الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

وداعاً.. بوشكاش

وداعاً.. بوشكاش
18 نوفمبر 2006 00:02
وفي اسطورة كرة القدم المجري فيرينك بوشكاش عن 79 عاماً أمس بحسب ما ذكرت الصحف حف المحلية··وكان بوشكاش الذي يعاني من مرض ''الزهايمر'' أدخل إلى العناية الفائقة أمس الأول في حال حرجة لمعاناته من ارتفاع حاد في الحرارة بحسب ما أفاد ناطق باسم عائلته· وكانت صحيفة ''نيمزيتي'' الرياضية المحلية ذكرت في موقعها على شبكة الانترنت أن بوشكاش خضع لعملية جراحية ويتم تغذيته بواسطة الحقن في شكل متواصل· وأدخل النجم السابق لفريق ريال مدريد الاسباني إلى مستشفى ''كوتفولجي'' المحلي في العاصمة المجرية بودابست منذ 6 اشهر· ويعتبر بوشكاش من أهم لاعبي القرن الماضي إذ قاد منتخب بلاده الاولمبي إلى إحراز الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية عام 1952 وإلى المباراة النهائية لكأس العالم التي خسرتها المجر امام المانيا 2-3 ولعب بوشكاش 84 مباراة دولية وسجل خلالها 83 هدفاً بين أعوام 1945 و1956 في الفترة التي عرف فيها المنتخب المجري بلقب ''الفريق الذهبي'' قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد في حقبته الذهبية عندما سيطر على مسابقة دوري أبطال أوروبا اواخر الخمسينات ومطلع التسعينات· من طفل بسيط في بودابست الى رمز في مدريد، هكذا يمكن اختصار حياة احد نجوم المنتخب المجري بداية الخمسينات الذي ابهر العالم بامكانياته الفنية والبدنية العالية· انه فيرنك بوشكاش الذي ابصر النور في 2 ابريل 1927 ابن لاعب وسط نادي كيشبيشت (احد الاحياءالشعبية في العاصمة المجرية)، بدأ يكتشف اسرار اللعبة منذ نعومة اظافره عندما كان يمارس هوايته المفضلة مع اقرانه من الاطفال في شوارع بودابست· انضم بوشكاش الى اشبال نادي كوبانيا المتواضع، حيث تعرف على الثنائي الشهير لازلو كوبالا وجوزيف بوشيك، ليصير الثلاثة من ابرز نجوم المنتخب المجري فيما بعد· كان لبوشكاش الاب دور كبير في صقل مواهب ابنه لأنه كان يشرف على تدريب اشبال نادي كيشبيشت الذي انضم اليه بوشكاش لاحقا· بوشكاش الاب كان حازما في تدريب ابنه، لأنه أراد أن يجعل منه نجما، ولأن تحقيق هذا الهدف يتطلب عملا جبارا ومجهودا ضخما، عانى الطفل كثيرا مع اسلوب ابيه القاسي، ويروي انه كان مجبر على تعلم تسديد الكرة بالرجل اليمنى، ومر على تمرينات عديدة قبل ان يصير يتقن اللعب بالرجلين· في سن السادسة عشرة في 16 ديسمبر سجل بدايته ضمن فريق كيشبيشت للكبار، وفي اول مباراة له تمكن من تسجيل هدف عزز به فوز فريقه· بدأ مع المنتخب المجري صيف عام 1945 وفي عام 1948 وبعد ان استولى الشيوعيون على الحكم، تغير اسم نادي كيشبيشت الى هونفيد الذي صار يعرف بنادي الجيش المجري· بوشكاش الذي كان لغاية هذه السنة لاعبا هاويا غادر المصنع الذي كان يعمل فيه، ليصير احد جنود الدولة في الجيش المجري، ولهذا يقول بوشكاش ''لقبت بالمايجور لكن في الواقع لم اكن الا عقيدا''· لكنه كان قائد ميدان حقيقيا في صفوف المنتخب برفقة صديقه بوشيك، ورئة الفريق زولتان تسيبور وساندور كوتشيش الملقب ''بالرأس الذهبية''، فعرف المنتخب المجري في حقبة الخمسينات بالفريق الذهبي· كان بوشكاش لاعبا نادرا بفضل ما يمتلكه من مهارات فنية جعلته قادرا على القيام بكل ما يريد فعله على البساط الأخضر من مراوغات وسرعة فائقة وتسجيل أهداف من كل الزوايا، وذلك برغم بنيته المتواضعة (70ر1 متر و70 كيلو جراما)، فكان بذلك ملهم فريقه الذي حصد الألقاب المحلية الواحد تلو الآخر في غياب المنافسات الأوروبية انذاك· ونفس الكلام ينطبق على بوشكاش ضمن منتخب بلاده الذي سطع نجمه في تلك الفترة (1950-1954) فمن اصل 34 مباراة خاضها فاز في 28 وتعادل في 4 ولم يتذوق طعم الهزيمة، سجل لاعبوه 145 هدفا وتلقى مرماهم 36 هدفا فقط، وهو انجاز لم يسبقه اي احد حتى المنتخب الانجليزي العريق· هذا الأخير الذي لم يتلق اي هزيمة على ارضية ملعب ''ويمبلي'' الشهير رضخ لارادة زملاء سويل في 25 نوفمبر عندما تلقى هزيمة نكراء (3-6) سجل منها بوشكاش هدفين، هذه النتيجة نزلت على انصار المنتخب الانجليزي كالصاعقة· الانجليز لم يهضموا الهزيمة، فأرادوا الثأر ورد الاعتبار في 23 مايو 1945 في بودابست الا انهم عادوا يجرون اذيال الخيبة بعد تلقيهم هزيمة مذلة (1-7)· بهذه النتائج الرائعة، فهم العالم ان المنتخب المجري سيكون المرشح الأقوى لنيل لقب مونديال سويسرا 1954 وكشف زملاء بوشكاش عن نواياهم منذ الدور عندما سحقوا كوريا 9-صفر، ثم المانيا 8-3 هذه المباراة التي اصيب نجم المجر بعد حركة غير رياضية من المدافع الالماني لييبريخ· وبرغم غياب بوشكاش الا ان المنتخب المجري واصل مشواره في المنافسة بتألق، فازاح البرازيل من طريقه (4-2)، ثم فازعلى الاوروجواي حاملة اللقب بنفس النتيجة في مباراة الدور نصف النهائي· وفي 4 يوليو 1954 في برن كانت المباراة النهائية بين المجر والمانيا، وكان بوشكاش قد بدأ يتعافى لتوه من الاصابة، غير انه قرر اللعب مهما كلفه ذلك، ودخل اساسيا، حيث تمكن من تسجيل الهدف الاول منذ الدقيقة السادسة ثم اضاف شيبو الهدف الثاني، عندها ظن الجميع ان المجر ستتوج بطلا للعالم، غير ان الالمان قلبوا كل التوقعات وتمكنوا من تعديل النتيجة ثم اضافوا هدفا ثالثا قضوا به على احلام بوشكاش وزملائه· غير ان هذا التعثر وبرغم مرارته لم يؤثر طويلا في نفسية اللاعبين الذين رفعوا التحدي مجددا وتمكنوا من لعب 19 مباراة دون أن ينهزموا ولو في واحدة، قبل أن يقود الشعب المجري في 23 اكتوبر تمردا شعبيا على النظام الشيوعي الحاكم واشيع خلال الأحداث ان بوشكاش لقي حتفه في المواجهات الدامية الاولى التي شهدتها العاصمة بودابست، غير انه تبين فيما بعد ان بوشكاش لم يصب بأذى· رحل بوشكاش الى فيينا وعاش على المساعدات التي كان يبعث بها له صديقه كوبولا الذي كان يلعب في صفوف برشلونة الاسباني· وفي 13 فبراير 1958 قرر الاتحاد الدولي العفو على اللاعبين المجريين، غير ان اسم بوشكاش لم يعد له نفس البريق السابق، حيث نسيه الجميع، ما عدا مدربه في هونفيد سابقا اميل اوستيريشر الذي كان يشرف على ريال مدريد الاسباني، فتمكن من اقناع رئيس الريال سانتياجو برنابيو بضرورة ضم بوشكاش الى تشكيلة الفريق· الصحافة المحلية انتقدت قرار رئيس ريال مدريد، وتساءلت طويلا عن جدوى ضم لاعب بلغ من العمر 31 عاما وعن الخدمات التي يمكن له أن يقدمها الى الفريق· غير أن بوشكاش الصامت، كان يعرف انه ما زال يكتنز الكثير من الامكانيات، وكان على الثقة بانه سيبدأ من مدريد مشوارا جديدا اكثر لمعانا من سابقه· فتمكن من حصد خمسة القاب دورية، واختير خمس مرات افضل هداف في الدوري الاسباني، وساهم بقوة في تتويج فريقه باللقب الأوروبي على حساب اينتراخت فرانكفورت عندما هزمه (7-3) سجل منها بوشكاش 4 أهداف· وبعد أن كان اللاعب غير المرغوب فيه، صار الابن المدلل لفريق العاصمة ومشجعيه، بفضل ما قدمه واظهر عنه من امكانيات جعلت من ريال مدريد فريق اسطورة، وتمكن من تسجيل 35 هدفا في المنافسات الاوروبية· وفي 26 مايو 1969 كان لنجم الريال آخر موعد مع جمهوره وعشاقه في مباراة ضد رابيد فيينا النمساوي امام تأثر الجميع فكانت النهاية السعيدة لهذا المجري الذي صار اسبانيا بعد حصوله على الجنسية نهاية عام 1958 ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©