أكد مراقبون في القاهرة أهمية زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والوفد المرافق لسموه لجمهورية مصر العربية، مشيرين أيضاً إلى أهمية توقيتها، وما تتضمنه من تأكيد على قوة العلاقات بين البلدين، والمستقبل الواعد الذي ينتظرها، وأكد هؤلاء المراقبون أيضاً عراقة العلاقات على مر التاريخ بين الإمارات ومصر، وأنها ليست وليدة اليوم، ولابد في كل مناسبة أن نستعيد مواقف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» بجانب مصر خلال حرب أكتوبر، ومواقفه الشجاعة أثناء المقاطعة العربية لمصر ثم دعمه المستمر لها بعد ذلك، وقالوا إن أبناء زايد يسيرون على نهجه العروبي.
وقد حظيت زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، باهتمام إعلامي غير مسبوق، بعد البيان الذي أصدرته رئاسة الجمهورية، واستقبال فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لسموه، وأكد بيان رئاسة الجمهورية أن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية يثمن موقف دولة الإمارات الذي جاء فارقاً وداعماً لمصر في مسيرة تحولها نحو الديمقراطية، وصيانة مقدرات الدولة المصرية وشعبها، واستقبل السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق لسموه، بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصري، وعدد من الوزراء، وطلب الرئيس نقل تقديره وامتنانه لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً أن مصر تثمن موقف الإمارات معها في الظروف كافة.
وتصدر خبر زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عناوين نشرات الأخبار في جميع القنوات التلفزيونية، كما ناقش عدد من المحللين السياسيين الزيارة وتوقيتها، والعلاقة بين الإمارات ومصر، كما تصدر اللقاء الصفحات الأولى من الصحف المصرية القومية والخاصة، الصادرة صباح أمس، وركزت جريدة الأهرام على تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تثمن موقف الإمارات الداعم لمسيرة مصر نحو تحولها إلى الديمقراطية، وإشارته إلى أن خطر الإرهاب يستدعي تضافر جميع الجهود على المستويين العربي والدولي، وتدارك أخطاء الماضي التي يسرت تجمع الإرهابيين، وتناولت كذلك تأكيد سمو ولي عهد أبوظبي خلال اللقاء أهمية التكاتف العربي لتصحيح صورة الإسلام، معولاً على دور الأزهر الشريف في ذلك باعتباره منارة للعلم.
وتحت عنوان «الرئيس يبحث مع محمد بن زايد الأوضاع الإقليمية والدولية» قالت جريدة «الجمهورية»: «إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإن سموه أكد أن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة إزاء مصر جاء تجسيداً لمعاني الأخوة العربية ووحدة المصير، فضلاً عن العلاقات الوثيقة والروابط القوية التي تجمع ببين البلدين، وذكرت الصحيفة قول الرئيس السيسي خلال اللقاء «إن خطر الإرهاب يستدعي تضافر الجهود كافة على المستويين العربي والدولي، وتدارك أخطاء الماضي التي يسرت تجمع الإرهابيين أولاً في أفغانستان ثم في سوريا وأيضاً في ليبيا»، منوهاً إلى سابق تحذيره من خروج هؤلاء الإرهابيين من سوريا وانتقالهم إلى دول أخرى في المنطقة، وهو الأمر الذي أثبتت الوقائع صحته.
وقالت جريدة الأخبار: «إن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نقل إلى الرئيس تحيات وتقدير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مؤكداً أن موقف الإمارات من مصر تجسيد لمعاني الأخوة العربية، ووحدة المصير، فضلاً عن العلاقات الوثيقة بين البلدين، وقالت الصحيفة: «إن سمو ولي عهد أبوظبي أشار إلي أهمية التكاتف العربي لتصحيح صورة الإسلام، معولاً علي دور الأزهر في هذا الصدد، وتناولت جريدة الأخبار ما استعرضه المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء المصري، وسمو ولي عهد أبوظبي، حول التعاون الاقتصادي بين البلدين، وما أعقب جلسة المباحثات الثنائية الموسعة بين الجانبين من مأدبة غداء، أقامها الرئيس تكريماً للضيف الإماراتي الكبير، وتعبيراً عن أواصر العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وقالت صحيفة «المساء»: «إن اللقاء شهد توافقاً في الرؤى حول أهمية دور الإعلام في التوعية والتنوير ونقل الحقائق للشعوب العربية، وكذا أهمية التركيز على القضايا المعاصرة التي تثير الخلاف، وأن يكون لعلماء الدين الأجلاء دورهم الإعلامي لتوضيح الحقائق لمواطني الشعوب العربية، مما يزيد من قدرتهم علي التمييز بين ما هو من صحيح الدين وبين الأقاويل المكذوبة والملفقة».
وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، استعرض مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين في شتي القطاعات الاقتصادية، حيث تعد دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى أكثر الدول العربية الداعمة لمصر في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو، وتمتد مساهماتها لتشمل مجالات التعدين والاستثمار والطاقة والإسكان، فضلاً عن مساهمتها المتميزة في دعم قطاع التعليم، عبر بناء المدارس لتخفيف أزمة الكثافة الطلابية في المدارس المصرية.
وقالت صحيفة «التحرير»: «إن الرئيس السيسي والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحثا سبل تدعيم روابط العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة الأوضاع الأمنية المتردية بالمنطقة العربية، خاصة الوضع في سوريا والعراق»، وتناول اللقاء نظرة مستقبلية استراتيجية لتطوير التعاون المصري الإماراتي خلال المرحلة المقبلة في شتى الأمور والقطاعات، وحضر اللقاء ممثلون من الحكومة المصرية برئاسة المهندس إبراهيم محلب، فضلاً عن وفد إماراتي ضم عددًا من المسؤولين، تم خلاله التطرق إلى المساعدات التي قدّمتها دولة الإمارات العربية المتحدة لمصر عقب ثورة 30 يونيو 2013، وما بعد تلك المرحلة أيضاً، وسبل استثمار العلاقات الطيبة بين البلدين، كما تم التطرق إلى ضرورة تكثيف الجهود بين الطرفين، من أجل فتح عناصر ومجالات جديدة للاستثمار في العلاقات وفي شتى المجالات والقطاعات.
عدد اليوم
