الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحج أكبر تجمع في العالم.. فيه منافع للناس

الحج أكبر تجمع في العالم.. فيه منافع للناس
18 سبتمبر 2014 21:50
أكد علماء الدين أن فريضة الحج عبادة متممة ومشتملة لجميع أركان الإسلام، فضلاً عن أنها عبادة جماعية، يجتمع فيها ملايين المسلمين في مكان واحد وزمان واحد، متوجهين إلى رب واحد وقبلة واحدة، دون النظر لاختلاف الأعراق والبلدان واللغات والألوان والثقافات في أكبر تجمع على مستوى العالم والتاريخ، وطالبوا بضرورة أن يستعد الحاج قبل سفره إلى الأراضي المقدسة لهذه الفريضة بتطهير نفسه من الشوائب، وبتوبة نصوح من كل المعاصي، ويعزم على الإقلاع عنها، وعدم العودة إليها. أوضح الدكتور علي جمعة -مفتي مصر السابق- أن الله تعالى شرع الحج للناس سياحة لهم، وتهذيبا وتربيةً لنفوسهم، فقد روي أن رجلا قال: يا رسول الله ائذن لي في السياحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله تعالى»، والحج نوع من أنواع الجهاد، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «جهاد الكبير والصغير والضعيف والمرأة الحج والعمرة»، واصفا الحج بأنه «عبادة جماعية »على مستوى العالم أجمع، ولأجل هذا كانت هي العبادة المتممة والمشتملة على معاني العبادات التي تمثل أركان الإسلام، ففيها التلبية بتوحيد الله الذي هو أحد ركني الشهادة، وفيها أخذ المناسك عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يعني الإقرار برسالته، وهو الركن الثاني من الشهادة، وفيها الطواف والدعاء الذي هو روح الصلاة، وفيها بذل المال وإطعام الفقراء الذي هو لب الزكاة، وفيها ضبط النفس وإمساكها عن الرفث والفسوق والجدال بما يمثل جوهر عبادة الصوم، مع ما في تلك العبادة من مشقة السفر والتعرض لمخاطره لأجل تمجيد الله وتوحيده فأشبه الجهاد في سبيل الله، وعبادة هذا شأنها لهي عبادة عظيمة جليلة. السعي ويقول: لقد أنعم الله عز وجل على هذه الأمة بأن شرع لها الحج، وشرف البيت العتيق بإضافته إلى نفسه تعالى، ونصبه مقصدا لعباده، وجعل ماحوله حرما لبيته، يقصده الزوار من كل فج عميق متواضعين لرب البيت ومستكينين له خضوعا لجلاله وعزته، ليكون ذلك أبلغ في عبوديتهم وأتم في إذعانهم وانقيادهم، ولذلك وظَّف عليهم فيها أعمالا لا تهتدي إلى معانيها العقول، كرمي الجمار بالأحجار، والتردد بين الصفا والمروة على سبيل التكرار، وبمثل هذه الأعمال يظهر كمال العبودية، فإن ترددات السعي ورمي الجمار وأمثال هذه الأعمال لا باعث في الإقدام عليها إلا قصد الامتثال للأمر من حيث إنه واجب الاتباع. ويضيف مفتي مصر السابق: في رحلة الحج ما يرسخ في قلب الإنسان معاني الفرار إلى الله، وفي زيارة بيت الله الحرام تأكيد على ارتباط المسلم بحضارته وتاريخه، وسيره على نهج أنبياء الله ورسله. كما أن في هذه الرحلة المباركة تأكيد على وحدة المسلمين وترابطهم باجتماعهم في مكان واحد وزمان واحد، متوجهين إلى رب واحد وقبلة واحدة، وقد صار البيت الحرام وطنا أكبر للجميع ومثابة للناس وأمنا، وصارت مكة أم القرى، كما سماها الله تعالى، فلا التفات هناك إلى اختلاف الأعراق والبلدان واللغات والألوان والثقافات، ولا فرق بين غني وفقير، فالكل سواء في الفقر والحاجة إلى الله سبحانه. أشارالدكتور على جمعة إلى أن فريضة الحج تتضمن دعوة صريحة إلى ابتغاء الرزق الطيب، وذلك بالمشاركة في العمل والإنتاج والتنمية الاقتصادية، فمن المعلوم أن تكاليف هذه الرحلة ليست بالشيء القليل، وكما يحتاج المسلم إلى زاد يكفيه في سفره للحج يحتاج أيضا لتوفير زاد آخر يكفي أهله وعياله حتى يعود، فأولئك الذين أرادوا صلاح آخرتهم وطمعوا فيما يترتب على الحج من ثواب عظيم تدعوهم شريعة الإسلام أولًا إلى العمل الطيب وإعمار البلاد، وتحثهم على الإخلاص والإتقان والإبداع في العمل، وبهذا السبيل يتمكن المسلم من تحصيل نفقات الحج فيصلح في دنياه من حيث يطلب صلاح آخرته، ولسماحة الإسلام وتميزه برفع الحرج عن المكلفين لم تفرض هذه العبادة إلا مرة واحدة في العمر على المستطيعين، ومن ثم يمثل الحج النموذج الكامل للتعبد والتسليم والتفاني في طاعة الله والتقرب إليه بكل سبيل، لذا كان ثوابه هو الثواب الكامل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». فريضة وتطالب الدكتور إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر كل مسلم يعتزم أداء فريضة الحج بأن يهيء نفسه لها، ويستعد بتطهيرها من الشوائب، وبتوبة نصوح من كل المعاصي التي ارتكبها في حياته، ويعزم على الإقلاع عنها وعدم العودة إليها، ولاسيما الكبائر التي لا يغفرها الله إلا بالتوبة مثل أكل الحرام، والظلم والرشوة، وموالاة الكافرين والمنافقين، ومصاحبة المفسدين، والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم، وغير ذلك من المعاصي. وتقول: هناك جملة من الاستعدادات يجب أن يلتفت إليها الحاج قبل سفره إلى الأراضي المقدسة، منها رد المظالم والحقوق إلى أهلها، والتحلل ممن له حق أو وقع عليه خطأ، وأن يقرأ عن أحكام الحج، وأن يتخير الصحبة الصالحة في السفر الذين يعينونه على طاعة الله عز وجل، ويحثونه على فعل الخير، ويحذرونه من فعل السيئات واقتراف المنكرات، بالإضافة إلى التزود بالمال الكافي لكي يكثر من النفقة فإن الأجر في الحج على قدر النفقة وفي أثناء تأدية مناسك الحج يجب على الحاج أن يلتزم بتوحيد الله عز وجل، ونبذ الشرك ومظاهره من دعاء غير الله عز وجل والاستغاثة بسواه، ومن الضروري أيضا أن يلتزم في حجه بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدع البدع المحدثات، من التعدي في الإحرام، والتنطع والغلو في المناسك، وأن يقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم. صفحة جديدة وأكد الدكتور حامد أبوطالب العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن رحلة الحج يجب أن تكون بمثابة صفحة جديدة يفتحها المسلم مع الله تعالى، ومن ثم عليه أن يبدأها بالتخلص من الذنوب والآثام التي كان عليها في الماضي بإعلان التوبة لله تعالى، وبأن يخلص النية حتى تكون صادقة صافية في قصد العبادة إلى الله، وليس رياء أو مفاخرة، وينبغي على الحاج أيضا قبل بدء الرحلة أن يستشعر حقيقة فريضة الحج وغاياتها وأهدافها ومعانيها وأسرارها. وأشار إلى أن إدراك العبد لحقيقة الحج وغاياته، والحكم والأسرار التي شرع من أجلها يهيئه ليكون حجه مبرورا، فهذا الأمر بمثابة الخشوع في الصلاة، فمن كان فيها أكثر خشوعا كانت صلاته أكثر قبولا، وكذلك الحج كلما استوعب المرء حقيقته وروحه، والحكم والغايات التي شرع من أجلها، واتخذ ذلك وسيلة لتصحيح عقيدته وسلوكه كلما كان حجه أكثر قبولا وأعظم أجرا واستفادة، ولن يتمكن أحد من ذلك ما لم يقم بتهيئة نفسه قبل بدء رحلة الحج، بحيث يستغرق في التأمل والبحث عن أسرار الحج وحكمه. نصيحة إلى الحجاج ينبغي على الحاج وفقاً لما ذكره الدكتور حامد أبوطالب العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر أن يطلب لحجه مالاً حلالاً، لأن الله عز وجل لا يقبل إلا طيباً، وكذلك على الحاج الاستعانة بالله تعالى وطلب توفيقه، وإظهار الافتقار إليه، والخوف منه، والرجاء فيه، إذ إنه مع أهمية الاستعداد المادي للحج إلا أنه لا يجوز للمرء الركون إلى الوسائل المادية وحدها، وإلى جانب هذا ينبغي على الحاج أن يتحلل من الحقوق والودائع التي لديه، وقضاء الديون، أو استئذان من عُرِف عنه من أصحابها حرص وشدة طلب، وترك النفقة الكافية لمن يعول إلى وقت رجوعه، ووصيته لهم خيرا، واستخلاف من يقوم بشؤونهم، وذلك حتى يكون همه متجهاً لأداء المناسك، وفي أثناء المناسك يجب على الحاج أن يترك الرفث والفسوق والجدال، وأن يلزم السكينة والرفق بالناس، فلا يزاحم ولا يؤذي أحداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©