الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف أسيطر على زوجتي؟

11 فبراير 2010 20:33
المشكلة.. عزيزي الدكتور أنا شاب جامعي، متزوج منذ بضعة أشهر من فتاة جامعية أيضاً، أعجبت بها وأحببتها من خلال العمل، وكان الأمر الذي لفت انتباهي إليها في البداية هدوئها وقلة كلامها والتزامها وحسن أخلاقها قبل حسن مظهرها وأناقتها، ولم تطل الخطبة حتى تزوجنا، وخلال الخطبة لمست أنها شديدة التمسك برأيها، وعادة ما تريح في المناقشة أو الجدل حول أي موضوع، وبعدها تنفذ ما يدور برأسها مهما كانت النتائج. واكتشفت بعد الزواج أنها كثيرة الملل، والتمرد ورفض كل ما تراه، وكأنها تقرر الرفض قبل أن ترى أو تشاهد أو تسمع. وأشعر في كثير من الأحيان أنها عنيدة، أو أنها لا تتقبل أي وصاية بالرأي أو حتى لديها استعداد لأن تتغير، أو أن تكون مرنة، وأحياناً أشعر أنها ترفض السيطرة، وهذا يزعجني ويجعلني أشعر أنني لست رجلاً أو زوجاً مقنعاً لها، وأتعصب وأغضب عليها، وأنعتها بألفاظ صعبة، وأشعر أيضاً أن الأمر يحتاج أن أستعمل يدي أو أقسو عليها، لكن سرعان ما أضبط أعصابي، وأعتذر لها، ويتكرر الموقف من جديد في حوار مختلف ولكن متشابه النهايات، وهذه المواقف تعكر صفو حياتنا الزوجية، فكيف السبيل إلى السيطرة عليها؟ وما النصيحة؟ سرور س.س النصيحة.. يا أخي.. أشعرتني أنك تخوض حرباً ضروساً مع غريم لك، أو أنك في حلبة مصارعة حرة مع زوجتك وأنت الذي تقول إنك أعجبت بها وأحببتها لهدوئها وقلة كلامها والتزامها وحسن أخلاقها قبل حسن مظهرها وأناقتها، ولم تطل الخطبة حتى كان زفافكما، ثم تكتشف فجأة هذا التمرد والتململ والرفض والعناد! هل نسيت أن لكل إنسان شخصيته وثقافته وعاداته؟ هل نسيت أن الزواج شراكة قائمة على التوافق والود والتفاهم وتقبل الآخر؟ ربما جنوحك أنت وميلك إلى التعنت والسيطرة هو ما يدفعها إلى اتخاذ موقف معاكس ورافض لك، وكلما تتمسك أنت بموقفك ورأيك، تتمسك هي في المقابل برأيها ومن ثم يصبح الأمر كأنكما تتصارعان ليسقط أي منكما الآخر، وتكتشفان أنكما أمام جولة أو جولات جديدة كل يوم من النزاع وفرض سطوة الإرادات! لا أدافع عنها، ولا أتهمك أنت بحب السيطرة، فتلك سمة سلوكية تقترن بالأنانية وحب الذات، ومن الصعب أن يتخلى أي طرف عن قناعته إن كانت تلك هي الصفة المتأصلة في ذاته. لكن عليكما “معاً” أن يفهم كل طرف شخصية الآخر تماماً، ويعي نقاط القوة والضعف في ذاته قبل الآخر، وأن تجلسا معاً وتتحاورا في هدوء وموضوعية واتزان وعقلانية وتتفقا معاً على أن يتنازل أي طرف للآخر “ولو بالدور” حسب المواقف، وتصححا معاً أي خلل ينتج عن العصبية والنزاع، وحاولا أن تتفهما أن التنازل عن العناد والمكابرة أو غيرهما ليس ضعفاً وإنما قوة شخصية، حتى تسير الأمور دون مشاكل، ولا تنسيا أنكما في مركب واحد مهدد بالغرق، وأن تمسك كل طرف برأيه من شأنه أن يدق مسماراً في جسد السفينة التي تركبانها معاً. لا تنسى أن النساء يحتجن إلى فن التعامل، ومن الممكن أن تحقق ما تريد بفطنة ووعي وذكاء وكلمة حسنة وتصرف لبق بعيداً عن العنف والضغوط والعناد. فالزواج يا صديقي يبنى على التفاهم، وليس على السيطرة؛ لأن المسيطر مهيمن والهيمنة طغيان، والطغيان تكرهه المرأة، واعلم أن المرأة إذا أحبتك أكرمتك، وإذا بغضتك لا تحبك من جديد. فعامل زوجتك يا أخي بالتي هي أحسن وعاشرها بالمعروف وأحبها قبل أن تحبك، وستكون أنت قرة عينيها اللتين ترى بها، فالدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©