الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قتادة بن دعامة.. إمام المفسرين والمحدثين

18 سبتمبر 2014 21:50
يعد قتادة بن دعامة، والمكنى بأبي الخطاب، واحدا من جيل التابعين الذين لم يعاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وتلقوا العلم الشرعي من صحابته رضي الله عنهم، واعتبره المؤرخون من الطبقة الرابعة لجيل التابعين، ووصفوه بإمام المفسرين والمحدثين في عصره. هو قتادة بن دعامة بن عزيز السدوسي، ينسب إلى سدوس بن شيبان البصري، ولد العام 60 هجرية، وكان كفيفا، قال صاحب معجم الأدباء: كان أبوه أعرابياً ولد بالبادية، وأمه سرية من مولدات الأعراب. «البداية والنهاية» وتلقى قتادة العلم على أيدي عدد من كبار الصحابة، وقال عنه ابن كثير في كتاب «البداية والنهاية»: روى عن أنس بن مالك وجماعة من التابعين، منهم سعيد بن المسيب والحسن البصري وأبو العالية وزرارة بن أوفى وعطاء ومجاهد ومحمد بن سيرين ومسروق وأبو مجلز وغيرهم. وكان قتادة يرسل الحديث عن الشعبي ومجاهد بن جبير، وسعيد بن جبير، والنخعي وأبى قلابة ولم يسمع منهم، وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود، والترمذي، والنسائي وابن ماجه، والأوزاعي، وشعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة، وغيرهم كثير. ويروى عن ابن دعامة أنه كان يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، ولم يتأثر تحصيله العلمي بكونه كفيفا، حيث كان قوي الذاكرة جيد الحفظ، وعن مطر قال: كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافًا، وإذا سمع الحديث يأخذه العويل حتى يحفظه، وكان غالب القطان يقول: من سره أن ينظر إلى أحفظ من أدركنا فلينظر إلى قتادة. وعندما قدم قتادة على سعيد بن المسيب فجعل يسأله أياما وأكثر فقال له سعيد: كل ما سألتني عنه تحفظه قال: نعم، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا، حتى رد عليه أحاديث كثيرة، فقال سعيد: ما كنت أظن أن الله خلق مثلك. وعرف قتادة بأنه كان أكثر الناس علما بأنساب العرب، وكان الرجلان من بني مروان يختلفان في الشعر فيرسلان راكبا فينيخ ببابه فيسأله عنه ثم يشخص. الكلمات المأثورة وكان أبو بكر الهذلي يروي هذا العلم عن قتادة، وقال ابوعوانة: شهدت عامر بن عبد الملك يسأل قـتادة عـن أيـام العـرب وأنسابها وأحاديثها فاسـتحسنته، فعدت إليه فجعلت أسأله عن ذلك فقال: مالك ولهـذا دع هــذا العلــم لعامـر وعـد إلى شأنك. ومن أبرز الكلمات المأثورة عن قتادة قوله: من يتق الله يكن الله معه، ومن يكن الله عز وجل معه، فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل، وقال أيضا: باب من العلم يحفظه الرجل يطلب به صلاح نفسه وصلاح الناس أفضل من عبادة حول كامل، وقال: لو كان يكتفي من العلم بشيء، لاكتفي موسى عليه السلام بما عنده ولكنه طلب الزيادة. الحفظ والفقه وذكر ابن أبي حاتم عن قتادة أنه عالم بتفسير القرآن وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه، قلما تجد من يتقدمه، وقال عنه الإمام الذهبي: وكان من أوعية العلم، وممن يضرب به المثل في قوة الحفظ، وأورد الأصبهاني في كتابه «سير السلف الصالحين» عن قتادة قوله: ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي، وقول قتادة أيضا: حدثني إبراهيم سعيد بن المسيب أربعة أيام، فقال يوما: لست تكتب، فهل يصير في يدك شيء مما أحدثك به؟ قلت له: إن شئت حدثتك بما حدثتني به، قال: فأعدته عليه فبقي ينظر إلي ويقول: أنت أهل أن تحدث، فأقمت عنده ثمانية أيام، فقال لي في اليوم الثامن: ارتحل يا أعمى فقد أنزفتني. وقال عنه الذهبي أيضا في كتابه «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» كان قتادة رأسا في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها. توفي قتادة بن دعامة في منتصف العام 117 هجرية، وهو ابن ست وخمسين عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©