالبيئة. التحدي الأساسي الاستهلاك المستدام عنصر مكمل للتنمية المستدامة، ومسألة في غاية الأهمية، فالتنمية المستدامة هي التي تلبي احتياجات الحاضر، دون المخاطرة بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجات المستقبل، وإن خفض الاستهلاك هو غالباً يعد أولوية ليست دائمة، بل الاستهلاك بشكل مختلف وكفء هو التحدي الأساسي، لذا علينا أن نفكر قبل أن نشتري، ونفكر فيما تحتاجه فعلاً، وليس فيما نريده، وإن كنا أو كنت أنت أيها المستهلك بحاجة لرحلة سياحية لا تأخذ سوى الصور، ولا تترك وراءك إلا آثار قدميك فقط، وهكذا بإمكاننا أن نحيا بطريقة أفضل مرتين، لكن باستخدام نصف ما نستخدمه من مواردنا الثمينة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©