الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة النفط الأميركية في مهب الريح

16 نوفمبر 2006 22:12
قبل أشهر قليلة فقط كان مجلس الجمهوريين وممثلو صناعة الطاقة في طريقهم إلى إعادة كتابة سياسة الطاقة الأميركية لربع القرن القادم، عبر فتح أبواب بحار المحيط الأطلسي والباسيفيكي أمام عمليات حفر الغاز والنفط التي طالما قاومتها جماعات حماية البيئة· فقد احدثت الانتخابات النصفية تغييراً شاملاً داخل الساحة التشريعية وبشكل يقلل من فرص المضي قدما في كل ما يتعلق بمشروع قانون الحفر الذي أجازه مجلس النواب ولسنوات عديدة قادمة· وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون فإن أولئك المناصرين لعمليات الحفر داخل الشواطئ الأميركية أصبحوا في عجلة من أمرهم للحصول على حصة صغيرة من امتيازات الحفر البحري الجديدة التي أجازها مشروع قانون مجلس النواب قبل أن يبسط الديمقراطيون سيطرتهم على المجلس، علما بأن الكونجرس الجديد من المقرر أن يتسلم مهامه في يناير وسوف يتعين عليه البدء في التشريع من الصفر لقانون الحفرداخل البحر· ويقول جون بيترسون عضو الكونجرس الجمهورية عن ولاية بنسلفانيا الذي يقود المؤيدين لعمليات متسعة في مجال الحفر البحري ''لا أرغب في أن تنتهي فترتي من دون إحراز تقدم بالخصوص· وفي ظل وجود نانسي بيلوسى كمتحدثة باسم المجلس سوف يصبح من الصعب التحدث عن الانتاج في الجرف القاري الخارجي، أما روبرت سلوتر رئيس الاتتحاد الوطني لصناعة البتروكيماويات والمصافي فقد قال من جانبه ''سوف يتعين علينا أن نصبح أكثر براغماتية حيال ما يمكن حدوثه في هذا المناخ الجديد، ويهدف قانون مجلس النواب إلى طرح 8,3 مليون فدان من المياه الإقليمية الفيدرالية في خليج المكسيك في مناقصات، وهذه المياه التي تقع الى الجنوب من اللسان الساحلي لولاية فلوريدا وعلى بعد 235 ميلاً إلى الغرب من تامبا يعتقد بأنها تستلقي على 5,8 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي وحوالي 1,3 مليار برميل من النفط الخام، وبات من المتوقع تدخل كل من شركات اكسون موبيل وشل وبريتش بتروليوم، وكونوكو فيليبس والعديد من الشركات المستقلة الأخرى في هذه المناقصة في المنطقة التي تعرف باسم (ليز ايريا 181) التي أصبحت جاذبة بسبب ضحالتها النسبية وقربها من خطوط الأنابيب بالإضافة إلى أن البنية التحتية قد تم بناؤها أصلاً في وقت سابق· بيد أن ما يحتويه قانون مجلس النواب من امتيازات للحفر مازال يعتبر شديد التواضع لأنه سوف ينتج ما يعادل شهرين فقط من الطلب المحلي على النفط بالإضافة الى غاز يكفي لتبريد وتدفئة 6 ملايين منزل حسبما ذكر زعماء صناعة الطاقة قبل إجراء الانتخابات، ويحظر القانون أيضا الحفر في مناطق خارجية متسعة لأكثر مما حدده القانون بمقدار 150 ميلاً من ساحل فلوريدا الغربي، وعلى العكس من ذلك فإن قانون الكونجرس الذي تمت اجازته في يونيو الماضي قد أزال بوضوح أي نوع من الحظر الفيدرالي على الحفر البحري أمام سواحل الأطلنطي والباسيفيكي والذي كان موجوداً منذ العام ·1982 وبالرغم من ذلك فقد ذكر المسؤولون في الصناعة أن الحفر في مياه هذه السواحل من شأنه أن يضيف كميات هائلة من النفط والغاز الى المخزون الوطني ولسنوات عديدة، إلا أن حجم هذه الكميات بالضبط من النفط والغاز مازال مجهولاً نسبة لقلة عمليات المسح التي تم إجراؤها في السنوات الأخيرة، واعترف بريان كيندي نائب رئيس لجنة المجلس للموارد الوطنية بأنه لم تعد هناك فرصة الآن لتوسعة عمليات الحفر البحري الى أي مستوى قريب من ذلك الذي كان يأمل فيه المجلس· قبل أن يمضي قائلاً: ''يبدو أننا أصبحنا نفتقد الى قوع الدفع''· وحتى قبيل احتساب أي من صناديق الاقتراع الخاصة بالانتخابات النصفية الأخيرة بدأت جماعات الضغط الخاصة بكبريات شركات النفط والتصنيع بممارسة ضغوطها بشدة على زعماء الكونجرس وعلى البيت الأبيض من أجل اجازة قانون من قبل المجلس في أغسطس يهدف إلى إزالة كل ما يتضمن من طموحات زائدة في مشروع قانون المجلس· وأشار المسؤولون في الصناعة إلى أن حملة الضغط قد بدأت في حقيقة الأمر قبل أسابيع عديدة عندما أصبح من الواضح أن الديمقراطيين لديهم فرصة حقيقية في الاستحواذ على المجلس· وظل زعماء صناعة النفط والغاز بالإضافة إلى صناعات الكيماويات والغابات والورق في ممارسة ضغوط عاتية على البيت الأبيض· وعضو الكونجرس جون بويهنر من ولاية اوهايو وزعيم الأغلبية الجمهورية السابق من أجل اقناع الجمهوريين في المجلس بسرعة اجازة النسخة الخاصة بالكونجرس أو التمسك بها على الأقل· ويرى قادة الشركات والأعمال التجارية الكبرى انه في ظل الصعوبة التي يمكن من خلالها اقناع الكونجرس بالمضي قدماً في أي عمليات توسعة رئيسة في عمليات الحفر البحري فقد أصبح من المستحيل الآن الحصول على شيء أفضل من مشروع قانون مجلس النواب، وكما يقول ديف با ركر رئيس اتحاد صناعة الغاز الأميركية التي تمثل الشركات الخدمية ''ان الأمر أصبح يتعلق فيما يبدو بانتهاج قدر هائل من البراغماتية· فالجمهوريون الذين اعتقدوا أنهم سوف يحتفظون بالسيطرة أصبح الآن لديهم خيار واحد يتثمل في القبول بالنسخة التي أجازها الكونجرس'' ومضى يقول ''سوف ننتهز أي فرصة ممكنه من الآن وحتى انعقاد الكونجرس من أجل حث المجلس على اسناد القانون حتى نستطيع الدخول إلى هذه الموارد التي ستفيد جموع المستهلكين الأميركيين· وذكر بيترسون عضو الكونجرس أن الأمل مازال يراوده بإمكانية توسعة القانون ولو بقدر قليل عبر منح ولاية أو ولايتين الحق في تجاوز حدود الحفر الساحلي أو السماح للجميع بالحفر في مسابقة تصل إلى 100 ميل من الساحل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©