السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصور الخاصة على «انستجرام» لعبة محبي الظهور والتفاخر

الصور الخاصة على «انستجرام» لعبة محبي الظهور والتفاخر
19 سبتمبر 2014 20:10
بات تصوير رحلات السفر وزيارة الأماكن السياحية والمطاعم المشهورة وتحميلها على حساب الانستجرام نوعاً من التفاخر الاجتماعي، مما يجعل البعض يكشف تفاصيل فيها قدر من الخصوصية يفترض الاحتفاظ بها في «ألبومات الأسرة»، وليست على حساب مواقع التواصل الاجتماعي. لكن هناك من وجد في انستجرام فرصة لتوثيق اللحظات العائلية الجميلة وعرضها على الأصدقاء والمعارف والمتابعين للحصول على نقرات «الإعجاب». كشف الخصوصية وتوثق هدى سعيد (طالبة جامعية) تنقلاتها عبر تصوير الأماكن التي تزورها، لكن في الوقت ذاته لا تحمل الصور، التي فيها نوع من الخصوصية مع أفراد عائلتها، مبينة أن الكثير من الفتيات والشباب أصبح من دون وعي يحمل الصور في حسابه الخاصة بانستجرام، ويتعمد كشف خصوصيته لينال عددا كبيرا من المتابعين، والتباهي بعددهم في حسابه من دون أن يدرك خطورة هذا التصرف الذي قد يطال حتى أفراد الأسرة. وترى هيفاء البلوشي (موظفة) أنه لا غضاضة في أن يهتم الشخص بتصوير رحلاته الشخصية أو العائلية، ويشارك الأصدقاء اللحظات الجميلة إذا كانت تخص الفرد نفسه، مؤكدة أنها أثناء زيارتها للمطاعم أو المعالم السياحية تجد نفسها تصور تلك اللحظات والمناظر الجميلة وتحملها على حسابها الخاص في «إنستجرام»، موضحة أنّ هناك من يُعرف كل أمر بحياته على أنّه خصوصية، وهذا غير صحيح، فبمجرد مشاركة الفرد بمواقع التواصل الاجتماعي فذلك يعني أنّ لديه الاستعداد لأن ينشر تفاصيل جزء من حياته التي لا يرى أنّها خاصة، وتقول: «غالباً كل ما أضيفه في حسابي من صور هي عبارة عن أطعمة أو قهوة أو أماكن عامة». في انتظار «لايك» من باب حب التباهي والتفاخر يصور سالم عبد العزيز، رحلاته الخارجية والأماكن التي يزورها وينزلها في حسابه على انستجرام منتظراً من متابعيه أجمل التعليقات وأكثر اللايكات، ويقول «لديَّ حساب خاص على انستجرام يضم عدداً من المتابعين من مختلف الدول، وأشعر بالفرح حين التقط صورا فوتوغرافية للأماكن التي أزورها سواء كانت مناظر طبيعية أو معالم تاريخية وسياحية أو أطباق الطعام أو حتى ملابسي، وحين أنزل تلك اللقطات أنتظر التعليقات الجميلة و»اللايكات»، التي تشجع على الإبداع في اختيار لقطات جميلة». نوف المقبالي (موظفة)، ترى أن استخدام تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في السفر نوع من التوثيق لزيارة معالم سياحية أو مناطق تتصف بالطبيعة الخلابة، وأن تلك المناظر تفرض على الشخص أن يلتقط الكثير من الصور فيها، وتضيف: «مع ذلك فإن كل من يتصفح حسابات إنستجرام، ويجد تلك المناظر بالطبع ستتكون لديه المعرفة والمعلومات عن هذه الأماكن والمناطق التي يجهلها وستساعده مستقبلا في معرفتها إذا أراد السفر لتلك المناطق». وتوضح: «في تنقلاتي أحرص على توثيق الصور على حسابي من باب الذكرى كألبوم خاص بي يضم العديد من اللقطات الحلوة مع أفراد الأسرة أو الصديقات». بعد نفسي تعددت استخدامات برنامج التواصل الاجتماعي، ولكن أكثرها كما تؤكد الدكتورة نوال خليفة، استشارية نفسية في عيادة التعاون الخاصة، تصوير الأكل ورحلات السفر لكثير من المستخدمين، و«هناك أسباب نفسية تؤدي إلى إدمان الفرد هذه العادة ومنها التفاخر والتباهي بتناول ما لذ وطاب من أكلات سواء بالبيت أو عند الأقارب أو بمطعم فاخر، وهؤلاء الأشخاص يستهويهم التفاخر أمام أصحابهم وأقاربهم، ويبقى هذا شغلهم الشاغل، ومع ذلك هناك العديد من الأفراد ممن لديهم الدراية بأن ما يقومون به قمة الخطأ إلا أنهم يستمرون في ذلك خوفاً من أن يُقال عنهم إنهم أقل مستوى من غيرهم». وتضيف: «البعض قد اعتاد أن يكون السباق في التباهي والتصوير في ذلك المطعم الفاخر أو تذوق تلك الوجبة. وهذه من أبرز المشكلات التي تعود للحالة النفسية للشخص فالخوف من الدونية مشكلة نفسية تدفع الفرد للقيام بما هو مقتنع أو غير مقتنع به». سلوك مرفوض يتعجب الشاب فيصل الرحومي، موظف، من بعض الناس حين يصورون كل صغيرة وكبيرة في حياتهم الخاصة والأسرية، ويعرضونها في انستجرام، وكأنه وجد من أجل أن يعرف الجميع أن هذا الشخص يملك كذا وكذا، معتبراً أنها تجاوزات وسلوكات غير لازمة، ولا تشكل أي إضافة مهمة للمتابعين، بل الغاية من ذلك هو حب الظهور والتفاخر بمستوى الرفاهية والفخامة، التي يتمتع بها ذلك الشخص بدءاً من الفندق الخمس نجوم إلى تذاكر سفر الدرجة الأولى، إلى اقتناء الماركات العالمية في الملابس وارتياد الأماكن وانتهاء بوسائل التنقل. منافسة يرى عبدالله الجابري (موظف حكومي) أن موقع انستجرام انتشر كما الهشيم في النار فقد باتت الناس لا يفكرون سوى في زيارة المطاعم وتصوير الأكل ووضعه على الصفحات الشخصية في انستجرام، وهذا الأمر يخلق نوعاً من التنافس فيما بين الناس خصوصاً الفتيات وربات البيوت فقد أصبحن يتفنن في إعداد الطعام وتصويره ووضعه في أطباق ملونة وعرضها على صفحاتهن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©