السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

استقيلوا يرحمكم الله

4 سبتمبر 2011 10:44
لم يعد ممكناً السكوت أكثر من هذا على وضع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الذي بحت أصواتنا منذ أعوام، ونحن نشير إلى سوء حال الفريق ووضعه، وما يمكن أن يصل إليه من ترد وتراجع، وعقب بل وقبل كل إخفاق كنا جميعاً نقاداً وجماهير بل ولاعبين أيضاً نطالب اتحاد الكرة بالتحرك والتدخل لإقالة المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش. ورغم وضوح العلة، إلا أن اتحاد الكرة، ومن خلفه لجنته الفنية «الوهمية» ظلا يدافعان بكل ما أوتيا من قوة عن المدرب ووجوده، وقالوا لنا إنه مدرب المرحلة، إنه المدرب الذي تستحقه كرة الإمارات! بل وصل الأمر باللجنة الفنية في آخر تصريحاتها إلى أن تقول بكل إصرار: إن المدرب نجح في أن يجعل لاعبينا قادرين على الوصول إلى مرمى الخصوم وإذا سألتهم، لكن الفريق يصل ولا يسجل أي هدف وخرجنا من كأس الخليج ومن بطولة آسيا دون أن يسجل فريقنا هدفاً واحداً، سارعوا بالقول وبكل أريحية وثقة المهم أن يصل الفريق إلى مرمى الخصوم، والأهداف ستأتي بعون الله قريباً، فالمدرب عليه العمل وليس عليه إدراك النجاح، وان الله مع الصابرين إذا صبروا، والرجل يبذل قصارى جهده. وصدق اتحاد الكرة في أن الرجل فعلاً يبذل قصارى جهده، لكن هذا هو آخر جهده لو كنتم تعلمون! وهذه قدرته باعتبار أنه مدرب مغمور كان يعاني البطالة ثم جاء اتحادنا الموقر وتعاقد معه، فوجد الرجل ضالته هنا للاستمتاع في ربوع الإمارات، وها هو يضع الآن في سيرته الذاتية سطراً طويلاً مضيئاً يشير إلى أنه درب منتخب الإمارات، فيما نحن نخرج من إخفاق وندخل في إخفاق ونخرج من بطولة بعد أخرى، ونتذكر بألم وحسرة كأس الخليج وبطولة آسيا حتى المباريات الودية لم نسلم فيها من المعاناة. والآن تصفيات كأس العالم، وفي كل هذه المشاركات والمباريات لم يثبت المدرب كاتانيتش مرة واحدة أنه جدير بتدريب منتخبنا الوطني، ومع ذلك اللجنة الفنية ترى ما لا يراه أحد، ولا تريدنا أن نرى إلا ما تراه هي، ان كل هذا يأتي في الوقت الذي قطعنا فيه شوطاً كبيراً ومكلفاً في عالم الاحتراف الكروي، حيث تبذل إدارات الأندية قصارى جهدها لتطوير الكرة الإماراتية، بالتعاقد مع خيرة الخبرات العالمية سواء التدريبية أو الميدانية، يكفي أن أشير إلى اسم مارادونا وتريزيجيه فقط دون الدخول في سرد طويل من الأسماء التي تعاقدت معها الأندية، تدعيماً للفكر الاحترافي الواجب، فيما لا تزال اللجنة الفنية باتحاد الكرة تعيش في زمن غير الزمن، وفي عالم غير العالم يجتر أعضاؤها مبررات وأسباباً تعود لحقبة “الهاتف المنزلي الأسود” أيام كانت كرة القدم تلعب بالبركة ودعاء الوالدين. لا يمكن السكوت الآن بأي حال من الأحوال على ما رأيناه بالأمس في ملعب العين، وفريقنا يتلقى الخسارة من المنتخب الكويتي الشقيق، حيث ظهر منتخبنا لا حول له ولا قوة وورقة التأهل المتاحة في هذه المجموعة تتبخر أمام أعيننا بكل هذه البساطة والسذاجة، لا يحتاج المرء إلى أكثر من مجرد النظر إلى الطريقة التي لعب بها الفريق ليعرف المشكلة، وبالتالي لا يمكن السكوت على الأخطاء الفنية الفادحة دفاعاً وهجوماً، وتشكيلاً في الدفع بلاعبين بعيدين عن الملاعب منذ شهور. لقد أصاب الفريق كل إماراتي أمس الأول بغصة يصعب علاجها، وهنا يجب أن يتدخل كل مسؤول لتصحيح مسار منتخب الإمارات الذي يمثلنا ويرفع علمنا ويحمل اسمنا، يجب التدخل فوراً لوقف هذه المهزلة المتكررة وإحباط الناس ويكفي ما لقيناه عبر السنوات الماضية من إخفاق. وإذا كنا نتفق على أن المدرب يجب أن يرحل فوراً وتسند مهمة تدريب الفريق في ما بقي من مباريات لأي مدرب وطني، ففي الوقت نفسه على أعضاء اللجنة الفنية باتحاد الكرة أن يقدموا استقالة فورية بعد أن ثبت أنها لجنة فنية في أي شيء غير كرة القدم. البعد الخامس: يحبس نفسه داخل قشرة جوز، ويحسب نفسه في الآفاق الرحيبة. Yakoob.Alsaadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©