الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشباب» هزموا «الكبار» بالقاضية في دراما رمضان

«الشباب» هزموا «الكبار» بالقاضية في دراما رمضان
5 سبتمبر 2011 00:24
كسرت المسلسلات التلفزيونية التي عرضت طوال شهر رمضان قواعد كثيرة استقرت طوال الأعوام الماضية، حيث تفوقت أعمال الشباب تأليفاً وتمثيلاً وإخراجاً على الكبار، وظهرت فيها الموهبة والأفكار والإصرار على إثبات الذات، مقارنة بالاستسهال والمط والتطويل والاستناد على الاسم والشهرة اللذين اعتمد عليهما الكبار. مسلسل «خاتم سليمان»، رغم أنه التجربة الأولى لمؤلفه محمد الحناوي، فقد كتبه ببراعة أشاد بها الجميع، واستطاع أن يلفت إليه الأنظار من الحلقة الأولى، (القاهرة) - واصل خالد الصاوي قدراته الفنية التي وصلت لذروتها العام الماضي في مسلسل «أهل كايرو»، وكان العمل نقطة تحول كبيرة في مشوار رانيا فريد شوقي التي جسدت شخصية الزوجة الطموحة والأنانية التي تسعى طوال الأحداث لفرض سيطرتها على الجميع وفي مقدمتهم زوجها الطبيب المشهور، واعترفت رانيا بأن الدور وضعها في مأزق كبير، خصوصاً أنها لن تقبل بأدوار أقل منه من حيث القيمة. ورغم أن مخرج العمل ذاته أحمد عبدالحميد كان يعمل تحت ضغط كبير لتعثر منتج العمل مادياً، وتصويره على الهواء مباشرة حلقة بحلقة فقد ترك بصمة قوية من ناحية تكنيك الإخراج وامتلاك أدواته بشكل جيد. نتائج رائعة وحقق خالد الحجر في أول تجربة له مع الإخراج التلفزيوني نجاحاً لافتاً في مسلسل «دوران شبرا» الذي كتبه عمرو الدالي في أول تجربة له مع التأليف، وأثبت العمل أن النص والإخراج الجيدين يمكن أن يخلقا عملاً جيداً من دون الاستعانة بنجوم من العيار الثقيل، حيث أجادت دلال عبدالعزيز تجسيد دور السيدة المسيحية «لولا»، كما ظهرت الوجوه الشابة فيه بشكل جيد، ومنهم أحمد عزمي ومحمد رمضان وحورية فرغلي وهيثم أحمد زكي الذي كان العمل بمثابة إعادة اكتشاف لقدراته الفنية، بعد النفق المظلم الذي دخله عقب فشل فيلم «البلياتشو» الذي لعب بطولته بعد مشاركته أمام والده أحمد زكي في فيلم «حليم». ومسلسل «المواطن اكس» ليوسف الشريف ومحمود عبدالمغني واياد نصار وعمرو يوسف وشيري عادل واروى جودة واحمد فؤاد سليم، رغم أنه كان التجربة الأولى لمؤلفه محمد ناير بعد تجربتين سينمائيتين هما «الوتر» و»إذاعة حب»، والأولى أيضاً لمخرجيه محمد بكير وعثمان أبو لبن، فإن نتيجة العمل جاءت رائعة خصوصاً أنه قدم صورة مختلفة، واعتمد على تكثيف الأحداث وتنوع المواضيع والخطوط بعيداً عن المط والتطويل. نجومية ونضج ويحسب لمسلسل «وادي الملوك» للمخرج حسني صالح، جودته رغم أنه جاء أقل من مسلسليه السابقين «الرحاية» لنور الشريف، و»شيخ العرب همام» ليحيى الفخراني، حيث تسبب الإصرار على تقديم العمل في 30 حلقة في افتعال أحداث درامية أصابت الجمهور بالتشتت، خصوصاً بعد الحلقة السادسة عشرة، لكن العمل أعاد إلى الصورة نبيل الحلفاوي في دور قصير، ولكنه كان لافتاً ومتميزاً، كما قدمت صابرين واحداً من أهم أدوارها منذ لعبت بطولة مسلسل «أم كلثوم»، حيث جسدت شخصية فتاة تدعى «صبح» مملوءة بالتناقضات وجمعت بين المكر والدهاء والشر والخير والانكسار، وكان فرصة جيدة لعودة مجدي كامل في دور «دياب» الشرير بعد غياب عامين، كما أجادت سمية الخشاب فيه تقديم شخصية الفتاة الصعيدية. أما ريهام عبدالغفور، فكان شهر رمضان بمثابة اكتشاف جديد لموهبتها ووصولها لمرحلة كبيرة من النضج الفني، حيث جسدت ثلاث شخصيات متنوعة ببراعة الأولى في «عابد كرمان»، والثانية للفتاة الرومانسية الهادئة المحبة للجميع في «وادي الملوك»، والثالثة للزوجة المتمردة والأنانية التي تسيطر على زوجها في «الريان». ورغم أن مسلسل «الريان» لخالد صالح، ركز على الحياة الشخصية لرجل الأعمال أحمد الريان من دون إلقاء الضوء على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمصر في الفترة الذي كون فيها إمبراطورية كبيرة مع إخوته. كان من المسلسلات التي حرص الجمهور على متابعتها بشكل جيد، ومثلما تفوقت فيه ريهام عبدالغفور على نفسها في تقديم شخصية «سميحة» زوجة الشقيق الأكبر «فتحي الريان»، لفت باسم سمرة الذي جسد شخصية الأخ الأكبر الأنظار إليه بقوة، لدرجة أن كثيرين أكدوا أنه تفوق على خالد صالح في المشاهد التي جمعتهما سوياً. أخطاء «الشحرورة» ومن المسلسلات التي حظيت باحترام الجميع رغم عرضها على عدد قليل من الفضائيات «رجل من هذا الزمان» لأحمد شاكر عبداللطيف وهنا شيحة واحمد خليل ومنال سلامة، وتأليف محمد السيد عيد واخراج انعام محمد علي، وأثبت مؤلفه ومخرجته ان هناك أعمالاً تقدم للتاريخ، وليس للوجود فقط وإثبات الذات، حيث رصد العمل الذي تناول قصة حياة عالم الذرة الدكتور علي مصطفى مشرفة فترة مهمة من تاريخ مصر في بداية القرن العشرين، كما أثبت أحمد شاكر من خلاله أنه جدير بالبطولة المطلقة بعد أن كسبت المخرجة الرهان عليه. كما حظي مسلسل «الشوارع الخلفية» لجمال سليمان وليلى علوي عن قصة لعبدالرحمن الشرقاوي وسيناريو وحوار مدحت العدل واخراج جمال عبدالحميد باحترام الجمهور، وأعاد العمل البريق للدراما المأخوذة من نصوص أدبية، رغم أن الرواية ذاتها لعب بطولتها عبدالله غيث وأخرجها ابراهيم الصحن لصالح شركة «صوت القاهرة» في السبعينيات من القرن الماضي. وكانت الأخطاء الكثيرة في مسلسل «الشحرورة» لكارول سماحة، ومن أبرزها اصرار المخرج على ظهور شخصيات العمل وهي في مراحلها العمرية المتقدمة ومنهم فريد الأطرش وحليم بصورة شبابية، سبباً في انصراف الجمهور عن العمل، خصوصاً وأن الجمهور العادي لم يقتنع بأداء كارول الذي بدا مفتعلاً، وأنها تسعى لتقليد صباح في شكلها وليس تقمص روحها. مرور الكرام أثبت الجزء الثالث من مسلسل «الدالي» لنور الشريف ووفاء عامر وسوسن بدر وتأليف وليد يوسف واخراج يوسف شرف الدين، بالدليل القاطع أنه يجب الاكتفاء بهذا الجزء، وأن ينسى أصحابه تقديم جزأين جديدين له كما كانوا يخططون، خصوصاً وأن الأحداث لم يكن فيها أي جديد، وكانت كل الشخصيات تدور في فلك «سعد الدالي». ومر مسلسل «مكتوب على الجبين» لحسين فهمي ودلال عبدالعزيز ومي سليم وإخراج حسين عمارة مرور الكرام، حيث لم يكن أداء بطله مقنعاً وهو ما تكرر مع مي سليم في اول تجربة تليفزويونية لها، وظهرت وكأنها تجسد شخصية الفتاة الريفية «نسمة» بالشوكة والسكين سواء في حركاتها أو لهجتها. ولم يكن انصراف الجمهور عن مسلسل «سمارة» لغادة عبدالرازق ولوسي وحسن حسني وتأليف مصطفى محرم واخراج محمد النقلي، بسبب وضع غادة على القوائم السوداء بعد ثورة 25 يناير، ولكن لشعور الناس بأن المسلسل صورة مستنسخة من «زهرة وأزواجها الخمسة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©