الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عوامل احجام المرأة عن الاعتراف بالتعرض للعنف

18 نوفمبر 2006 01:05
إن النساء اللواتي يتعرضن للعنف من قبل أزواجهن يتصرفن بثلاث طرق مختلفة: * كثيراً ما تتحمل الزوجة ما تتعرض له من عنف حفاظاً على شخصيتها واستقرار أسرتها وأولادها أمام الأهل والجيران· وقد يحول هذا التحمل دون تقديمها لشكوى أمام الشرطة لرفع قضية ضد الزوج العنيف· في هذه الحالة تعالج الزوجة جروحها في أي مستشفى أو قطاع صحي ثم ترجع إلى بيتها أو بيت أهلها بضعة أيام حتى تهدأ الأمور· ü قد تلجأ الزوجة إلى الشرطة مباشرة بعد تعرضها للعنف، لكن بعد ذلك يتدخل الأهل أو الجيران لإقناعها بالتنازل· وفي هذه الحالة، تأخذ الزوجة تعهداً على الزوج بعدم استخدام القوة والعنف معها في المستقبل وتتراجع ع شكواها· وتتمثل إيجابيات هذه الحالة في الحفاظ على الأسرة وتدخل الأهل لتهديد الزوج باللجوء إلى القانون في حالة استمراره في ايذائها مرة أخرى، بينما تكمن سلبياتها في استمرار بعض الأزواج في الاعتداء على الزوجات ولكن بحذر أي بدون إحداث تشوهات أو آثار حتى لا تكون دليلاً أمام القانون· وفي الحالة الثالثة، تصر الزوجة على الاستمرار في الشكوى ورفع قضية ضد زوجها أمام العدالة ويصدر بحقه الحكم بدفع غرامة مالية أو بالسجن أو بالطلاق· بينما نجد عدداً قليلاً من النساء يطلبن الطلاق بعد تعرضهن للأذى من قبل الزوج العنيف، فإن الكثير منهن لا يذهبن إلى الشرطة لرفع قضية ضد أزواجهن· وتكمن عوامل عدم تقديم الشكوى وطلب الطلاق في: 1- الأمل: لا يحدث العنف ضد الزوجة في كثير من البيوت إلا أحياناً، أما في بقية الوقت، فالزوج يبدو هادئاً وباستطاعته أن يكون عطوفاً مع زوجته وأطفاله ولذلك فمعظم الزوجات تحملن الأمل أن يتغير الزوج ليصبح دائماً هادئاً وحنوناً وبالاضافة، فمعظم الرجال العنيفين يطلبون المعذرة بعد حدوث العنف على الزوجات ثم يتغيرون إلى أشخاص كلهم عناية وحب وعطف عليهن لبضعة أيام، فتنسى الزوجة الحادث المؤلم وتأمل في حياة أفضل· 2- الحب: معظم النساء تزوجن برجال من اختيارهن ويصفن حياتهن قبل الاعتداء بأنها مبنية على الحب والمودة والتفاهم ولا يبدأ الزوج استخدام القوة والعنف الا بعد مدة من العشرة الطيبة· هنا تكون الزوجة متسامحة وتحاول التفاهم لعل الزوج يتغير في المستقبل ويرجع كما كان في السابق· 3- الخوف: عندما تخشى الزوجة على مستقبل أطفالها بعد الطلاق أو أن يستخدم الزوج القوة والعنف ضدهم أثناء غيابها فإنها تمتنع عن طلب الطلاق· 4- الخجل: معظم النساء يشعرن بالاهانة والخجل واللوم عند تعرضهن للعنف لذلك يفضلن الصمت· 5- البعد الجغرافي: إن الزوجة التي تعيش بعيدة عن أهلها وأقاربها وأصدقائها تشعر بالوحدة والضعف وتكون غير قادرة على أخذ استقلاليتها المادية والمعنوية ومن ثم تتحمل كل شيء ولا تستطيع التصريح بما تتعرض له من طرف زوجها من عنف وقسوة· 6- عدم قدرة الزوجة على رعاية الأطفال بعد الطلاق: حيث تفكر الزوجة في مستقبل الابناء قبل كل شيء وتتحمل الأذى لأنها بدون راتب أو راتبها ضعيف· ومن ثم يكون الجانب المادي من أهم العوامل في عدم طلب الطلاق· فأي امرأة تكون لها الشجاعة لطلب الطلاق لما يكون راتبها الشهري غير كاف لتغطية حاجات أسرتها الأساسية من علاج صحي ولباس وتغذية ودراسة الأطفال وأي امرأة ماكثة في البيت تريد الانفصال عن زوجها العنيف لما ترفض أسرتها استقبالها مع الأطفال بحجة أنها بدون راتب مع عدم وجود أمل مهما كان ضيقاً في إعادة زواجها مرة أخرى، فبالإضافة إلى المعاناة الاقتصادية، فالزوجة التي تقرر الانفصال عن زوجها للإقامة مع أطفالها في منزل مستقل، تواجه مشاكل اجتماعية وأخلاقية تجعل حياتها مرة· فالمرأة المطلقة في الدول العربية والإسلامية، شخص من الدرجة الثالثة حيث يتعامل معها المجتمع بالإذلال والتحقير والشفقة· فبمجرد طلبها الطلاق، تصبح المرأة وأطفالها عرضة للقيل والقال وأيضاً لكل أنواع الاستغلال من قبل أفراد المجتمع· أنيسة عسوس
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©