الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
4 يناير 2010 23:14
في زمن العولمة، أصبحت مشاكلنا عالمية أيضاً، ومنها “القاتل الصامت”، الذي نتجاهله حتى ينشر سمه في أجسادنا، غارزاً نابه في قلوبنا، ساحباً ضحيته وراءه بكل هدوء. “السمنة”، تكاد تكون القضية الملازمة للقرن الواحد والعشرين، قبل قضية المناخ، متجاوزة بحصادها المخيف، الضحايا الذين يلقون حتفهم يومياً في العمليات الإرهابية، على أيدي أرباب الفكر المظلم، بكل دم بارد، وتحت ذرائع ومسميات شتى!. فأغلب نسائنا تراهُنّ اليوم في سبات عميق، مرخيات الحزام، سابحات في بحر من الخمول، والترهل، فبعد الولد الأول تنفش المرأة، كالمنطاد، وتكاد لا تفيق الواحدة منهن، إلاّ عند مُفاجأتها ببطاقة دعوة لعرس، أو أي مناسبة سعيدة، يتوجب تلبيتها، والاستعراض فيها، فتجدها تركض كالمجنونة لتتحضّر للعزومة، لتبدأ بتطبيق “نظام الجراد الغذائي”! وهو الاكتفاء بأكل الخضراوات الورقية، والفاكهة، وشرب الماء فقط، لتتمكن من الظهور بفستانها “المزْرزْر”، لتطويح المعازيم بطّلتها الهيفاوية، وما أن تنتهي المناسبة، وبعد أسبوع واحد لا أكثر، تعود لترتدي “سراريحها” الأولية! هذه حال أغلب الأُسر عندنا، الذين لا يتخذون مسألة المحافظة على وزنهم المثالي، باعتباره ثقافة واجبة، وتكريسه كنظام لحياة طبيعية، وصحية، يمارسه جميع أفراد العائلة الواحدة، إضافة إلى ممارسة أي نوع من الأنشطة الرياضية، كهواية محببة، وليس كعقوبة مجبرين على تنفيذها! ولغياب النظام المتوازن داخل الأسرة، برزت ظاهرة “الأطفال البدناء” في مرحلة رياض الأطفال فما فوق، الذي يُنذر بكارثة محتملة، ما لم يلتفت أولياء الأمور إليها بحزم، ومسؤولية. فالبعض يذهب في تفكيره، بأن “غَرّ” الأبناء بالأكل الدسم فيه عافية، وفائدة لهم، ويرفع درجة المناعة لديهم، أوتدليلهم، ومكافئتهم بالوجبات السريعة، خارج المنزل أغلب أيام الأسبوع، كتعبير عن المحبة لهم! فلم نتفاجأ بالمعدلات المرتفعة للسمنة ما بين النساء، والرجال، والأطفال، الذي تترجمه إحصائيات حديثة، بتصّدرنا المركز الثاني عالمياً، في نسبة الإصابة بمرض السكر، عدا الأمراض العصرية الأخرى، التي تعود أسبابها إلى نمط الغذاء، وقلة الحركة، والأساليب الحياتية الجديدة، التي لعبت الإعلانات، أو “الميديا” بمختلف وسائلها دوراً أولياً، في تحويل مجتمعاتنا إلى مجتمعات تواكلية، و”أكلية” بامتياز!. الحملات التوعوية، والمبادرات التي تقوم بها كافة الهيئات، والجمعيات، والمؤسسات، الخاصة والعامة، ما هي إلا خطوة أولى، ولن تترجم أهدافها، وتُؤتى نتائجها المرجوة، ما لم تتوحد جهود كل فئات المجتمع، بدءاً بالأسرة، للتصدي، وللتعريف بمدى خطورة تلك الأمراض، وغيرها، وآثارها مستقبلاً على التركيبة السكانية، وآثارها الاقتصادية، والاجتماعية، والنفسية أيضاً! Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©