الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اسكتلندا تستفتي شعبها والعالم يحبس أنفاسه

اسكتلندا تستفتي شعبها والعالم يحبس أنفاسه
19 سبتمبر 2014 15:51
يحبس العالم أنفاسه في انتظار نتيجة الاستفتاء على مستقبل المملكة المتحدة ،في وقت تدفق الناخبون الاسكتلنديون بكثافة أمس من جلاسكو إلى أدنبرة للإدلاء بأصواتهم في استفتاء تاريخي حول استقلال البلاد واحتمال انفصالها عن بريطانيا وقيام دولة جديدة في أوروبا. وتوقعت استطلاعات الرأي الأخيرة تقدماً طفيفاً لمؤيدي استمرار الوحدة، لكنه يبقى ضمن هامش الخطأ، في حين لا تزال نسبة المترددين كبيرة وتتراوح بين 4 و14%، ويمكن أن ترجح الكفة في أي اتجاه عندما تعلن النتائج اليوم. وينظر العالم بعين الرجاء إلى بقاء المملكة المتحدة متحدة ، من روسيا وأوكرانيا إلى كندا فإسبانيا وفرنسا حتى تركيا والصين وأندونيسيا والفلبينإذ تشهد هذه الدول حركات انفصالية وتخشى أن يكون في استقلال اسكتلندا سابقة تاريخية تشجع استقلال أقاليم تابعة لها. وحملت بطاقات الاقتراعات خانتين، «نعم» و«لا»، يسبقهما سؤال «هل ينبغي أن تكون اسكتلندا بلداً مستقلًا؟». وفتحت مكاتب الاقتراع الـ 2600 في جميع أنحاء البلاد أبوابها عند الساعة 07,00 (06,00 تج) صباح أمس وحتى الساعة 22,00 (21,00 تج) على أن تصدر النتائج الأولية فجر اليوم . ودعي حوالى 4,29 مليون ناخب (فوق 16 عاماً) بينهم 600 ألف سبق وأدلوا بأصواتهم عبر البريد، الى صناديق الاقتراع. وشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كثيفة بمستوى 80% في وقت أثار هذا النقاش حول الهوية الحماس في المنطقة المتحدة منذ 307 أعوام مع جيرانها جنوباً بموجب اتفاق وحدة. واحتدم النقاش أمس على مواقع التواصل الاجتماعي وغذاه لاعب كرة المضرب الاسكتلندي اندي موراي المؤيد للاستقلال، وكاتبة سلسلة هاري بوتر، جي كي رولينجز التي علقت «عقلي يقول لا وقلبي يهتف بها»، معرضة نفسها لحملة إهانات جديدة. ودعت الكنيسة المشيخية الاسكتلندية إلى التصويت بعقلانية و«بروحية وحدة»، معلنة عن «قداس مصالحة» بعد غد الأحد في كنيسة القديس جيل في أدنبرة. وأشارت استطلاعات الرأي النادرة في صفوف الإنجليز والغاليين والإيرلنديين الشماليين الذين يشاهدون العملية إلى أغلبية كبيرة لمصلحة رفض الاستقلال. وصرح زعيم الاستقلاليين رئيس الوزراء الاسكتلندي اليكس سالموند لفرانس برس أمس «انها فرصة حياة . . فلنتلقفها بأيدينا»، وأدلى بصوته في دائرة ستريتشن الزراعية. وأبدى رئيس الوزراء البريطاني السابق الاسكتلندي جوردون براون الذي يعتبر الأقل شعبية بين السياسيين البريطانيين في مسقط رأسه، حماساً مشابهاً في جلاسكو، لكن لمصلحة رفض الاستقلال. وندد براون بقومية «ضيقة الأفق» وأنانية تؤدي إلى التقسيم. وأضاف سالموند إنه «أضخم مهرجان ديموقراطي» على الاطلاق ينظم في اسكتلندا التي تبدل وضعها حوالى عشر مرات في 1400 عام من التاريخ المضطرب. كما يشكل الاستحقاق عملية شاقة لوجستيا. فمكاتب الاقتراع موزعة على مساحة توازي ثلث مساحة المملكة المتحدة، حيث نقل بعض الصناديق بالعبارات أو المروحيات. وفي العاصمة أدنبرة بدت اللافتات المؤيدة أكثر بكثير من تلك الرافضة. ورفعت الراية الاسكتلندية وهي حرف «اكس» أبيض على خلفية زرقاء، ولف مؤيد للاستقلال تمثال الكاتب الاسكتلندي من القرن الثامن عشر بالعلم، فيما حدث ذلك في جلاسكو لتمثال الملكة فيكتوريا. في أدنبرة، وصلت شارلوت فاريش قبل عشر دقائق من فتح مكتب التصويت وقد حرصت المرأة البالغة من العمر 34 عاماً على الإدلاء بصوتها قبل أن تقود ولديها إلى المدرسة وتتوجه بعد ذلك إلى عملها. وقالت موضحة إنها تعارض الاستقلال «إنه يوم مهم والقرار الذي سنتخذه سيلزمنا إلى الأبد». وأقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الرافض للاستقلال أن الاستفتاء يشكل «نهاية للوضع القائم». وفي موقف موحد أصدرت الأحزاب البريطانية الثلاثة الكبرى الثلاثاء الماضي بياناً رسمياً مشتركاً يَعِد الاسكتلنديين بتوسيع الحكم الذاتي لمنطقتهم في حال صوتوا لرفض الاستقلال، من خلال صلاحيات ضريبية إضافية. واعتبر المحللون أنه في حال فوز معسكر الاستقلال فستطرح أمام كاميرون ثلاثة خيارات: الدعوة الى انتخابات عامة مبكرة بدلا من مايو 2015، أو الاستقالة، أو طرح تصويت على الثقة في البرلمان. وسيؤدي فوز الاستقلاليين إلى فتح مفاوضات شاقة تستغرق 18 شهراً بين لندن وأدنبره لتحديد أطر الدولة الجديدة حتى إعلان الاستقلال في 24 مارس 2016. ويريد هؤلاء الاحتفاظ بالجنيه عملة، وبالملكة، وبعضوية الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي. لكن جميع هذه النقاط وتشاطر أرباح النفط في بحر الشمال والديون ستخضع للنقاش. أياً كانت النتيجة، سيخرج سالموند البالغ 59 عاماً منتصراً وسيكافأ في أفضل الأحوال بالاستقلال وفي اسوأها بمزيد من الاستقلالية. وأعلن كاميرون أنه سيستقي العبر من الاستحقاق في كلمة يلقيها صباح اليوم الجمعة ستنقلها التلفزيونات. وتركز اهتمام العالم على الاستحقاق، حيث أعرب الرئيس الاميركي باراك أوباما أمس الأول عن تمنياته أن تبقى بريطانيا «قوية ومتينة وموحدة». وفي بروكسل لم يخف القادة الأوروبيون مخاوفهم من انتشار العدوى القومية من كاتالونيا إلى أوكرانيا. (أدنبرة،أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©