السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أخطاء «وليد» يتحملها «جابر» وقلة فترة الإعداد هي السبب

أخطاء «وليد» يتحملها «جابر» وقلة فترة الإعداد هي السبب
22 يناير 2011 22:18
أعترف بأنني كنت من المتفائلين بأن يعبر منتخبنا الدور الأول على أقل تقدير في البطولة الآسيوية، لم أحسب حسابات ضغط المشاركات التي أثقلت كاهل لاعبينا في الفترة القصيرة الماضية، وغفلت عن حقيقة أن هذه "التوليفة" من اللاعبين لم تأخذ الفرصة الكاملة بعد للانسجام الكامل نظراً لقصر فترة الإعداد والتغييرات التي طالت التشكيلة، ما انعكس سلباً على قدرة المدرب في التعامل مع التحديات التي واجهته في البطولة. بطبيعة الحال وكحال كل إماراتي بعد كل إخفاق كروي، أتعمق في أسباب الإخفاق لأنظر بعد مدة: هل الاتحاد مجتهد في معالجة عوامل الإخفاق؟ ليس لأن لي سلطة عليهم، ولكن بدافع الحب الأعمى للإمارات الذي يؤجج في قلبي نار الحسرة حين أرى اسم وطني في خانة الخاسرين في الأخبار الرياضية. المتمعن في مشكلات منتخبنا في كأس آسيا سيلاحظ بروز مشكلتين في الدفاع والهجوم، ففي الدفاع كانت هناك ثغرة واضحة في أداء اللاعب يوسف جابر، حيث كانت جهته سهلة الاختراق ولم ينجح في تغطيتها كما يجب في جميع المباريات التي لعبها. هناك من لام وليد عباس على هدف العراق في مرمانا، ولكن الخلل الأساسي في رأيي هو عدم تغطية يوسف جابر للمهاجم العراقي بالقرب منه وانشغاله بمراقبة الكرة، ولم يتدخل المدرب لإصلاح هذا الخلل بإشراك عبدالله موسى الذي يملك قدرات هجومية وتهديفية كانت ستساعد في التسجيل. المدرب كذلك لم يتعامل مع العقم الهجومي بطريقة توحي بأنه ملم بقدرات لاعبيه الذين يستطيعون أن يجدوا له حلول التهديف. الوهيبي أدى دوره الدفاعي بشكل جيد، ولكنه لم يكن فعالاً كما يجب في الهجوم، ومع ذلك رأينا أنه يستبدل فقط عند الإجهاد. لم يجرب المدرب إشراك لاعب آخر عوضاً عن علي من البداية أو على الأقل لنصف مباراة، كما كان بالإمكان أن يلعب بعامر عبدالرحمن ضمن ثلاثي الوسط المتقدم مكان إسماعيل مطر ويضع إسماعيل في اليمين ويخرج الوهيبي، كحل هجومي يضمن الاستفادة من قدرات عامر في صناعة اللعب والأهداف بالقرب من مرمى الخصم. بصراحة هناك الكثير من الأسئلة الفنية التي يجب أن توجه للمدرب عند الجلوس للنظر في الأسباب المباشرة للإخفاق، بالإضافة إلى الأسباب الظاهرة للعيان هناك أسباب كبيرة تعانيها المنتخبات الخليجية إجمالاً، وقد رأينا انعكاسات هذه الأسباب عند اللعب ضد الفرق التي سارت على الطريق المستقيم للاحتراف. رأينا منتخبات اليابان وكوريا وأستراليا وأوزبكستان تلعب بعقلية المحترف الواعي بقدراته وقدرات الخصم وتفوز. في المقابل لعبت المنتخبات الخليجية والعربية بعقلية الهاوي المتحمس وخسرت. صحيح أن معظم منتخباتنا خرجت "مرفوعة الرأس" بعد أن أدى اللاعبون أداء بطولياً، ولكن الأصح هو أننا سوف نظل نعزي أنفسنا بهذا العزاء في كل المشاركات أن لم نتبع طريق الاحتراف الصحيح كما فعلوا في شرق آسيا. لقد كان الفرق بين الهواه والمحترفين أوضح ما يكون في مباراتي قطر واليابان، والأردن وأوزبكستان، حيث فازت اليابان بعشرة لاعبين بعد أن كانوا متأخرين في النتيجة، ونجح اللأوزبك في امتصاص حماس النشامى وجمهوره إلى أن عبر بالنتيجة إلى بر الأمان. أتمنى أن تتبلور محاولات الاحتراف الخليجية إلى نضوج احترافي على غرار أوروبا وشرق آسيا، حينها فقط سيكون لاعبونا قادرون بدنياً وذهنياً وتكتيكياً على مقارعة المحترفين، وإلا فكل الأموال التي تصرف من أجل الكرة ستؤول إلى خانة الهدر، وعلينا القناعة بما تسوقه الأقدار من طفرات يتحقق فيها بعض النجاح. خلاصة القول إن هفوات المدرب في قراءة الموقف وتحديد الحلول من خلال العناصر المتاحة هي أسباب مرحلية للإخفاق ويمكن معالجتها، ولكن كما أنه من غير المعقول أن تطلب من ملاكم هاو أن يلاكم محمد علي كلاي أيام عزه وينتصر عليه، والإصرار على مقارعة محترفي مهنة كرة القدم بهواة أطلق عليهم جوازاً وصف محترفين. محمد الشميلي رأس الخيمة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©