«الملاكم الأجنبي» يسدد «ضربة قاضية» للروح الرياضية!

جاءت لوحة انطلاقة دوري الخليج العربي لكرة القدم زاهية الألوان وجميلة بلمحاتها الفنية والأهداف واللعب المفتوح للبحث عن النقاط الثلاث، قبل أن تعكر صفوها الدماء البريئة للنجم الخلوق محمد جابر لاعب بني ياس، بعد الاعتداء الذي يمكن وصفه على أقل تقدير بالقاسي وغير المسؤول من السنغالي إبراهيما توريه، الذي تحول إلى «ملاكم»، لكنه سدد الضربة القاضية إلى الروح الرياضية هذه المرة في مشهد «خارج النص» عن دورينا. ورغم أنه يلعب بمركز الهجوم إلا أن توريه نال 6 بطاقات منها 2 حمراء خلال 21 مباراة فقط خاضها بدوري الخليج العربي بداية من الموسم الماضي، في الوقت الذي اختتم الموسم الماضي بالحصول على بطاقة حمراء أمام الشباب في الجولة 23، توقف على أثرها مباراتين أمام عجمان والظفرة، فيما فضل المدرب إراحته باللقاء الأخير أمام دبي، ليعود مع أول ظهور له بعد حالة الطرد، وينال بطاقة حمراء أمام بني ياس، بعد تهور بالغ وغير مدروس من لاعب أجنبي، يفترض أن يكون القدوة للاعبينا بالتعامل مع ضغوط المنافسة والاحتكاكات مع المدافعين. وشهدت الساحة الكروية على مدار المواسم الماضية خروج العديد من اللاعبين عن النص، وعلى وجه التحديد الموسم الماضي، بعدما استغنى الجزيرة عن الباراجواياني نيلسون فالديز بعد قيامه بحركة غير أخلاقية، فيما تحول لقاء بني ياس مع الأهلي إلى «حلبة ملاكمة» بين التشيلي مونوز محترف «السماوي» وعدنان حسين، فيما اعتدى رادوي لاعب العين آنذاك على الحسن صالح لاعب النصر، وغيرها من المشاهد المؤسفة التي عادت مبكراً منذ الجولة الأولى لدورينا. وكان جمهور النصر ومحبوه أول من شجب هذا السلوك ورفضوه بشكل قطعي، وفي مقدمهم النجوم القدامى, حيث أكد خالد إسماعيل الهداف التاريخي للفريق أن ما فعله توريه بهذا التصرف لا يليق ولا يمثل نادي النصر الذي يضع الأخلاق قبل الرياضة، وقال: «التصرف الذي يمكن وصفه بغير الأخلاقي لا نقبل به جميعاً سواء بنادي النصر أو جماهير الأندية كافة، لقد أهدر مجهود فريق كامل إلى جانب تكليفه اللعب بأجنبي أقل على الأقل خلال المباريات المقبلة، فيما تؤدي إصابة المقدوني تريكوفسكي إلى لعب الفريق بأجنبيين فقط، واللوم كله عليه». وأشار إلى أن أداء توريه لا يليق بمستوى النصر الحالي، وقال: «طالبت سابقاً بالاستغناء عنه، منذ البداية كنت أتابع أداءه على أرضية الملعب وبصراحة فإنه لا يملك ميزات المهاجم القادر على تمثيل النصر». وأكد خالد إسماعيل أهمية التأني قبل التعاقد مع اللاعبين الأجانب، وقال: «ما حدث من توريه شاهدناه سابقاً بمواقف سلبية أخرى من لاعبين أجانب، يفترض أن يكونوا القدوة للاعبينا، يجب على إدارات الأندية دراسة سلوكيات اللاعب داخل الملعب وخارجه قبل التعاقد معه، والتصرف الذي قام به توريه «عار علينا» بالنصر ونأمل ألا نشاهده مجدداً، ويصبح درسا للعبرة للاعبين الناشئين حول أهمية معاقبة كل من يخرج عن النص ويتصرف بهذه الطريقة السيئة». من جانبه، أشار عبد الرحمن محمد أحد أبرز نجوم النصر على مر تاريخه، إلى أن تصرف توريه شخصي ولا يمثل نادي النصر، وقال: «لقد علمنا نادي النصر احترام الخصم واللعب بروح رياضية، وما حصل من توريه لا يمت للنصر بصلة، ويعكس تصرفا شخصيا أجده غير طبيعي ومرفوضا تماماً في ملاعبنا، لأنها لعبة كرة قدم، ويجب ألا نرى فيها هذا النوع من المشاهد». وأكد عبد الرحمن محمد، أن اللاعب يخرج عن إطار التصرفات السليمة، ومنها ما حدث مع النجم الفرنسي زين الدين زيدان في نهائي مونديال 2006، لكن يجب عليه أن يتعلم الدرس من ذلك ويحاول تجنب تكرار ذلك، وقال: «كل شخص تربى على الأخلاق الحميدة، وأحياناً يخرج عن هذا الإطار، لكننا نرفض مثل هذا التهور المبالغ فيه، دون مبرر واضح، أتمنى أن تبقى صورة النصر الناصعة حاضرة دائماً ولا تتأثر بهذا التصرف الفردي من شخص غير مسؤول». عبد الرزاق المضرب: أكد الدكتور عبد الرزاق المضرب، رئيس اللجنة الثقافية والخدمة المجتمعية بالنادي الأهلي وصاحب الدراسات المتخصصة بسلوكيات اللاعبين بجامعة الإمارات، أن ما حدث سواء من توريه أو التدخل العنيف من شاهين عبدالله لاعب الشارقة على سياو لاعب الأهلي، يصب في ناحية الإخلال بشرف المهنة الرياضية، وقال:«كرة القدم دخلت عالم الاحتراف، ومعه تحولت إلى مهنة، ولكل مهنة هناك مبادئ تحدد سلوكيات العمل فيها، وحدد الاتحاد الدولي لكرة القدم ميثاق لهذه السلوكيات يضم 17 مادة رئيسية يجب على كل لاعب محترف أن يلتزم بها، ومنها عدم التدخل العنيف أو الخروج عن مشهد الروح الرياضية خلال المباراة». وأكد المضرب أن اللاعب المحترف سواء أجنبي أو مواطن، يجب أن يكون قدوة للاعبين الناشئين والشباب، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن المجالس الرياضية ومجالس رياضات الأندية مطالبة بتفعيل الجانب التوعوي، حول أهمية الالتزام بالروح الرياضية، واحترام العادات والتقاليد بالدولة، وقال: «قمنا بالعديد من المحاضرات التوعوية للاعبين بالأكاديميات، انطلاقاً من مبدأ الاحتراف الحقيقي يبدأ من قطاعات الناشئين، لكن إدارات الأندية لم تتفاعل بالشكل المطلوب في هذا الجانب مع لاعبي الفريق الأول، حيث يجب أن يتم إيصال الرسالة للاعبين الأجانب، فيما يجب أن يتم شرح العادات والتقاليد الخاصة بالدولة للاعبين الوافدين من الخارج». وأكد المضرب، أن المشهد الذي قدمه توريه بعد الاعتداء على محمد جابر لاعب بني ياس، لا يعكس التطور المنشود ونحن في السنة السابعة للاحتراف، وهذا الأمر يستدعي من الجهات المختصة فرض عقوبات صارمة وعدم السكوت عليه وجعله عبرة للاعبين الآخرين، للابتعاد عن الإخلال بمبادئ السلوكيات العامة للعبة واحترام المنافس والروح الرياضية عموماً. (دبي - الاتحاد) عقوبة أقل من التوقعات رغم أن التوقعات أشارت إلى أن توريه سوف يتعرض للإيقاف من 6 إلى 7 مباريات، إلا أن لجنة الانضباط عاقبته بـ 4 مباريات فقط، فيما كانت حالة مشابهة نسبياً للاعتداء حدثت في بعض الملاعب أدت إلى فرض عقوبة كبيرة على المعتدين. (دبي - الاتحاد)