منحوتات صوتية

اللبنانيان ميشال أيوب وريما شحرور التقيا على عمل الحرية المنطلقة... السائرة على غير هدى، المحلّقة في فضاء بلا حدود. فنانان ارتبط عملهما المشترك من خلال مدرسة فنية خارج الحدود (بريطانيا) واتجها، في طريق تتمادى فيها الأجواء بين العفوية والعبث، وفي صدقية متباهية، يرتاح لها الإحساس، فتختلف المواضيع والرؤى باختلاف المشاهد، وتتشابه الأعمال كما ارتسامها في الذاكرة، والمشهد لا يتجزأ، نسيج جديد من وقائع تتماسك في مواقعها، تأخذ أعمالهما منحى البساطة في الأداء، والبراءة في المضمون، وفي ذلك صفاء يحافظا فيه على نقاء العمل ويبعداه عن بريق التصنع المستهلك... هي فنون مختلفة للتعبير، بحيث يتخذ كل واحد منها وسيلة أجاد في استعمالها الى حد الإبداع، فمع ريما شحرور كان التعبير الجمالي عبر الخطوط، الظلال والألوان، وغير ذلك من الفنون التي تعددت في عرضها، ومع ميشال أيوب كان فن الأنغام والأصوات، لعنوان عمل فيه تعبيرات الرؤيا والموسيقى عن ثنائية رؤيوية، ما وراء المنظور والمحسوس. هو فن شفاف، منطلق من البداهة بانفلاش كيفي وانفلات من الضوابط والقواعد... قدم ميشال أيوب وريما شحرور عملا مشتركل لهما في بيروت، ينتمي إلى الفن المفاهيمي، ويحمل عنوان “مظاهرة الشمس” حيث سعيا فيه إلى عرض موجة الاحتجاجات في العالم العربي من منظور لعوب كعمل طفولي حيث موضوع الاحتجاج لا أهمية له عبر تنظيم مظاهرة احتجاجاً على فصل الشتاء القاسي الذي كانا يعيشاه في انجلترا. مواضيع غنية التنوع... منطلقاتها روحانية من وراء الكون وفي جميع الحالات هي تعبيرية... من الطبيعة الصامتة والوجود الرحب... ليعرجا الى فسحات الضوء ومسابح النور في مواجد القلوب ودنيا العارفين... تقول ريما بأنها تعرفت على زميلها ميشال أيوب سنة 2009، وقد اعتادا على مناقشة أوضاع الفن والمفاهيم المختلفة التي تحيط بهما. ايوب فنان حائز على الماجستير في الفنون التشكيلية بامتياز من جامعة في المملكة المتحدة وهو يعرف عن نفسه بأنه ليس فناناً بل متمرداً ومحتجاً على الفن. أما ريما فما زلت تتابع دراستها لنيل شهادة الدكتوراه في الفنون التشكيلية من الجامعة البريطانية، نفسها وتقدم نفسها كلاعبة بين مختلف أبعاد الوجود. على الرغم من أنهما يتميزا بصفة اللعب والطفولية في أعمالهما الفنية مع الحفاظ على أهمية العمل الاكاديمي في نشاطهما والدقة في معالجة الأمور. تقول شحرور، إن لقائها مع أيوب، هو تعاون فني أثر عليهما إيجابياً حيث بدأ بأفكار متماثلة طبقت في أعمال فنية موحدة. نسبة الى أعمال سابقة كان فيها ميشال ايوب الاستاذ المشرف على رسالة ريما شحرور في الدكتوراه. بدأ الفنانان العمل سوياً منذ عام 2010 بما في ذلك المشاريع، والأعمال بالمواد المختلفة والمختلطة والفيديو والمحاضرات. تقول شحرور: بعد ظهور أعمال مشتركة عدة قررنا منح مشروعنا خطوة أخرى إلى الأمام فقمنا في عمل تحت عنوانavant-gard manifesto وخلقنا أول توأمة فنية متماسكة ومهنية بين فنانين شاب وفتاة في العالم العربي. ومشروعهما يهدف إلى تطوير ودعم الساحة الفنية في الشرق الأوسط وعلى نطاق أوسع ويطمحان ان يكون لهما دور في تطوير الرؤية الفنية في العالم. يحمل الفنانان اسم THE FREAKS وقد أعطاه لهما خالد سماوي صاحب “غاليري أيام” واعتمدنا الاسم لأنه يعبر عن المجنون والفائق الذكاء وينقل فكرة عن طبيعة العمل الذي نقوم به. يقول ميشال أيوب انه وفي اثناء دراستهما في المملكة المتحدة، دمجا عملهما للتعامل مع مواضيع واهتمامات مشتركة نتجت عن تجربتهما كطلاب فنون جميلة من الشرق الأوسط في العالم الغربي. تعاونا في فن الأداء كما ذكر في عمل حمل عنوان “قطعة من ذهني” حيث انتقدا فيه الحضارة الإنجليزية وعلقا على مواضيع الاستعمار. اعمال أيوب وشحرور تطورت لتشمل منحوتات صوتية وهي عبارة عن كائنات اجتماعية وسياسية تتكلم عبر مكبرات الصوت أو سماعات الرأس. هما يحاربان بحسب ما ذكرا الفن الممل والاستمرار لدفع معايير الفن المعاصر في العالم العربي. أعمالهما تطرح مواضيع جدية في طريقة مرحة. يذكرا ايضاً بأنهما ضد صورة الفنان كشخص حزين وفقير ويأملا أن يستطيعا التحدي في أسعار الأعمال الفنية في الغرب. عرضا أعمالهما حتى الآن في بريطانيا، دبي ولبنان وغيرها من البلدان. معرضهما الأخير كان في Beirut Art Fair في قاعة بيال حيث عرضا عملا ينتمي إلى الفيديو آرت بعنوان “I See You” الذي قدم الأشكال العنيفة وغير العنيفة من الرفض السياسي من مسافة متساوية للمشاهد. الكلام هو عنصر أساسي في عملهما. الكلام بالنسبة لهما هو مشابه للموسيقى من نواح عديدة حتى أكثر فعالية من الموسيقى بسبب دقته. في حين يعملا أكثر على الأجزاء التي تنطوي على الصوت، وعلى الأجزاء التي تنطوي على المرئيات، كما وانهما يعملان على المفهوم الكامن وراء العمل والنتيجة النهائية معاً. إذا العمل متجانس ومرتبط بواقع محدد ملموس، وفيه معاني ورموز، من صدى فكري وروحي، انصهرا، هما في أسلوب ريما وتعامل ميشال.