الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

احتدام المعركة على قوانين الشركات

16 نوفمبر 2006 22:12
يبدو أن النواب الديمقراطيين في المجلس الجديد قد أعدوا العدة لقيادة اللجان الرئيسية الأكثر أهمية للأعمال التجارية الأميركية حيث ذكروا في لقاءات صحفية بأنهم قد عقدوا العزم على التحرك بسرعة لانتهاج إجراءات ترمي لزيادة الحد الأدنى من الأجور كما سيحاولون التوصل إلى قاسم مشترك مع الجمهوريين بشأن الضرائب والمسائل التنظيمية، إلا أن بعض مشرعي القوانين بالإضافة إلى جماعات الضغط ومساعدي رجالات الكونجرس قد أشاروا إلى أن أي انقسام واضح في الحكومة من شأنه أن يلقي بمعوقات سياسية كبيرة في طريق تحقيق اتفاقيات التجارة والجهود الرامية لإصلاح نظام الرعاية الصحية· وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' فإن المسائل الأكثر أهمية للشركات وجميع الأْعمال التجارية - الضرائب والتجارة والهجرة بالإضافة الى الرعاية الصحية - سوف تشهد معارك شرسة ليس فقط بين الجمهوريين والديمقراطيين فقط ولكن وبشكل خاص في داخل الحزبين أيضاً· إذ أن حوالي ربع الأعضاء الجدد والعائدين من المعسكر الديموقراطي في المجلس جاءوا من مقاطعات كانت قد صوتت للرئيس جورج دبليو بوش في عام 2004 على الرغم من أن زعماء اللجان يعتبرون بشكل عام من ضمن الأعضاء الأكثر ليبرالية في الحزب· ولكن هؤلاء الزعماء أشاروا في هذا الأسبوع إلى أنهم على الرغم من ذلك يأملون في إيجاد منطقة وسطى بحيث تتوافق مع الإدارة بشرط أن يرغب المسؤولون في إدارة بوش في التعاون معهم، وعما إذا حدث ذلك أو فضلت واشنطن مجدداً كما اعتادت في السنوات الأخيرة انتهاج مبدأ سوف يشكل المشهد الرئيسي للكونجرس رقم 110 في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية· ويبدو أن الرئيس بوش أدرك مسبقاً مدى حجم التوتر السائد ما بين التوصل إلى الاتفاقيات والتسويات وبين التمسك بثبات بأولويات الحزب في مؤتمره الصحفي الصحفي الذي عقده مؤخراً قال وهو يصف توقعاته للقاء الذي سيجمعه في هذا الأسبوع مع نانسي بيلوسى زعيمة المجلس الديمقراطي بشأن الجهود الرامية للتوصل إلى صفقات تشريعية ''هنالك العديد من المسائل التي يمكن أن نجد لها قواسم مشتركة· إلا أن هنالك اختلافاً بائناً بين القاسم المشترك والتخلي عن المبادئ''· وذكر النائب الديمقراطي شارلس رانجل من ولاية نيويورك والرئيس المقبل للجنة سبل صياغة الضريبة بعد وقت قليل من انتهاء الانتخابات بأنه يأمل التوصل الى اتفاق مع الجمهوريين بشأن تحديد وصول ''ضريبة الحد الأدنى البديلة'' إلى جموع المواطنين، ومضى يشير إلى أنه يرغب في إظهار نوع من التراجع في أقرب وقت ممكن عبر عقد اجتماع مع كبار المسؤولين في الإدارة ومجموعة من الاقتصاديين وخبراء الضرائب من أجل إيجاد المسائل التي يمكن أن يصل فيها الديمقراطيون والجمهوريون إلى اتفاقيات سريعة، وذكر رانجل أيضا بأنه سوف يتجنب التصدي للمقترحات التي تتقدم بها الإدارة وتعتبر مثيرة للفتنة من قبل بعض الديمقراطيين والرامية لتمديد الإعفاءات الضريبية على الدخل والأراضي والعقارات الكبيرة الحجم التي سوف يتم التخلص منها نهائياً بحلول العام ،2010 وأشار أيضا إلى أنه لن يستجيب إلى جهود بعض الديمقراطيين الرامية إلى إلغاء هذه الإجراءات· أما النائب جون دينجل الذي سيطلع بقيادة لجنة الطاقة والتجارة، فقد ذكر من جانبه بأنه يعتزم التركيز على قانون الطاقة الذي سيجعل أميركا أكثر اعتماداً على النفط الأجنبي وقانون آخر يتعلق بمجموعة حقوق المرضى· وهو يخطط أيضاً لعقد لجان استماع عن الممارسات التجارية غير العادلة التي ألحقت أضراراً بالصناعات والعمالة الأميركية، بيد أن دينجل العضو الأكبر في عضوية المجلس ذكر أيضاً بأن المهمة لن تتسم بالسهولة بسبب أن جماعات اليمين المتطرف قد سيطرت على المجلس لفترة طويلة، ولست متأكداً من الكيفية التي يمكننا بها تحرير الحزب الجمهوري من هذه الهيمنة قبل العمل معه بنجاح''· أما بالنسبة لبعض كبريات الشركات فإن الانتصار الذي حققه الديمقراطيون يعتبر نجاحاً لها بدرجة رئيسية فكل من شركة ''فاي ماي'' و''فريدي ماك'' العملاقتين في مجال تمويل الرهن واللتين مازالتا تستردان أنفاسهما من الفضائح المحاسبية التي وقعتا فيها، وكانتا قد واجهتا امكانية تطبيق قوانين مشددة جديدة يقف خلفها الجمهوريون، إلا أن بعض الديمقراطيين كانوا قد عارضوا هذه القوانين مفضلين عوضاً عنها تحسين المهمة الإسكانية لهذه الشركات عبر معايير جديدة للمحافظة على رؤوس الأموال· وفي الوقت الذي ضخت في صناعة الرعاية الصحية ملايين الدولارات في الحملات الانتخابية للديمقراطيين في الأسابيع الأخيرة بعد أن أصبحت نتيجة السباق واضحة فإن صناعة الصيدلة عانت من التراجع في الأسبوع الماضي· أما بالنسبة للصناعات الأخرى فإن هذا التحول لن يؤثر إلا علي هوامش أجندتها لأنها غير منشغلة ولا معنية بالسياسات الحزبية· فشركات الاتصالات الهاتفية والبنوك على سبيل المثال لديها تحالفات قوية مع كلا الحزبين· أما الجدل الدائر بشأن تغيير قوانين حقوق الملكية الفكرية فإنه صراع جغرافي في مجمله بين وادي السيليكون وهوليود أكثر من كونه بين الجمهوريين والديمقراطيين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©