الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مملكة الفئران».. العقل سلاح الإنسان

«مملكة الفئران».. العقل سلاح الإنسان
23 ديسمبر 2018 02:41

محمد عبدالسميع (الشارقة)

ضمن عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته 21، شهدت الأمسية الثانية من أماسي المهرجان عرض مسرحية «مملكة الفئران» لفرقة مسرح الفجيرة، من تأليف أحمد الماجد وإخراج صابر رجب، وقدّم العرض على خشبة مسرح قصر الثقافة في الشارقة، وجاء مزيجاً من الألوان والإضاءة والحركة مما أضفى على جو المسرحية حيوية، استطاعت شدّ انتباه جمهور الأطفال.
تحكي المسرحية عن مملكة للفئران كانت تعاني من قط يسكن قريباً منها ويبتز سكانها، فيغير عليهم، ويسلبهم ما جمعوه من سمك من بحيرتهم المجاورة لمملكتهم، فقرروا أن يبحثوا عن حل جذري رادع، وأعلن ملك الفئران أن من يأتي بخطة يقضي بها على القط، فسوف يزوجه ابنته، وفي تلك الأثناء جاء إلى المملكة فأر غريب ذكي وعلم بخبر القط، وصادف أن لقي بعض الفئران يتحدثون في المشكلة، فاقترح عليهم أن يشاع في المملكة أنها أصبحت تمتلك كلباً، وأن يبحثوا عن فأر قوي الصوت يستطيع أن يقلد الكلب ويلبسوه لباساً على هيئة كلب، ثم يبعثوه في الطرقات ينبح حتى يشيع أمره ويسمع به القط، فيخاف منه، ولا يأتي إلى مدينتهم بعد ذلك، وعندما سمع الفئران بتلك الخطة أسرع اثنان منهم إلى الملك، واقترحا عليه تلك الخطة، فاستحسنها الملك، وادعى كل واحد من الفأرين أنه هو صاحب الفكرة، وشاع أن مملكة الفئران أصبحت تملك كلباً شرساً يدافع عنها، فأصيب القط بالرعب، وصمم على اختطاف ابنة الملك انتقاماً مما أقدموا عليه، وعندما اختطفها، اكتشف الملك أن الفأران المدعيان كذّابان، وأن الخطة لم تكن خطتهما، وأن صاحبها هو الفأر الغريب، وجيء بالغريب إلى قصر الملك، واعترف أنه هو صاحب الخطة، وأكد أنه يستطيع إنقاذ ابنة الملك، وجهز الغريب مجموعة من الفئران لمداهمة منزل القط، وأخذ معه الفأر الذي يقلد الكلب، ثم دخل هو وبعض مساعديه إلى مخبأ القط، وحين رأى الكلب يدخل سقط مغشياً عليه، وكذلك سقطت أمه، وخلص الغريب ابنة الملك، وأسرع بها إلى المملكة، وشكر الملك الغريب وزوجه ابنته، وأقام احتفالاً عظيماً بتلك المناسبة. جاءت حكاية المسرحية واضحة، ليس فيها تعقيد، وحملت معاني إنسانية جليلة، ومن تلك المعاني: أن العقل هو أهم سلاح يمتلكه الإنسان، ومن وظف عقله يستطيع أن يصل إلى أهدافه، وأن يتغلب على أعتى القوى، وأن المجرم لا بد أن يلقى عقابه يوماً، وأن المخادع الكذّاب لا ينجح في الوصول إلى أهدافه، وسوف يُكتشف خداعه. وقد استطاع المخرج إيصال رسالة العرض عن طريق توظيف مختلف العناصر المسرحية، وفي مقدمتها الإضاءة، مستخدماً الإضاءة المفتوحة والموضعية والعرضية والملونة، كذلك كانت «مملكة الفئران» مليئة بالأشجار المزهرة، أما مخبأ القط وأمه فكان في حاويات القمامة القذرة، للدلالة على التقابل بين الخير والشر.
وقد سبقت العرض جلسة حوارية حول تجربة شخصية المهرجان حميد سمبيج أدارها المخرج محمد العامري الذي أشاد بدور سمبيج في تاريخ المسرح الإماراتي، إذ يعتبر من الجيل الثاني جيل المثابرة، وتحدث أيضاً الدكتور غلوم الذي وصف سمبيج بأنه نقي السريرة يصادق الجميع ويتعاون معهم، وقال عنه محمد سيد أحمد إنه رغم كونه أخرج وكتب بعض المسرحيات الناجحة فإنه رأى نفسه مبدعاً أكثر في التمثيل، ولذلك أخلص له وظل إلى اليوم يمثل، أما الجسمي فقد شكره على جهوده الكبيرة التي يقدمها للمسرح الإماراتي بشكل عام، ولفرقة مسرح الشارقة الوطني بشكل خاص وحضوره الدائم في كل أنشطة الفرقة وتحفيزه للآخرين على العمل، كما أثنى الفنان عبدالله الشحي في مداخلته على جهود حميد سمبيج في الحركة المسرحية الإماراتية والخليجية والعربية. وفي كلمته بهذه المناسبة شكر سمبيج كل المتداخلين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©