شارك مركز الإحصاء– أبوظبي في المؤتمر العالمي للإحصاء 59 الذي عقد خلال الفترة من 25 إلى 30 أغسطس الحالي، والذي نظمته هونج كونج على ميناء فيكتوريا، وذلك بحضور ومشاركة عدد من موظفي المركز، حرصاً على نشر أحدث المعلومات وتبادل الأفكار المبتكرة في مجال الإحصاءات المتنوعة من خلال مؤتمر يجمع آلاف المتخصصين في قطاع الإحصاء.
وأكد المركز أهمية المشاركة في مثل هذه الأحداث الدولية للوقوف على أفضل الفعاليات الإحصائية العالمية، خاصة في ظل استعداد المركز لمواصلة ما تحقق من نجاح دولي كبير للدورة الأولى من مؤتمر أبوظبي الإحصائي 2013، ما يحمل المركز مسؤولية الحفاظ على هذا النجاح والبناء عليه وتطويره خلال الدورة المقبلة، إضافة إلى كافة فعاليات المركز المتخصصة.
وأوضح مركز الإحصاء – أبوظبي أن الدورة الحالية من مؤتمر هونج كونج تناولت محور «الشباب»، ضمن سلسلة من الدورات وورش العمل المختلفة لمعالجته من كافة الجوانب الإحصائية، وذلك بمشاركة الإحصائيين الشباب، ومسؤولي التخطيط للأنشطة الخاصة بهذه الفئة، والمندوبين المدعوين إلى التخطيط لأنشطة مصممة خصيصاً لهم، وتنوعت البرامج خلال المؤتمر ما بين البرامج العلمية والاجتماعية، والاجتماعات الجانبية والدورات القصيرة، خاصة أن المؤتمر مثّل ملتقى للمجتمع الإحصائي الدولي، لطرح برنامج علمي يضم مجموعة واسعة من المواضيع الهامة للتبادل المهني وتقاسم الخبرات بين الممارسين في مختلف المجالات الإحصائية، الذين يصل عددهم خلال المؤتمر إلى حوالى 3 آلاف مشارك من جميع أنحاء العالم.
وقدم المركز خلال المؤتمر أربع أوراق عمل متخصصة، كما شارك موظفوه في دورات تدريبية متخصصة قبل المؤتمر، من 22 إلى 24 أغسطس، لزيادة اكتساب الخبرات والوقوف على أحدث العلوم الإحصائية في العالم، كما يشارك المركز بمنصة عرض متميزة لاستقبال الجمهور والمشاركين وتقديم الهدايا وأحدث الإصدارات الإحصائية عن إمارة أبوظبي والإجابة على أسئلة الحضور لإبراز الصورة المشرفة لواقع الإمارة.
وقدم المركز ورقة علمية بعنوان «استخدام التقنية لتحقيق الكفاءة في التعداد - تجارب من أبوظبي (تعداد أبوظبي 2011)، حيث أكد أن العديد من الدول يواجه صعوبة في إمكانية استمرار إجراء تعدادات السكان بالطريقة التقليدية، وفي حين يُنظر إلى المعلومات المستمدة من إجراء التعداد بالصورة التقليدية على أنها ذات أهمية كبرى، إلا أن تكلفة إجرائها قد ارتفعت إلى حد كبير، كما تعاني التعدادات التقليدية من طول المدة الواقعة بين ليلة التعداد وموعد إتاحة البيانات.
ويقدم تعداد أبوظبي 2011 الذي أجراه مركز الإحصاء – أبوظبي نموذجاً لكيفية استخدام التقنيات والابتكارات المنهجية لإنجاز المراحل التشغيلية للتعداد التقليدي في فترة زمنية قصيرة للغاية، حيث استخدم المركز أجهزة الآيباد والأجهزة اللوحية المبرمجة باستمارات التعداد المزودة بالخرائط الجوية وأجهزة تحديد المواقع الجغرافية لضمان كفاءة عملية جمع البيانات.
وفي المراحل التالية من التعداد استخدم المركز الابتكارات التقنية الخاصة بمعالجة وتدقيق البيانات، مثل النظام الكندي لتحرير واحتساب البيانات والمبرمج الآلي ثنائي اللغة ونواتج المخرجات الآلية، كما لجأ المركز لمثل هذه الابتكارات بهدف توفير التكلفة مع الحفاظ على جودة البيانات وأداء العمل بصورة فعالة.
أما ورقة العمل الثانية فكانت بعنوان «ضوابط الإفصاح عن الجداول التكرارية في تعداد أبوظبي 2011»، حيث أوضح المركز ما تم توفيره من أدوات إلكترونية عبر شبكة الإنترنت تتيح للجمهور تصميم الجداول التكرارية المخصصة من بيانات التعداد، والتي قد تنحصر وصولاً إلى المناطق الجغرافية المحدودة أو الصغيرة، والتي تضم أعداداً قليلة من البشر تصل إلى 500 فرد، وبينما تتيح مثل هذه الأدوات مزيداً من البيانات، إلا أن المرونة التي تتسم بها تسمح بإدخال مخاطر جديدة على عملية إتاحة البيانات تتعلق بالكشف عن البيانات الفردية أو الشخصية للمستجيبين.
كما ناقشت ورقة العمل مزايا الطريقة التي انتهجها المركز لاستخدام التقريب العشوائي واستخدام ضوابط الاتساق عبر قنوات المخرجات الإحصائية المتنوعة، وبينما يُطبق أسلوب التقريب العشوائي على كل خلية من خلايا جداول المخرجات على حدة، إلا أنه يضمن أن يتم تقريب الخلية التكرارية بأي من الجداول لذات القيمة في كل مرة مما يضمن الاتساق.
وحملت ورقة العمل الثالثة عنوان «تطورات العمليات الإحصائية ما بين تعدادي 2005 و2011»، حيث أكد مركز الإحصاء – أبوظبي للمشاركين في المؤتمر أن تعداد 2011 شهد تطورات كبيرة، منها تبسيط عمليات جمع البيانات من الجهات الحكومية، من خلال استخدام خدمات الشبكة والخرائط، واستخدام البيانات المكانية من مركز أبوظبي للأنظمة والمعلومات، بدلاً من إنتاج قاعدة بيانات مكررة، إضافة إلى التحسينات والتطورات المدخلة من خلال استخدام تطبيق ساس لذكاء الأعمال، كما تُعد أدوات النشر المطورة لتعداد 2011 أدوات رائدة في مجال النشر الإحصائي تسمح بإنتاج بيانات وثيقة الصلة بحاجات المستخدمين، كما تمكن أداة إنتاج الخرائط الموضوعية والأطلس الإحصائي من تحديد التجمعات المكانية والنقاط الساخنة بيسر وسهولة، مع تطبيق سياسات سرية البيانات الدقيقة على البيانات المتوافرة عبر الشبكة الإلكترونية لحماية البيانات ذات الطبيعة الحساسة، في حين تمكن أداة منشئ الجداول المستخدمين من صياغة جداول مخرجات التعداد وفقاً لحاجاتهم وتعديل بنية الجدول لتلائم متطلباتهم، مع دمج مختلف البيانات الوصفية لتعداد 2011 في مختلف أدوات المخرجات بالإضافة لقاموس البيانات باللغتين العربية والانجليزية.
وحملت آخر ورقة علمية قدمها مركز الإحصاء – أبوظبي في مؤتمر هونج كونج الدولي عنوان «استخدام تقنيات الأنظمة المكانية في التعداد لإنتاج الإحصاءات»، موضحاً دور نظم المعلومات الجغرافية في تعدادي 2005 و2011، حيث نجح المركز خلال تعداد 2011 في استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية في إنشاء مناطق العد، وقاعدة بيانات مكانية من خلال برنامج البيانات المكانية لإمارة أبوظبي والطبقات المكانية المملوكة لمركز الإحصاء، والمساهمة في عمليات جمع البيانات الميدانية والاستجابة للتغييرات الطارئة أثناء عملية الجمع، حيث أدى استخدام المنهجية المكانية في اختيار مناطق المعاينة إلى تحديد أقرب جار وتطبيق قواعد المقاربة.
وفد المركز يتبادل الخبرات ومستجدات الإحصاء في البلدان المختلفة
عقد مركز الإحصاء – أبوظبي على هامش المؤتمر عدة لقاءات مع كبار المسؤولين الإحصائيين الدوليين لبحث التعاون المشترك، حيث التقى المركز بلجنة ISI ولجنة IOAS لمناقشة إمكانية التعاون لتنظيم مؤتمرات دولية في المستقبل والنظر إلى المتطلبات والشروط اللازم توفيرها لنجاح هذه المؤتمرات وكذلك مناقشة أهم المواضيع التي يمكن طرحها. وللاستفادة القصوى من هذا المؤتمر وبالاضافة إلى الاجتماعات التي سبق ذكرها تم كذلك الاجتماع مع متخصصين دوليين لتبادل الخبرات ومستجدات الإحصاء في بلدان مختلفة كبريطانيا وأستراليا والتي تعد من أقدم المراكز الإحصائية وأكثرها تطورا وخبرة في مجال الإحصاء. وتضمن برنامج عمل المركز توقيع اتفاقيات شراكة بين المركز ومراكز إحصائية أخرى بعد المؤتمر».
عدد اليوم
