عمان - جمال إبراهيم، عواصم -وكالات:
طالب الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري ''بإقالة'' حكومة نوري المالكي وإعادة النظر في مجمل العملية السياسية، داعيا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تبتعد عن الطائفية وتكون لجميع العراقيين، في وقت توالت فيه ردود الفعل المستنكرة لمذكرة التوقيف الصادرة ضد رئيس الهيئة عن وزارة الداخلية العراقية في الداخل والخارج· وشكك الضاري في مشروع المصالحة الذي اطلقه المالكي ، وقال إن ''الدعوة للمصالحة اثبتت انها تهدف إلى تلميع الحكومة وصورتها''· وتساءل ''كيف تدعو الحكومة للمصالحة وتصدر مذكرات اعتقال وتتهم الناس بهذه التهم الخطيرة بلا تحقق''· وقال ''إنني أنعى من عمان مشروع الحكومة للمصالحة''·
وفي سؤال لـ''الاتحاد'' حول إيفاد الحكومة أكثر من مبعوث لمحاورة القوى السنية المتواجدة في عمان في إطار مشروع المصالحة ، فهل ستقود هذه المذكرة لإغلاق باب الحوار؟ أجاب إن ''المذكرة تدل على عدم رغبة الحكومة في الحوار وعدم صدقها في المصالحة ، وتدل على إفلاسها السياسي''· وقال إن ''عهد الحوار ولى''· وشدد على أنه لن يشارك في مؤتمر القيادات الدينية العراقية المزمع عقده في عمان نهاية الشهر الجاري وقال ''لا يوجد شريك نحاوره''· ونبه إلى أن الخلاف ليس سنيا شيعيا ، وإنما الخلاف سياسي ، والحكومة وحدها ترفع يافطة الطائفية وتستغلها لمصالحها الخاصة· وعن سبب مغادرته إلى الجزائر خلال الأيام المقبلة قال: ''تلقيت دعوة شفهية من الجزائريين لكني لن أذهب حتى أتلقى دعوة مكتوبة وهي دعوة كغيرها نبين فيها للأشقاء العرب ما آلت إليه الأوضاع في العراق''، وأكد أنه ''سيعود الى الأردن''·
من جانبه كشف الدكتور فوزي الجبوري احد الشخصيات السياسية العراقية في عمان ان ''الضاري كان يعيش دوما في بغداد لكنه اضطر لمغادرتها قبل قرابة العامين ، كونه تعرض لعدة تهديدات كما تعرض عدد من أفراد أسرته ومن اعضاء الهيئة الى الاغتيال''· وقال بيان صادر عن رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني أمس ان المشهداني اعرب عن ''غضبه واستيائه الشديدين'' من مذكرة التوقيف· واضاف البيان ان المشهداني اجرى ''اتصالات سريعة وعاجلة بالمالكي للتحقق من مدى صحة هذه الأخبار''· وقال ان رئيس الوزراء أكد لرئيس مجلس النواب ''عدم صحة هذه الأخبار وأنها استندت لمعلومات فسرت بطريقة خاطئة''· ومضى البيان يقول ان المشهداني أكد على ان ''مثل هذه القرارات الهامة لا تتخذ بصورة انفرادية وإنما من خلال المجلس السياسي للأمن الوطني''·
ومن جانب آخر قالت الكتلة البرلمانية للقائمة العراقية التي يرأسها إياد علاوي ان اصدار أمر اعتقال ضد الشيخ الضاري يمثل ''استمرارا لنهج التهميش والاقصاء الذي تمارسه الحكومة ضد الرموز الوطنية والسياسية والاجتماعية والدينية وابعاد الشخصيات الوطنية الفاعلة من الساحة العراقية''· كما شجبت حركة الوفاق الوطني المذكرة وقالت أمس ان هذه المذكرة صدرت في وقت تشهد فيه الساحة العراقية تداعيات خطيرة وتتعثر عملية المصالحة الوطنية مما سيعقد الوضع السياسي في العراق·
عدد اليوم
