«سان مارينو» البطل الدائم لمسلسل «مذبحة الأبرياء»

لم تكن هزيمة منتخب سان مارينو بـ 11 هدفاً دون مقابل على يد نظيره الهولندي أول أمس في تصفيات التأهل إلى يورو 2012 هي الأكبر في تاريخ المنتخب الذي أدمن القيام بدور الضحية في مسلسل “مذبحة الأبرياء”، فقد سبق أن دهسته الماكينات الألمانية، وسحقته بنتيجة تاريخية قوامها 13 هدفاً دون رد في تصفيات التأهل إلى يورو 2008، وهي المباراة التي أقيمت في 6 سبتمبر 2006، لينتزع المنتخب الألماني بفضل ضعف سان مارينو رقماً قياسياً تاريخياً، حيث يعد هذا الانتصار هو الأكبر في تاريخ المانشافت. وعاد المنتخب البرتقالي ليحقق رقمه القياسي على حساب سان مارينو أيضاً في التصفيات الحالية بنتيجة 11 – 0 ، وهو الانتصار الأكبر للهولنديين منذ أول مباراة دولية في تاريخهم والتي أقيمت عام 1905، ولسوء الحظ بلغ مجموع مباريات سان مارينو مع هولندا 6 مباريات، فاز المنتخب البرتقالي بها جميعاً، محرزاً 39 هدفاً بمعدل 6.5 هدف في كل مباراة، كما سبق للمنتخب البلجيكي تسجيل 33 هدفاً في مرمى سان مارينو في 6 مباريات أيضاً. ومن خلال النتائج التي حققها منذ ظهوره على الساحة الكروية في القارة الأوروبية عام 1988 استحق منتخب سان مارينو وبجدار لقب المنتخب الأضعف في القارة العجوز، بل انه يعد أضعف منتخبات العالم، حيث يحتل المرتبة 203 ، وهو المركز الأخير على لائحة ترتيب منتخبات العالم وفقاً لتصنيف الفيفا الأخير الصادر في 24 أغسطس الماضي، والطريف انه واجه المنتخب الهولندي الذي يحتل المركز الأول في نفس التصنيف برصيد 1596 نقطة. ولعل السبب الأساسي في الهزائم الثقيلة التي يتعرض منتخب سان مارينو لا يعود إلى ضعفه المطلق فحسب، بل لأنه يلعب في القارة الأوروبية التي تعد أقوى قارات العالم كروياً، وغالباً ما يقع مع منتخبات من عينة انجلترا وهولندا وألمانيا في تصفيات التأهل إلى المونديال، وتصفيات بطولة أمم أوروبا. وتشير الإحصائية الشاملة لجميع مشاركات منتخب سان مارينو، إلى خوضه 107 مباريات طوال تاريخه، حيث تلقى 103 هزائم، وتعادل في 3 مباريات مع لاتفيا وليشتنشتاين وتركيا، وفاز في مباراة واحدة على حساب منتخب ليشتنشتاين المتواضع بنتيجة 1 – 0 ولكنها لم تكن مباراة رسمية في إطار تصفيات قارية أو مونديالية، بل كانت مباراة ودية، وعلى مستوى الأهداف تلقت شباك سان مارينو طوال تاريخه 352 هدفاً بمعدل يفوق الـ 3.2 هدف في كل مباراة، وسجل هجومه 17 هدفاً فقط بمعدل 00.1 هدف في كل مباراة . 30 ألف نسمة الوقائع الطريفة التي تؤكد ضعف منتخب سان مارينو لا حصر لها، حيث يعد آندي سيلفا هو الهداف التاريخي لمنتخب سان مارينو بتسجيله 8 أهداف فقط، الأمر الذي يؤكد ضعف القدرات التهديفية لهذا المنتخب على مدار تاريخه المتواضع كروياً، بل إن ثاني هدافي منتخب سان مارينو طوال تاريخه الكروي، وهو فالديس باسوليني أحرز هدفاً واحداً فقط، وينتمي غالبية عناصر التشكيلة الحالية لمنتخب سان مارينو إلى أندية محلية غير محترفة، الا ان هناك 6 لاعبين ينشطون في الملاعب الايطالية، ولكن لا يوجد من بينهم سوى لاعب واحد فقط سبق له اللعب في الكالشيو وهو حارس المرمى ألدو سيمونسيني الذي يلعب لفريق تشيزينا . ومن أهم أسباب ضعف منتخب سان مارينو كروياً عدم توفر قاعدة ممارسة كروية يمكن التعويل عليها، حيث يبلغ عدد السكان 30 ألف نسمة فقط، وهو عدد سكان يوازي أضعف حضور جماهيري في أي مباراة بأحد الدوريات الأوروبية القوية سواء في اسبانيا او ايطاليا أو انجلترا، كما أن مساحة سان مارينو والتي تقع جغرافياً داخل ايطاليا لا تتجاوز 60 كم مربعا، ومن الأشياء التي يحق لسكان سان مارينو أن يشعروا بالفخر حيالها بعيداً عن الهزائم الكروية المتلاحقة ان لديهم أقدم جمهورية مستقلة في التاريخ، فقد استقلت سان مارينو عام في 3 سبتمبر عام 301 ميلادية، كما أن لدى سان مارينو أحد أفضل معدلات الدخل والاستقرار الاقتصادي في العالم، حيث تعتمد هذه الجمهورية الصغيرة في اقتصادياتها على السياحة وصناعة البنوك.