السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
تكنولوجيا

«مايكروسوفت» تبحث عن رئيس تنفيذي جديد ليحل مشاكلها

«مايكروسوفت» تبحث عن رئيس تنفيذي جديد ليحل مشاكلها
31 أغسطس 2013 21:11
في العقد الماضي حاولت مايكروسوفت، ولكنها أخفقت في اختراع حوسبة لوحية من خلال جهاز كمبيوتر شخصي يعمل باللمس وغير مزود بلوحة مفاتيح. وزعم ستيف بالمر رئيسها التنفيذي آنذاك، أن آبل أيضاً لن تستطيع أن تفعل شيئاً في مجال الحواسب اللوحية. غير أنه ثبت بعد ذلك أن توقعات بالمر كانت خاطئة تماماً، ذلك أنه بعد ثلاث سنوات من توقعاته زاد إنتاج أجهزة الكمبيوتر اللوحية وتجاوز إنتاج أجهزة كمبيوتر نوتبوك الشخصية، استجابة لرغبة المستهلكين الذين كانوا يتطلعون إلى جهاز كمبيوتر جديد أسهل استخداماً وأصغر حجماً. لا ينبغي أن يتحمل بالمر وحده مسؤولية الأخطاء التي أدت إلى عدم قدرة مايكروسوفت التكيف بالسرعة الكافية مع بزوغ عصر ما بعد الكمبيوتر الشخصي، بحسب رأي بعض المراقبين للشركة. وكان بيل جيتس المشارك في تأسيس مايكروسوفت ورئيس مجلس إدارتها الحالي، هو الذي أصر منذ عشر سنوات مضت على أن تتمسك مايكروسوفت بالتركيز على برنامج ويندوز، وعلى أن تكثف نشاطها كله حول ما لديها من نظام تشغيل كمبيوتر شخصي احتكاري، بحسب مايكل كوسومانو البروفسور في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي كان قد أجرى دراسة مستفيضة عن شركة مايكروسوفت. قطاع الكمبيوتر وقال كوسومانو: «من جانبه نجح بالمر في أدائه كراعٍ لقطاع الكمبيوتر الشخصي طوال 12 عاماً». غير أن مخاطر تلك الاستراتيجية أضحت ظاهرة في نهاية المطاف، نظراً لأن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية باتت الأساس الذي تبنى عليه منصة حوسبة شخصية جديدة، الأمر الذي قلص من أهمية وانتشار أجهزة الكمبيوتر الشخصية وبرامج ويندوز. حتى لو لم يكن بالمر المخطط النهائي لاستراتيجية مايكروسوفت، إلا أنه بنقاط قوته وضعفه وبصفته قائد الشركة ومحركها الرئيسي، بذل جهداً مخلصاً في رسم الهيكل التنظيمي لهذه الشركة التي تتألف قوتها العاملة من 100 ألف موظف. وبفضل نشاطه وفاعليته، استطاع الحفاظ على تحالفات الشركة المهمة مع مصنعي أجهزة الكمبيوتر الشخصي ومطوري البرمجيات - على الأقل إلى أن تم إطلاق ويندوز 8 العام الماضي الذي كان قد صمم ليضيق الفجوة بين أجهزة الكمبيوتر الشخصي والتابليت، ولكنه بدأ في الأفول وسط بيئة تكنولوجية أوسع تعتمد عليها مايكروسوفت. غير أن نمط بالمر الشخصي وقراراته الإدارية في الفترة القصيرة الماضية جعلت الشركة في وضع ضعيف، خصوصاً نظراً لتوقيت تركه الشركة الوشيك، بحسب رأي بعض من يعرفونه جيداً. هناك سؤال مهم يطرحه المراقبون هو: ما هو مصير خطة إعادة الهيكلة الشاملة التي أعلنها بالمر في شهر يوليو الماضي؟ حيث أشار أحد المراقبين المقربين للشركة إلى أنه بعد أن فكك بالمر الهيكل التنظيمي القديم الذي كانت الشركة تعتمد عليه، جعل نفسه النقطة المركزية لتشكيلات تنظيم مايكروسوفت الجديد، بحيث تمر جميع القرارات المهمة من خلاله شخصياً. وقد جعله ذلك في الوضع ذاته الذي سبق لستيف جوبز أن أنشأه لنفسه في قلب عمليات آبل كافة. وبإعلان بالمر عن تقاعده المبكر - وإن كان سيظل يعمل لفترة قد تصل إلى عام كامل - فإنه يخشى أن يترك الشركة وهي في مرحلة مضطربة من التغيرات التنظيمية. التغير الإداري هذا التسلسل من الأحداث أعطى الانطباع أن بالمر ربما لم يكن شخصياً هو الذي حدد توقيت تقاعده، وإن كان أحد الملمين بعملية التغير الإداري قد قال إن بالمر ذاته هو الذي أعد قرار الاستقالة. وكان بالمر قد قال مراراً إنه سيظل يعمل في مايكروسوفت لغاية عام 2017، إلا أنه قال مؤخراً إنه غير قراره بسبب أن توقيت إعادة الهيكلة يعني أنه من الأفضل له وللشركة أن يسرع في المغادرة بقدر ما تسمح الأحوال. ومن حيث الإدارة، سيترك بالمر لخليفته جدول أعمال غير مكتمل. يذكر أن مايكروسوفت شهدت حركة تغيير متسارعة في أعضاء إدارتها العليا فيما كانت تسعى جاهدة لتعزيز قدرتها على المنافسة - حيث استقال بعض تنفيذييها ليحصلوا على مناصب عليا في شركات أخرى، مثل جون ريستيلو الذي انتقل إلى زينجا وستيفن إيلوب إلى نوكيا، فيما قرر رؤساء أقسام مهمون آخرون أو خبراء تكنولوجيا بارزون الاستقالة لأسباب غير معروفة، من ضمنهم رئيس هندسة البرمجيات السابق قراي أوزي ورئيس اكس بوكس السابق روبي باك وستيفن سينوفسكي رئيس قطاع ويندوز لغاية أواخر العام الماضي. سيرث رئيس تنفيذي مايكروسوفت القادم، على الأقل، شركة قوية مالياً وقطعت شوطاً مهماً في تهيئة نفسها لعصر الإنترنت - وهي عملية بدأت منذ 18 عاماً مضت، حين بعث بيل جيتس بمذكرة إلى جميع الموظفين، منبهاً فيها بأن هناك موجة إنترنت كاسحة توشك على تحويل نشاط تكنولوجيا المعلومات. منذ ذاك، تعكف مايكروسوفت على التوسع في مجال الحوسبة السحابية وبرمجياتها لحساب عملائها من الشركات الذين باتوا يشكلون نصيب الأسد من مبيعاتها، في خطوة جيدة نحو تكنولوجيا معلومات الأعمال التي كان يعتقد كثير من المراقبين أنه من الصعب على مايكروسوفت أن تنجح فيها منذ 15 عاماً مضت. وكان بالمر قد سعى منذ عشر سنوات إلى تخفيف قلق الأوساط المالية في وول ستريت من نموها المتباطئ آنذاك من خلال عملية تعزيز سهم الشركة التي راحت تزيد توزيعات أرباحها، وفتحت الباب لمساهميها لشراء أسهم جديدة من أجل زيادة عائداتهم - وهي عملية لم تلجأ لها آبل إلا مؤخراً، سعياً منها لإرضاء المستثمرين وسط نمو متباطئ. غير أن إجراءات من هذا القبيل لم تكن سوى محاولة لتغطية إخفاق الشركة في اللحاق بالتحول التكنولوجي الهائل في الحوسبة الشخصية التي أتت بالهواتف الذكية وأجهزة التابليت. وقال كوسومانو: «رغم كل الجهود، لم يتمكن بالمر من حشد إمكانيات الشركة على نحو يضع الأولوية لمجال الهواتف الذكية أو التابليت من أجل أن تكون ضمن الشركات الرائدة فيهما». وقال أحد المراقبين المقربين للشركة: «ينبغي الآن على مايكروسوفت البحث عن قائد جديد ذي رؤية ثاقبة في مجالي التكنولوجيا والمنتجات - ربما من خارج الشركة - بدلاً من مدير آخر من داخلها يكتفي فقط بالاستمرار في التعايش مع تباطؤ نمو مبيعات الشركة». وأضاف هذا المراقب: «الآن أمام بيل جيتس وأعضاء لجنة البحث عن رئيس تنفيذي جديد، مهمة صعبة، عليهم أن يتخذوا فيها القرار السليم». عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©