الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مبارك ماشي يحلق بخيال الأطفال من خلال شفافية حكاية المسرحية

مبارك ماشي يحلق بخيال الأطفال من خلال شفافية حكاية المسرحية
24 أغسطس 2012
قدَّم مسرح زايد للطفولة مسرحيته الجديدة “جزيرة المشاعر” على مسرح مركز الفجيرة الثقافي، وذلك خلال اليومين الثاني والثالث من عيد الفطر، وقد أنجز هذا العمل بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والمسرحية من تأليف فضل التميمي وإخراج مبارك ماشي مدير مسرح الفجيرة، واشترك في التمثيل عبدالحميد البلوشي وعبدالله الرشدي وعادل سبيت وهنا وأيمن الخديم وإبراهيم القحومي ومحمد الغزالي وبمشاركة المجاميع وهم الممثلون شعبان سبيت وعبدالله درويش وموسى محمد وراشد جمعة ومنصور سعيد، وأسهم مجموعة من المبدعين في تنفيذ الجانب التقني الذي أدخل في العمل من حيث السينوغرافيا المتطورة والإضاءة المختلفة والتقنية المسرحية الجديدة التي أسهمت في إثارة أحاسيس ومشاعر الأطفال باتجاه قصة وحكاية العمل المسرحي، وأدار المسرحية تقنياً الفنانون خالد السويدي وفهد التميمي وفضل التميمي. وتدور أحداث المسرحية حول حكاية فتاة تسمى “حنين” تحمل في أعماقها البراءة والشفافية في الوقت نفسه، وكونها تتميز بالجمال البرّاق وبالذكاء الحاد، إلا أنها تعيش حالة غرور بسبب تفوقها على قريناتها ولهذا السبب تراها في كثير من الأحايين تنظر في المرآة أمامها وتتذكر صديقاتها وتميزها بينهن في دراستها وفي تفوقها المعرفي الذي جعلها مخلصة حقاً لذاتها، لكنها تعيش حالة من حب الذات الذي تجده دائماً في المرآة أمامها، هذه الأداة التي كشفت لها ضميراً آخر يعيش في أعماقها ويعكس ما هو مخبوء في داخلها وطبيعة تصرفاتها وما تحمله من آراء وأفكار وهو الغرور. وينبثق صوت من المرآة في غرفتها يخاطبها في دعوة للكف عن غرورها، حيث يمتزج هنا الخيال بالواقع، الواقع، حيث تقف حنين أمام المرآة، والخيال حيث يظهر الصوت المعاتب والذي يريد محاربة الغرور في ذات حنين، فيدعوها الصوت إلى جزيرة المشاعر، حيث يتجلى الخيال كله في بنية المسرحية، وتجد “حنين” في جزيرة المشاعر صراعاً بين شخصيات ست، وهي “الحب والحزن والملل” من جهة و”الغرور والحسد والغضب” من جهة أخرى، ويستمر الصراع وتكتشف حنين أن الطوفان بدأ يطغى على الجزيرة ولهذا تبنى سفينة الإنقاذ وتستمر المسرحية باتجاه مسل وغامض لا نريد كشفه. تلك هي حكاية المسرحية التي استطاع المخرج مبارك ماشي على التحليق بخيال الأطفال وأن يخلق حالة من شفافية الحكاية التي توجه إلى الطفل مع ما فيها من وعظ وإرشاد، حيث خلق المخرج ماشي من نص فضل التميمي نوعاً من الدعوة لإعادة بناء شخصية “حنين” في إمكانية تخليها عن الغرور والتعالي، وذلك في إدخالها بتجربة حكاية مفترضة تمتلك من عناصر الخيال والجمال ما يجعلها خاضعة للتصديق وكأن الشخصيات المفترضة “الغرور والحسد والغضب” و”الحب والحزن والملل” تبدو واقعية. كان مبارك ماشي بارعاً في تقديم هذا النص على المسرح حين استغل المكان ليخلق منه جزيرة خيالية، وذلك في توظيف الجانب التقني والسينوغرافيا التي تظهر الأحداث بشكل فاعل. وفي لقاء مع “الاتحاد” بعد عرض المسرحية في اليوم الثاني من عيد الفطر تحدث المخرج مبارك ماشي عما أثارته المسرحية في نفوس الأطفال الذين شاهدوا العرض المسرحي بكثافة، فقال “لقد قرأنا نحن العاملين في المسرحية، وذلك من خلال الصمت المطبق الذي ران على الأطفال ومتابعتهم للعمل بشكل جاد وتحليقهم مع الحكاية في عالم خيالي، وقد كان الحضور جيداً، بل اعتبره استثنائياً تحققت من خلاله فرحة العرض وفرحة العيد في تمازج أخاذ”. وقال مبارك ماشي “اتصل بنا الكثير من الأهالي وطلبوا منا أن نكرر هذه التجربة في مسرح الأطفال مثلما يحصل في مسرح الكثير من دول الخليج”. وأضاف “لقد كانت الفرحة واضحة في أعماق المشرفين على مسرح زايد للطفولة، خاصة مؤلف المسرحية فضل التميمي، عندما شاهد عمله وهو يقدم بشكل مباشر للأطفال، وبطرق فيها من الجمال ما جعله مؤمناً بضرورة تكملة العروض المسرحية في إمارات الدولة وضرورة انتقال هذا العرض إلى أبوظبي، وتقديمه على مسارحها، كون مسرح زايد للطفولة يسعى لتقديم الأجمل والأفضل دائماً”. وقال مبارك ماشي “كان للتقنيات التي استخدمتها في الإخراج التأثير الواضح على نقل الحكاية باتجاه إثارة مشاعر الطفل، حيث أوجدت مرآة تتكلم وتتحرك في المسرح وهي تشاركنا في العرض المسرحي وهي ذات المرآة التي كانت تنظر فيها “حنين”، كما أنني خلقت جزيرة افتراضية هي “جزيرة المشاعر” وفيها كثير من المناظر السينوغرافية التي أدهشت الطفل، وكان هناك إعصار تمثل في ماء هادر ارتطم بالجزيرة، وقد نفذنا هذه الحركة، عن طريق الإضاءة والدخان والبروجكتر، كما كان هناك أسلوب لخروج السفينة “سفينة الإنقاذ” على شكل إوزة مضيئة لتنقذ سكان جزيرة المشاعر، كل هذه التقنيات أسهمت مع رسومات خلابة وجميلة في إنضاج حكاية المسرحية”. وقال مبارك ماشي عن الأغاني التي يرددها الأطفال في النص المسرحية “لقد أسهمت هذه الأغاني التي كتبها أحمد الماجد ولحنها عبدالله صالح ووزعها ميرزا في إغناء روح الحكاية ومنها أغنية “نعمل نعمل بالجد نعمل” التي حازت إعجاب الأطفال، بل لأقول حتى الكبار الذين حضروا العرضين الأول والثاني”. وحول ما سيقدم مبارك ماشي بعد هذا العمل من إنجازات مسرحية للطفل قال “أتمنى أن أقدم في مهرجان الطفل القادم في الشارقة عملاً مسرحياً للطفل يكون على مستوى راق من جانبين أولهما أن يكون بمستوى الطفل من سبع سنوات فأكثر من ناحية السنياريو التعليمي ومن ناحية الإخراج والديكور والسينوغرافيا والإضاءة بحيث يكون عرضاً مميزاً”. وعندما طلبنا من مبارك ماشي أن يصرح لنا باسم عمله الجديد قال “أعتبرها مفاجأة سوف تكون الصفحة الثقافية في “الاتحاد” أوَّل من يعرف بذلك”. وقال مبارك ماشي “كذلك أتمنى من وسائل الإعلام الاهتمام بمثل هذه العروض التي تقدم للطفل لأن العمل في هذا الحقل صعب جداً ويحتاج إلى صبر ودراسة وروية”. واختتم مبارك ماشي لقاءه بـ “الاتحاد” بتقديم الشكر إلى كل من حضر العمل المسرحي من الفنانين الاماراتيين حيث حضر الفنان عيسى كايد والفنان الرائد عبدالله صالح والفنان حميد فارس والفنان آدم علي وما قدمه لهم عبدالله السويدي رئيس مسرح الفجيرة وسلطان مليح مدير مركز الفجيرة الثقافي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©