الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
29 أغسطس 2015 22:33
أنت الذي تعرفه هذا ليس سوى ما جمعته من أوهام ورغبات وأحلام وضعتها فوق بعضها، أنت الذي تعرفه هذا واهم باهت كما هو زيف ووهم حياتك. حياتك التي أصبحت سراباً توحي لك بأنها هناك، لكنك حين تصل هناك لا تجد شيئاً سوى السراب وحده مع خيالاتك ورغباتك التي حالما تبلغ السراب تعود لتصور نفسها حقيقة من جديد في مكان بعيد في الأفق البعيد أيضا هناك، وأنت ستطاردها من جديد لكنك لن تصل، ليس بإمكانك أن تصل لأن ما تحاول الوصول إليه غير موجود أصلاً. كلما تحركت في اتجاه الأشياء التي تحويها حياتك، ابتعدت عن نفسك، وكلما ابتعدت عن نفسك، أصبحت عن الحقيقة بعيداً، فالحقيقة تسكن الذي بداخلك، أما العالم الذي تعتقد أنك تعيش فيه فهو كذبة كبرى. حين يسقط القناع الذي تخفي وجهك خلفه مثل ورقة شجرة صفراء، سوف تتبخر وتتلاشى وكأنك ما كنت بموجود؛ لأنه ومتى سقطت هذه الوجوه المزيفة، فسوف تظهر للوجود ذاتك الحقيقية، ذاتك الحقيقية التي كنت أنت مشغولاً عنها بكل ما تقوم به وجميع ما تقول، فأنت لم تترك لذاتك مساحة تظهر نفسها عليها، ذاتك التي كانت تنتظر وتنتظر وأنت عنها كنت غافلاً مشغولاً. علي العرادي أخصائي تنمية بشرية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©