الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحرب والبطالة تدفعان الغزيين للهجرة السرية

الحرب والبطالة تدفعان الغزيين للهجرة السرية
19 سبتمبر 2014 00:30
- يسلط مصير عشرات من الغزيين ما زالوا مفقودين بعد غرق باخرة كانت تقل 500 مهاجر غير شرعي في البحر الأبيض المتوسط قبالة مالطا الأُسبوع الماضي الضوء على المأساة التي يعيشها بصمت الفلسطينيون المستعدون للمخاطرة بكل شيء للهرب من الحرب والبطالة في قطاع غزة. وقال أُسامة لوكالة «فرانس برس» في غزة إنه لم يتلق منذ 12 يوماً أي معلومات عن أخيه ياسر البالغ من العمر 23 عاماً والذي استقل الباخرة مع مصريين وسوريين وسودانيين أملا في حياة أفضل في أوروبا. وأوضح أنه تخرج السنة الماضية ولم يجد عملاً، مثل كل الشباب في عمره، ولم يكن لديه أي مستقبل في غزة، فقرر السفر بالباخرة بعدما نجح عدد من أصدقائه في الوصول إلى أوروبا بتلك الطريقة. وأضاف «اتصل بي يوم الخامس من سبتمبر، في الساعة العاشرة والربع مساء وقال لي: سنبحر في الصباح الباكر غداً. وأنا اليوم بانتظار صدور قوائم بأسماء الناجين لأعرف إن كان بينهم». ونجح ياسر في مغادرة قطاع غزة إلى مصر، وبعد أن وصل إلى الساحل المصري دفع مبلغ 3 آلاف دولار أميركي لمهربين مصريين مقابل تهريبه إلى أوروبا. وقال أُسامة «لا أحد يعرف لمن يذهب هذا المال. أخبرني ياسر أن هؤلاء يأخذون المال ويختفون ثم يتصلون بعد بضعة أيام ويبلغون طالب الهجرة بأن يلتقيهم في وقت ومكان محددين، ليتم نقل المهاجرين إلى الإسكندرية حيث تكون الباخرة بانتظارهم». وبهذه الطريقة وصل ابن عم ياسر إلى بلجيكا قبل شهر واحد. وتقدر منظمة الهجرة الدولية عدد الفلسطينيين المسافرين بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا بنحو 2890 شخصاً منذ بداية الحالي ولكنها تقر بان هذا الرقم غير أكيد. كما لا يمكن الحصول على أرقام دقيقة في غزة. وقال ناشط كبير في مجال حقوق الانسان في غزة «إن عدد المهاجرين وتحديدا خلال الحرب (العدوان الإسرائيلي على القطاع ) في الشهرين الماضيين يقدر بالآلاف ومعظمهم من جنوب قطاع غزة». وأوضح أن الهجرة غير الشرعية تتم في أغلب الأحيان عبر الانفاق المحفورة تحت الحدود بين مصر والقطاع، ولذلك لا توجد أرقام دقيقة. ولطالما تفادت الجهات الرسمية في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة «حماس» منذ منتصف عام 2007 التطرق إلى هذا الأمر. ويقول الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة إياد البزم «إن الهجرة غير الشرعية لا تشكل ظاهرة. ربما تكون الحرب قد ساعدت فكرة الهجرة ولكن الهجرة لا تزال فردية ولم تصل الاعداد لمئات أو آلاف». وتنتظر بعض العائلات بقلق ورود أخبار عن أبنائها وأقاربها مثل عائلة المصري، المقيمة في خان يونس جنوبي القطاع بالقرب من الحدود مع مصر، والتي لا يزال 15 من أبنائها مفقودين. وقال فلسطينيان ناجيان من غرق باخرة المهاجرين بالقرب من مالطا بعد نقلهما إلى كريت إن المهربين صدموا الباخرة عمداً واغرقوها بعدما رفض المهاجرون الانتقال إلى باخرة أصغر. وكان الشباب المهاجرون من أبناء عائلة المصري يحلمون، مثل المهاجرين المصريين والسوريين والسودانيين معهم، بحياة افضل في أوروبا، بعيداً عن قطاع غزة المكتظ بالسكان والفقر والذي ازدادت صعوبة العيش فيه بعد ثلاث حروب إسرائىلية مدمرة خلال 6 سنوات. وذكرا أن كلاً منهما دفع ألفي دولار مقابل الرحلة، وذلك المال جزء من مبلغ حصلت عليه عائلتهما لاعادة بناء منزلها المدمر جراء العدوان الإسرائيلي الأخير. ولكنهما فضلا دفعه إلى «وكالة سفر» في غزة، وهي من «الوسطاء» الذين يجرون الاتصالات لترتيب السفر. وتقول سفارة فلسطين المحتلة في أثينا والتي استنكرت جريمة المهرب الفار المدعو «أبو حمادة»، إن المهاجرين الفلسطينيين وغيرهم يصبحون تحت رحمة «المجرمين» بعد صعودهم إلى مركب الهجرة. ويقول مدير «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» في غزة راجي الصوراني «لولا منع حرية الحركة ربما فرغ القطاع من عشرات آلالاف من الشباب الذين اصبحت كل الفرص أمامهم مغلقة». ويضيف «هؤلاء الشباب يبحثون عن مكان يعملون فيه ويجدون إنسانيتهم، وربما عن الأمان بعد الحرب التي استمرت خمسين يوما في غزة وقتل أكثر من ألفي فلسطيني ودمرت آلاف المنازل خلالها». (غزة - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©