الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دعوة صينية لتطبيق مفهوم أمن الطاقة

19 نوفمبر 2006 23:18
دعا سعادة يوشينج جاو السفير الصيني لدى الإمارات المجتمع الدولي الى رسم وتطبيق مفهوم أمن الطاقة المتمثل في التعاون متبادل المنافع والتطوير متعدد الاتجاهات والتأمين منسق الجهود· وقال في كلمته أمام مؤتمر الطاقة أمس: ''من أجل تحقيق ذلك يجب بذل الجهود من ثلاث نواح، وهي تعزيز التعاون متبادل المنافع في مجال تطوير واستغلال الطاقة بهدف ضمان تلبية طلبات الطاقة لمختلف الدول، والعمل على انشاء نظام البحث والتطوير والتعميم لتقنيات الطاقة المتقدمة انطلاقاً من هدف تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع البشري ككل، والعمل على حماية السلام العالمي وصيانة الاستقرار الاقليمي لتوفير بيئة سياسية مواتية لتحقيق الأمن والاستقرار للطاقة في العالم''· وأضاف: منذ بدء عملية الاصلاح والانفتاح في الصين في سنة 1978 شهد الاقتصاد الصيني نمواً متسارعاً حيث ازداد اجمالي الناتج المحلي من 140 مليار دولار في سنة 1978 إلى 2200 مليار دولار في سنة 2005 بمتوسط نمو 9,6% سنوياً، الأمر الذي يرفع الطلبات للطاقة بكل تأكيد· ولمواجهة الطلبات المتزايدة للطاقة اتبعت الحكومة الصينية سياسة الاعتماد بصورة رئيسية على زيادة الانتاج الداخلي وترشيد الاستهلاك للطاقة في نفس الوقت· في الفترة من سنة 1978 إلى 2005 سارت الصين بمعدل الزيادة السنوي لاستهلاك الطاقة بنسبة 5,16% وتمكنت من تغذية معدل النمو السنوي 9,6% لاجمالي الناتج المحلي· وظلت الصين في هذه الفترة تحتفظ في مجال الطاقة بنسبة الاكتفاء الذاتي العالية التي تصل إلى 90% وتفوق هذه النسبة نظيرتها في دول منظمة التعاون الاقتصادي )د( بـ20 نقطة مئوية في الولايات المتحدة· فيمكن القول إن الصين كانت تعتمد بصورة رئيسية على قدرتها الذاتية في معالجة قضية الطاقة المطلوبة لاسناد عملية التنمية السريعة طوال هذه الفترة الطويلة· ويرجع ذلك إلى أن الصين لم تكن فقط دولة كبيرة مستهلكة للطاقة بل هي أيضاً دولة كبيرة منتجة للطاقة وذات التركيبة المتميزة لانتاج الطاقة، فتعتبر الصين ثاني أكبر دولة منتجة للطاقة في العالم، فقد بلغ اجمالي انتاج الطاقة الصيني في سنة 2005 حوالي 2,06 مليار طن من وحدة الفحم القياسية، من بينها 2,19 مليار طن من انتاج الفحم ويحتل هذا الرقم 37,4% من اجمالي انتاج الفحم في العالم· كما بلغ انتاج النفط 181 مليون طن وهو مرتبة سادسة في العالم· أما انتاج الغاز الطبيعي فبلغ 50 مليار متر مكعب· وتتميز تركيبة الطاقة في الصين باكتساب الفحم نصيب الأسد سواء كان في الانتاج أم في الاستهلاك فاحتل الفحم سنة 2005 (76,3%) من اجمالي انتاج الطاقة و68,7% من اجمالي الاستهلاك وذلك يزيد بشكل كبير على متوسط المعدلات العالمية المتمثل في 27% من اجمالي الانتاج و27,8% من اجمالي الاستهلاك· وبرغم أن الصين دولة كبيرة مستهلكة للطاقة وتحتاج إلى استيراد بعض النفط والغاز حيث بلغت الواردات النفطية في سنة 2005 حوالي 136 مليون طن بنسبة 6% من تجارة النفط العالمية، الا أنها في نفس الوقت دولة كثيرة السكان حيث يبلغ عدد سكانها حوالى 20% من بشر المعمورة، فمتوسط الفرد من استيراد النفط أو استهلاكه يقل كثيراً عن متوسط المستويات في العالم· على سبيل المثال فان متوسط الفرد من النفط المستهلك في سنة 2005 بلغ 1,232 طن وهو يعادل نصف متوسط المستويات العالمية و13/1 في الولايات المتحدة، أما متوسط الفرد من النفط المستورد البالغ 136 مليون طن سنة 2005 فبلغ 0,1 طن وهو ربع متوسط المستويات العالمية و20/1 في الولايات المتحدة· ورغم ذلك فان الصين سوف تعتمد بصورة رئيسية على زيادة العرض الداخلي وترشيد الاستهلاك لتلبية طلبات الطاقة المتزايدة الناتجة عن النمو الاقتصادي السريع المستمر· وذلك لأن الامكانيات الكامنة للطاقة القابلة للانتاج ما زالت كبيرة في الصين، وسوف يستمر الفحم كمادة رئيسية للطاقة على المدى المنظور حيث يبلغ احتياطي الفحم أكثر من ألف مليار طن ويكفي الانتاج أكثر من 100 سنة· وأضاف: أما النفط فتبلغ كمية المورد الجيولوجية 21,2 مليار طن، وكمية الاحتياطي المكتشف 2,5 مليار طن بمعدل اكتشاف 32% فقط وذلك يعتبر مرحلة متوسطة للتنقيب، مما فتح مجالاً واعداً لزيادة الاكتشاف والانتاج مع تقدم التكنولوجيا النفطية في المستقبل· أما الغاز الطبيعي فمن المتوقع أن يشهد نمواً سريعاً في كل من الاحتياطي والانتاج· فتبلغ كمية المورد الجيولوجية للغاز 22 تريليون متر مكعب وبلغ الاحتياطي المكتشف حتى سنة 2005 (3,5) تريليون متر مكعب بمعدل اكتشاف 15% وذلك بعد مرحلة بدائية للتنقيب· وبجانب ذلك هناك مجال واسع لتطوير الطاقة المتجددة فإن كمية المورد الكهرومائي في الصين تبلغ 400 مليون كيلوواط وتم الآن استغلال ربعها فقط وتبلغ كمية الطاقة الهوائية القابلة للتطوير مليار كيلوواط وتم استغلال 0,13% فقط كما أن هناك مجالا كبيرا لتطوير الطاقة الشمسية والبيولوجية· وأشار إلى ان الصين ستستمر في اتباع سياسة الطاقة المتمثلة في ''اتخاذ الفحم كقاعدة رئيسية مع التطوير متعدد الاتجاهات'' كما ستعمل بجهود مركزة على تطوير الطاقة الكهرومائية والطاقة النووية إضافة إلى تسريع الخطوات في تطوير الطاقة الحديثة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©