السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

روسيا العضو 156 في «التجارة العالمية»

23 أغسطس 2012
موسكو (ا ف ب) - أصبحت روسيا رسمياً أمس العضو 156 في منظمة التجارة العالمية بعد 18 عاماً من المفاوضات الشاقة، أملا في ان يسهم ذلك في تحديث اقتصادها حتى وان كان البعض يتساءل بشأن الثمن الاجتماعي المرتفع الذي ستدفعه جراء هذا الانضمام. وأكد المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي، في بيان، أن “الرحلة كانت طويلة” وان هذا الانضمام “سيعزز بلا شك النظام التجاري المتعدد الأطراف”. وستفرض روسيا رسوماً جمركية بمعدل 7,8% على المنتجات ووقعت تعهدات بشأن 11 قطاعاً للخدمات، وفق البيان. وكانت روسيا القوة الاقتصادية الكبرى الأخيرة التي لا تزال خارج منظمة التجارة وحصلت في ديسمبر على الضوء الاخضر من الدول الأعضاء في المنظمة لانضمامها. وكتب وزير المالية الروسي السابق الكسي كودرين، الذي يحظى باحترام في الأوساط الدولية، على حسابه على “تويتر”، أن “روسيا أصبحت عضواً كامل العضوية في منظمة التجارة العالمية. هذه وسيلة ممتازة لتحفيز التنمية الاقتصادية والمنافسة”. ويقوم الاقتصاد الروسي حالياً بشكل أساسي على تصدير المحروقات وبفعل عدم تنوعه فهو يبقى عرضة للصدمات الخارجية. ويعاني هذا البلد من نقص حاد في المنتجات التنافسية. ورحبت المفوضية الأوروبية، في بيان، بانضمام روسيا مذكرة بأن روسيا هي الشريك التجاري الثالث للاتحاد الأوروبي الذي يعتبر بدوره الشريك التجاري الأول لها. وقال المفوض الاوروبي المكلف التجارة كاريل دي جوشت، مبدياً ارتياحه في البيان، إن “الانضمام الى منظمة التجارة العالمية اليوم هو تقدم كبير على طريق اندماج روسيا مستقبلاً في التجارة العالمية”. ورأى أن الانضمام “سيسهل الاستثمارات والتجارة وسيسمح بتسريع عملية تحديث الاقتصاد الروسي وسيوفر فرصا تجارية عديدة للشركات الروسية والأوروبية”. لكن المفوضية لفتت إلى أن “بعض القوانين التي اقترحت مؤخراً أو دخلت حيز التنفيذ (في روسيا) تبدو متعارضة مع التزامات” هذا البلد على صعيد التجارة الدولية. من جهته قال المفاوض الرئيسي المكلف الملف مكسيم مدفيدكوف لصحيفة “روسيسكايا غازيتا” الحكومية إن الانضمام ينبغي أن يضمن “استقرار التجارة الخارجية وخفض الحواجز الجمركية والإدارية وإمكانية المشاركة في صياغة أنظمة التعاون الدولي”. لكنه أقر بأن المخاطر تكمن في “خفض الرسوم على الواردات، والحد من إشكال دعم الدولة لبعض القطاعات وبالتالي زيادة تنافسية المنتجات الأجنبية”. وحذر معارضو الانضمام وخصوصاً من النواب الشيوعيين مراراً من أن خفض الرسوم الجمركية سيؤدي إلى إغراق السوق بالمنتجات الأجنبية الرخيصة ويتسبب بافول العديد من الصناعات الموروثة من العهد السوفيياتي. وكان الحزب الشيوعي وحزب روسيا العادلة (وسط يسار) توجها خلال يوليو إلى المحكمة الدستورية سعيا لعرقلة ابرام بروتوكول الانضمام، غير أن المحكمة رفضت مسعاهما. وظلت السلطات الروسية نفسها لفترة طويلة منقسمة حول فوائد هذا الانضمام. وحذر فلاديمير بوتين الحاكم منذ العام 2000 مراراً من الثمن المترتب عن الانضمام إلى منظمة التجارة. غير أن الأزمة الاقتصادية العالمية التي كانت لها انعكاسات كبرى على روسيا في 2008 و2009، أقنعت موسكو بفوائد الانضمام. وخاضت روسيا أطول مفاوضات حتى الآن للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية حيث يعود تقديم ترشيحها إلى 1993، غير أن العملية تعثرت مراراً ولا سيما بعد الحرب الخاطفة التي خاضتها عام 2008 مع جورجيا العضو في المنظمة والتي جمدت المفاوضات لفترة. وكانت فترة التفاوض القياسية السابقة تعود للصين التي خاضت مفاوضات على مدى 15 عاماً قبل الانضمام إلى المنظمة عام 2001.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©