الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نافذة على القلب

18 نوفمبر 2006 01:28
حارب الظاهري: الجرح الثقافي لربما يعني الكثير الحدث الثقافي الذي أخذ حيزه بمدينة العين الجميلة تحت شعار الملتقى الثقافي الأول وبإشراف مباشر من قبل وزارة الثقافة وتنمية المجتمع كونها معنية بشؤون الثقافة بالدولة والمناط بكاهلها أكثر من دور ثقافي واجتماعي، ومن أولويتها وضع الخطط والاستراتيجيات الثقافية! فمن دون ذلك تظل سائر الأهداف الثقافية للدولة تتوارى ولا تحددها معالم! فكان ينبغي أن نسمع طرح الوزارة على ملأ التجمع الثقافي وشريحة المثقفين عن تلك الأهداف والرؤى إلا أن طرح الوزارة قد احتجب! وكالعادة نسمع من الباحثين والمختصين وكالعادة نشكل اللجان ونكتفي بالقرارات كما حدث تماماً حين التقينا بمعالي وزير الثقافة لأول مرة بمدينة الأحلام دبي! حيث انتهت تلك اللجنة بمجرد تشكيلها وما أخذه مجرد صدى أعلامي وعلى نحو ما جرى ويجري لكثير من المؤتمرات الثقافية التي لا تحقق أهدافها إلا للاستهلاك الزمني! إذاً لولا حضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإطلالته الرائعة كما لو بهجة الروح أعادت لجسد الثقافة نبض الحياة لكان اللقاء خافتا وواعداً كالعادة! ولكان كما لو كنا نتلمس الطريق وسط بيئة وعرة، فاللقاء ثقافي فما كان ينبغي أن يعد له بهذه الطريقة الغريبة ذات الملامح السرية وكنا ننحت أفكارنا نحو اكتشاف الأهداف وماهية المناسبة وذهبنا في طوع من أمرنا، لا علم لنا وما ينبغي فعله! إلا أن ذهبنا نتلمس طريقنا نحو الدعوة نفسها! فملامح اللقاء الثقافي قد تبلورت أمام هذه الشريحة المثقفة من الزملاء والزميلات، والبعض تقدم بأوراق تناقش مساحة من المساحات الثقافية التي تتقاطع عليها الظلال والشموس والهموم الثقافية التي تتنامى حسب حلقات اللقاءات على مدارها ليومين، كما تجمل الوقت بالورود وتعطر بشخصيات أدبية كانت غائبة وبدأت فاعلة، وقد اعترفت بتقصيرها اتجاه بيتها الأول الذي أصبح بعيدا وعقيما إدارياً وعلى منحنى من العزلة كما قال البعض عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وهو البيت الذي اضفى الشرعية الثقافية على أكثرهم، وحين يقيم نشاطاً بارزاً كالندوات المعنية بالآداب والثقافات المحلية والعالمية نجد لا صدى يوازي مكانة اتحاد الكتاب ولا نجد هذا الزخم الأدبي والثقافي والوجوه البارزة كالتي برزت ··كنا نتمنى أحدها!!!! إذاً هذه الحالات المتداخلة المتشعبة تضفي على الهم هموما ينبغي لأسماء لامعة متحدثة عن الحالة الثقافية أن تعيها جيداً ولا ينبغي مجرد الاعتراف بالتقصير وكون الأمر يعني الحدث الأول نحو تفعيل الثقافة بالدولة هناك أمر مهم ألا وهو الوقوف على السلبيات المحيطة بالمثقفين أنفسهم ومن قبل المثقف نفسه! البعض تناسى أن بأيدينا قد وصلنا لما وصلنا إليه من اخفاق وهناك مساحة الآن للتصحيح وليست للتجميل والبروز! هناك حالة من التشخيص بعيدة كل البعد عن القذف والتشكيك الذي لازال على ألسنة البعض ومنذ عرفنا الساحة الثقافية وهؤلاء قد تأسس على نمط محدد لا يحيد! إذاً لا يمكننا أن نخرج خاسرين من اللقاء الأول فالحصيلة تتجاوز اللقاء الذي تم ونتمنى أن تكون اللجان المنبثقة هي بمثابة الروح الفاعلة وإن ثقتنا بالوزارة لا تقف عند السلبيات التي طرحتها في معرض الحديث عن اللقاء الأول ولا تقف عند سلبيات بعض من أدبائنا ومثقفينا وإنما نحن نتكاتف من أجل أن نصل إلى حيز من العطاء الثقافي الرصين الذي من شأنه أن يثب بدولتنا إلى مصاف الدول المتحضرة!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©