تعكف شركة أرامكو حاليا على تنفيذ أكبر برنامج توسعة في تاريخها، وتقول مجلة ''بايبلاين مجازين'' في عددها الاخير إن الشركة السعودية على ثقة من أن النجاح سيكون حليف كل أوجه خطتها العملاقة· ويقول مسؤول تنفيذي كبير في أرامكو ''لم يحدث قط أن وضعنا هدفا لم نستطع تحقيقه ونحن فخورون بذلك·'' وللشركة حاليا 150 مشروعا نشطا تتراوح قيمتها بين مليوني دولار وعشرة مليارات دولار، منها خمسة مشروعات عملاقة هي محطة للغاز الطبيعي المسال بطاقة 310 آلاف برميل يوميا ومشروع تطوير حقل القرصانية الذي يتطلع القائمون عليه لإنتاج 500 ألف برميل يوميا من النفط الخام ومليار قدم مكعب يوميا من الغاز المصاحب· وهناك أيضا حقل خوريس لإنتاج 1,2 مليون برميل يوميا و420 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز المصاحب، وتوسعة حقل الشيبة وبرنامج حقل منيفا لإنتاج 900 ألف برميل يوميا و120 مليون قدم مكعب من الغاز المصاحب·
ويقول محمد الغوير المدير العام لادارة المشروعات في أرامكو ''الارتفاع الاخير في الطلب على الطاقة يجعل أرامكو السعودية تشارك في أكبر برنامج توسعة في تاريخها والذي يتضمن زيادة إنتاج النفط الخام وتطوير عمليات التكرير وإنتاج البتروكيماويات''·
وأضاف خلال مؤتمر الدائرة المستديرة لـ ''معهد الاعمال لادارة المشروعات'' الشهر الماضي ''بالتأكيد فإن هذه المشاريع ستمثل تحديا كبيرا خاصة في ظل النقص الحالي في إعداد المهندسين والفنيين ذوي الخبرة، إضافة تباعد فترات التسليم وكذا الاسعار التي تواصل تأرجحها فوق المستويات الطبيعية فضلا عن المنافسة العنيفة على شركات الهندسة الماهرة وشركات المقاولات·''
ويرى المحللون أن قدرة أرامكو على تنفيذ مشروعات ضخمة، تنبع من خبرة استمدتها من أعوام طويلة من مشاريعها الماضية· ويشير الغوير إلى أن ''دروس الخبرة'' التي اكتسبتها أرامكو تجمعت لدى سلسلة من ورش العمل التي تقوم بتجميع كل هذه الدروس ثم تحويلها إلى فرق تحليل خاصة لتطبيق النتائج والملاحظات على المشاريع المستقبلية· ويقول الغوير ''وظهرت النتائج في تقلص فترات تنفيذ المشاريع وتراجع النفقات وارتفاع جودة التنفيذ وزيادة الامان·''
وتعهدت أرامكو وهي كبرى شركات إنتاج النفط في العالم بالحفاظ على طاقة إنتاجية إضافية تصل الى مليوني برميل يوميا بالرغم من ارتفاع نفقات مثل هذا المشروع على المدى الطويل· وتقول الشركة إن المشروع هو جزء من استراتيجية طويلة الاجل لادارة عمليات الانتاج والاحتياطيات، وقد تمتد إلى القرن الثاني والعشرين· ويقول إبراهيم المشاري نائب رئيس ''ارامكو'' إن السعودية تسيطر على حوالي 260 مليار برميل من الاحتياطيات النفطية المثبتة وإنها قد تضيف إلى هذا الرقم ما لا يقل عن 200 مليار برميل آخر·
وأضاف ''اتساقا مع السياسة النفطية الحالية للسعودية والتزاماتها لاسواق النفط العالمية، فاننا سنحافظ على طاقتنا الانتاجية الاضافية وهي ما بين مليون ونصف المليون برميل يوميا الى مليوني برميل يوميا، وذلك بالرغم من ارتفاع إنتاجنا الفعلي· الوصول إلى هذه الطاقة الانتاجية الاضافية أمر مكلف للغاية لكن ثبت دوما أنه أمر فعال، وقد اتخذنا قرارا استراتيجيا بتحمل هذه التكلفة لكي نعزز استقرار الاسواق ونساعد الاقتصاد العالمي على مواصلة مسيرته·''
وتسيطر السعودية على حوالي ربع الثروة العالمية من النفط، ووضعت برنامجا لتعزيز طاقتها الانتاجية في اطار التزاماتها تجاه الاسواق العالمية، وهو ما يتوقع المحللون ان يرفع الانتاج الى 12 مليون برميل يوميا في 2009 مقارنة مع 10,5 مليون برميل حاليا· ويقول المشاري ''تلبية هذه الالتزامات تبدأ بالتوسع في أنشطة المنبع وبرامج التنقيب والانتاج· نحن نسيطر حاليا على حوالي 260 مليار برميل من النفط ونواصل العمل لزيادة قاعدة احتياطياتنا· توقعاتنا المتحفظة اننا سنضيف حوالي 200 مليار برميل الى هذه الاحتياطيات·''
وبالنظر الى مستويات الانتاج الحالية لأرامكو فإن هذا يعني أن بوسع الشركة مواصلة الانتاج بمعدلات الحالية لمدة تزيد على قرن من الزمان· ويرى مسؤولو ارامكو أن استراتيجية الشركة في أنشطة المنبع تتضمن ما يقولون إنه ''ادارة للاحتياطيات تتسم بحس المسؤولية''· ويقول المشاري ''لدينا سيناريوهات إنتاج تمتد إلى 100 عام· وخبراؤنا في مجال أنشطة المنبع يعكفون حاليا على استراتيجيات لادارة الاحتياطيات تستمر الى القرن الثاني والعشرين وليس فقط القرن الحادي عشر· ومع استمرار تحسن تقنيات الانتاج فإننا سنستمر في رفع معدلات الانتاج·
عدد اليوم
