الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ريمية» تتفوق على رجال الشعر وتتأهل إلى الجولة التالية بقرار لجنة التحكيم

«ريمية» تتفوق على رجال الشعر وتتأهل إلى الجولة التالية بقرار لجنة التحكيم
11 فبراير 2010 20:34
ليلة أخرى نثر فيها فرسان الشعر النبطي إبداعاتهم على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي مع انطلاق مجريات الحلقة الثالثة من مرحلة الـ 24 في مهرجان الشعر الأضخم والأكثر جماهيرية في العالم العربي، برنامج “شاعر المليون” في نسخته الرابعة. وحضر فعاليّات الحلقة الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد، ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وعدد من كبار الشخصيّات وأعضاء السلك الدبلوماسي، وحشد من وسائل الإعلام، إلى جانب جمهور غفير. استضاف الإعلامي عارف عمر، في استوديو التحليل الناقد سالم المعشري والشاعر مانع بن شلحاط، اللذين استعرضا مجريات المسابقة وصولاً إلى الحلقة الماضية. وأثار بن شلحاط الجدل عندما عاد ليؤكّد أنّ البيت الأول في قصيدة حليمة العبادي احتوى على كسر واضح، وأنّ البيت الأول في قصيدتها جاء على وزنين مختلفين في الصدر والعجز. وكان هذا الموضوع أثار جدلاً بين لجنة التحكيم واستديو التحليل في الحلقة الثانية من منافسات المرحلة الثانية. وقبيل إعلان النتيجة تم عرض تقرير لأهم ما تضمنته الحلقة السابقة من آراء لأعضاء لجنة التحكيم في القصائد المشاركة والمداولات التي دارت بينهم، ورصد لبعض من الأبيات المميزة في تلك القصائد. أعقب ذلك صعود الشعراء الخمسة المحولين إلى تصويت الجمهور، ليفوز السعودي محمد بن على السعيد بعد أن حصل على أعلى نسبة تصويت ونسبة إجمالية بلغت 63 %، ويصبح الشعراء الأربعة الباقون خارج نطق المنافسة. وانقسمت منافسات الحلقة وحسب آلية التنافس إلى جزئين الأوّل مشاركة الشعراء الستة بقصيدة حرّة الوزن والقافية والموضوع، فيما تضمن الثاني تقديم الشعراء الستة لقصائد مجاراة لقصيدة على وزن “التغرودة” جارى فيها كل شاعر واحداً من أعلام الشعر الذين تمّ اختيارهم بالقرعة في الحلقة الماضية. تناقض وتسلسل قدم أول المتسابقين الأردني تيسير الزلابية نصاًً قال عنه الدكتور غسان الحسن، إنه يحوى مجموعات من الصور المتناقضة، لافتاً إلى أن المتسابق خالف قواعد المشاركة بتغييره بعض أجزاء القصيدة دون أن يخبر اللجنة. وأشار إلى أن بعض الأبيات ليست لها أي علاقة بالقصيدة، وكان يمكن الاستغناء عنها. من جهته، أثنى سلطان العميمي على النص، موضحاً أنه يمثل مشروعاً شعرياً جميلا، غير أنه كان يمكنه أن يأتي بشكل أفضل. حمد السعيد أوضح أن الشاعر حسن من أدواته الشعرية في هذا النص، وأن النص مليء بالصور الشعرية المتنوعة، منوهاً إلى أن النص جاء بتسلسل جميل، وأن الشاعر اختار قافية صعبة وتعامل معها بحرفية عالية. قدم السعودي جزاء البقمي نصاً جميلاً أثنى عليه العميمي، وقال إنه نص متكامل نجح فيه الشاعر بطرح قضيته وقدم حلاً لها، والقصيدة تعج بالصور الشعرية التي خلت من التكرار. السعيد قال إن تسلسل الفكرة أوصل المتلقي للحل الذي أراده الشاعر بسهولة. بينما قال الحسن إن القصيدة جاءت على شطرين، وبها مفارقات جميلة أحسن الشاعر إدارتها، وأيضاً تحول مركز الثقل في العلاقة الزوجية من المرأة التي تسعى إلى الحافظ على البيت بكل ما أوتيت من قوة، إلى الرجل الذي صار متجبراً بعد الزواج. وألقت المتسابقة السعودية حصة هلال “ريمية” قصيدة نالت رضا أعضاء اللجنة، حيث وصفها السعيد بأنها قصيدة هجومية، غير أن المتسابقة تمتلك شاعرية كبيرة عبرت عنها من خلال القصيدة. وأوضح أن النص رائع، وأن وجود الشاعرة في البرنامج إضافة للبرنامج، منوّهاً إلى أن نجاحها في وضع لون خاص بها يستحق التقدير. قال الحسن إن الشاعرة قدمت نصاً يحمل قضية تخص المرأة، وأن الشاعرة بدأت من قضيتها الخاصة وانتهت بتعميمها على النساء، لافتاً إلى نجاح الشاعرة في إيصال ذلك إلى عتبات الحس وهو ما يعد أفضل أساليب الشعر. العميمي قال إن النص به العديد من فرص النجاح ومنها، الفكرة التي جاءت نابعة من معاناة، وقدر عال من الوعي في طرح الموضوع، وتسلسل الأفكار، والصور الشعرية المدهشة والبعد عن التكرار، وأيضاً دقة اختيار في أسلوب الطرح واستخدام مفردات مميزة. ابتكار وعقلانية رابع المتسابقين الشاعر السعودي عبدالله حديجان، ألقي قصيدة قال عنها الحسن إنها تحمل موضوعاً مبتكراً، والنص به عبارات شعرية تنم عن قدرات وإمكانيات شعرية عالية، وتوافر حصيلة كبيرة من المفردات في جعبة الشاعر، لافتاً إلى أن الشاعر اختار وزناً من الأوزان الطويلة في القصيدة وعمد الشاعر إلى استخدام الحشو في القصيدة فتضمنت عطفا وتكرارا، خاصة في النداء الذي كرره الشاعر 9 مرات، وهو ما أضعف القصيدة. أما العميمي فشكر المتسابق على الإلقاء المميز، ولفت إلى أن النص يحمل رسالة وبه ثراء في المفردات والصور الشعرية، كما أن تسلسل بناء الفكرة جميل، وأثنى على الطرح الواعي لفكرة القراءة ودورها في نهضة الأمم. ولقب السعيد الشاعر بـ “ملك الشعر”، وقال إن من يجبر الجمهور على التصفيق، فهو مبدع، مضيفا أن أسلوب الشاعر في تناول الموضوع كان مميزا، وأن لدى الشاعر مخزوناً لغوياً وثقافة عالية. شارك الكويتي مبارك أبو ظهير بنص اجتماعي قال عنه السعيد إن الشاعر تناوله بعقلانية وبتسلسل للأفكار، ووصف النص بأنه يحمل حبكة شعرية، ووحدة للموضوع. وقال الحسن إن القصيدة عادة ما تتكون من الشكل والمضمون وهذه القصيدة من الناحية الشعرية خلت من التصوير والشكل الشعري، ولذا جاء التركيز على الموضوع، الذي جاء ذكورياً مائة في المائة. اختتم الأمسية الشاعر الكويتي نصار السويط، الذي ألقى نصاً بعنوان” شمس الضحى” أثنى عليه السعيد لا سيما حسن اختيار القافية، والجمال التي عمرت به أبيات القصيدة، مؤكدا أن النص رائع ويليق بمستوى نصار الشعري. الحسن قال إن القصيدة سلسة وبسيطة وتصل إلى كافة المستويات الفكرية. العميمي قال إن النص يحمل طرحا فلسفيا يهدف إلى اعتلاء منبر الحكمة، وأن الشاعر سار في اتجاهات قد لا تكون في صالح النص وخاصة في نزوعه أحياناً إلى الذاتية، وتمنى لو أن الشاعر تناول موضوعه بمعالجة أقوى مما أتى به، خاصة وأن لديه الإمكانيات. عرض في الحفل تقرير عن وزن “التغرودة” جاء فيه أنها عبارة عن وزن شعري عريق معروف في الإمارات والدول المجاورة يمتد تاريخه إلى فترات موغلة في القدم حتى ما قبل الجاهلية، وتمتاز التغرودة بأنها قصيدة ذات موضوع واحد، والبيت فيها يكون على قافية واحدة، وتقوم على وزن مشطور الرجز. ثمّ انطلقت منافسات الجزء الثاني حيث ألقى الشعراء الستة قصائد جارى كل شاعر من خلالها قصيدة على وزن التغرودة لواحد من كبار الشعراء، وعلى نفس الغرض والقافية. مجاراة “التغرودة” وقام الشاعر تيسير الزلابية بمجاراة الشاعر حميد بن خلفان النعيمي، بينما جارى الشاعر جزاء البقمي الشاعر الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان، الذي يعد قامة سياسية وشعرية كبيرة في الدولة، وحكم البلاد بين عام 1922، وعام 1926، ثم قامت حصة هلال بمجاراة الشاعر سعيد بن خلفان الكتبي. أما عبدالله حديجان العتيبي فجارى الشاعر محمد بن سهيل العامري. بينما جارى مبارك أبو ظهير ونصار السويط كلا من الشاعرين عمير الهاملي، ومحمد بن حم العامري. بعد ذلك علق أعضاء لجنة التحكيم على مشاركة وأداء الشعراء في الجزء الثاني، وقال الحسن إنّ وزن التغرودة وزن جميل ذو إيقاع مطرب. ولاحظ أنّ خمسة من الشعراء بدأوا مجاراتهم بكلمة “يا راكب” وهذا دليل على أنّ أصل التغرودة متعلق بالمطايا وشؤونها، مؤكدا أنّ الشعراء جميعهم جاءوا بنصوص جميلة من حيث الموضوع والقافية والوزن. وقال العميمي إن الشعراء أبدعوا، ولاحظ أن تيسير الزلابية ابتعد عن موضوع التغرودة التي تم مجاراتها، وأنّ مبارك بوظهير قدم تغرودة مميزة وبأسلوب عصري فيه شيء من التجديد. وقال حمد السعيد إنّ جميع الشعراء أتقنوا المجاراة من حيث المستوى الشعري والمواضيع. تأهل وتحضير بعد الانتهاء من مرحلة المجاراة تم الإعلان عن تأهّل الشاعرة حصة هلال “ريمية” بعد أن حصلت على أعلى درجة من لجنة التحكيم 48 من 50، وانتقل الشعراء الخمسة الآخرون إلى مرحلة التصويت الجماهيري والذي سيتأهل من خلاله شاعر واحد وهو الحاصل على أعلى درجة من تصويت الجمهور وأعلى نسبة إجمالية. ثم تمّ الإعلان عن أسماء الشعراء المتنافسين في الحلقة القادمة والشعراء الذين سيقومون بمجاراتهم وهم: سعود العواجي من السعودية يجاري الشاعر سند الحشار الظفيري، سلطان wالأسيمر من الكويت يجاري الشاعر دخيل الله بن مرضي الدقيمي، عبدالله الجابري من الإمارات يجاري الشاعر محمد بن أحمد السديري، محمد بن أرتيان من الكويت يجاري الشاعر محمد بن لعبون، مستورة الأحمدي من السعودية تجاري الشاعر علي إبراهيم الايدا، نايف بن عرويل من السعودية يجاري الشاعر عبدالله الأشقر. كأس صاحب السمو رئيس الدولة لقفز الحواجز مع بداية الحلقة شاهد جمهور الشعر تقريراً مصوّراً رصد فعاليات بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة لقفز الحواجز، والتي جرت منافساتها على مدى ثلاثة أيام، وبلغ إجمالي جوائزها المالية 3 ملايين درهم. وفاز بطل العالم البلجيكي جوس لانسنك باللقب ليصبح أول بطل لكأس صاحب السمو رئيس الدولة لقفز الحواجز، متفوقاً على 46 فارساً وفارسة من أفضل فرسان العالم. ريمية: النجاح لا يأتي مصادفة قالت، أول الأصوات النسائية المتأهلة في هذه الجولة السعودية حصة هلال “ريمية”، إن المنافسة كانت قوية وشرسة ولذا كان يراودها شعور بالخوف من عدم التأهل وهو ما دفعها لتقديم أفضل ما لديها في تلك الليلة، خاصة وأن هناك كماً من الشعراء الموهوبين وذوي القدرات الشعرية العالية. وأشارت إلى أن النجاح لا يأتي مصادفة فهو يحتاج إلى جهد وتخطيط، وهو ما عملت عليه في الفترة الماضية، ولذا جاءت القصيدة بمستوى رائع وحازت عليها إجماع لجنة التحكيم ومن ثم تأهلت للفوز، وهو ما تعتبره وساماً منحه أعضاء اللجنة لها. وأوضحت أن الحصول على البيرق حلم تطمح بتحقيقه، وتشعر أنه ليس ببعيد عنها خاصة وأنها تمتلك إمكانيات شعرية متميزة، تأمل أن تساعدها في تحقيق الأمل والحصول على اللقب والبيرق. السعيد: لكل فوز نكهة خاصة المتأهل بتصويت الجمهور محمد السعيد، قال إن لكل فوز نكهة خاصة، ولا شك أن الفوز المباشر يجعلك تزداد ثقة في إمكانياتك الشعرية، غير أن التأهل بتصويت الجمهور، يعني “أنك لست وحيداً في ميدان الشعر وأن هناك من يشد عضدك من محبي الشعر ومتذوقيه”، وفق السعيد. وأشار إلى أن القلق لم يساوره الأسبوع الفائت، لأنه، حسبما قال، قدم نصاً أثنت عليه اللجنة وأحبه الجمهور. كما بيّن أن المسؤولية أصبحت كبيرة، طامحا لأن يكون على مستوى الحدث ولا يخيب ظن من ساعده في التأهل إلى المرحلة التالية. وقدم بالغ شكره إلى كل من صوّت له وسعى مادياً ومعنوياً في سبيل نجاحه في رحلة شاعر المليون. بدر الضمني وعبدالله الرويشد ضيفا الحلقة حلّ الشاعر الكويتي بدر مفرّح الضمني، أحد نجوم برنامج شاعر المليون في النسخة الثالثة، ضيف شرف في الأمسية، ومن خلال تقرير مصوّر هنأ الشعراء المتأهّلين للمنافسة في النسخة الرابعة. كما حلّ الفنان الكويتي عبدالله الرويشد ضيفاً على مسرح شاطئ الراحة وأطرب جمهور الشعر بأغنيّة جميلة من كلمات، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©