الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«المصروف»..صداع في رؤوس أولياء الأمور

«المصروف»..صداع في رؤوس أولياء الأمور
28 أغسطس 2015 22:51
هناء الحمادي ( أبوظبي) يعتبر «المصروف المدرسي» للأبناء من الموضوعات اليومية التي تحتاج إلى حكمة من الآباء في التعامل معها ، وكذلك طرق نفسية واجتماعية معينة حتى يمكن تحقيق الغرض منه، وإن كان بعض أولياء الأمور يعتقد أن منح الأبناء مصروفاً كبيراً، يحفزهم على المذاكرة والاجتهاد في مدارسهم، فإن هناك من يرى أن المصروف الزائد عن الحاجة قد يدفع الأبناء إلى ارتكاب سلوكيات غير سوية. ورغم أن المصروف المدرسي عادة متبعة منذ زمن طويل، الهدف منها تلبية احتياجات الطفل وشراء ما يريد خلال فترة وجوده في المدرسة ، وكذلك تعليمه مسؤولية وأهمية المال منذ صغره ،لكنها رغم ذلك تخلق متاعب كثيرة للأبوين ، مثلما يحدث عندما يصر الطفل على الحصول على مصروفه أو زيادته من حين لآخر دون أي اعتبار لظروف العائلة. ويؤكد أخصائيو التربية أن عادة المصروف لها سلبياتها وإيجابياتها، لكن الأخيرة يمكنها أن تتفوق على الأولى في حال ضبطت الأمور بشكل جيد من قبل الأسرة التي يجب ألا تمنح أبناءها فوق احتياجاتهم، حتى يمكن لهم من خلال هذا المصروف أن يتعلموا كيف يصنفون أولوياتهم، وكيف يعدون لأنفسهم ميزانية صغيرة تضمن تلبية احتياجاتهم الأساسية؟ أهمية المال و يرى أحمد السويدي – الطالب في الصف لثاني عشر في معهد التكنولوجيا التطبيقية بأبوظبي، أن مصروفه اليومي يكفي حاجته، من المأكل والمشرب في المدرسة، فمبلغ 20 درهماً يتوزع بين العصير والسندويشات بمختلف أنواعها، وقد يبقى القليل من المصروف يمكن ادخاره لليوم الثاني ، ويضيف :«الاعتدال في المصروف هو الأنسب للطالب فلا يعطى أكثر من حاجته أو أقل ، لأن زيادة المصروف بدرجة كبيرة يُعلم الطالب الإسراف واللامبالاة وعدم تقدير أهمية المال. ويؤكد الطالب سلطان محمد المرزوقي من معهد التكنولوجيا التطبيقية أنه بإمكانه الحصول على أكثر من مبلغ 20 درهماً في اليوم، ولكنه يرى أن هذا المبلغ يكفيه على فترتين من فسحة المدرسة، مبيناً أن البعض من الطلبة يأخذ من أسرته مصروفاً يومياً 50 درهماً، لكن هذا المبلغ زائد عن حاجته وقد يدفعه إلى ارتكاب سلوكيات سيئة. وتشير الطالبة شيخة الشامسي في الصف السادس ابتدائي بإحدى المدارس الخاصة إلى أن الكثير من المقاصف المدرسية ترفع أسعار الوجبات المدرسية، مما يضطر الكثير من الطلبة إلى طلب زيادة المصروف المدرسي الذي يكاد يكفي للفسحتين الأولى والثانية. مفسدة للمراهقين مريم سليمان «وليه أمر» ، ترى أن خير الأمور أوسطها ، فهي تعطي أبناءها 10 دراهم تكفي للفسحة الأولى والثانية، فالسندويتشات تصنع في البيت، أما العصائر والماء أو الوجبات الأخرى الخفيفة فغالباً أبناؤها يشترونها من مقصف المدرسة، مؤكدة أنها بإمكانها إعطائهم الكثير ولكنها تخاف من تعليمهم عدم الشعور بالمسؤولية وقيمة المال. وانتقدت بعض أولياء الأمور الذين يعطون أبناءهم مصروفاً كبيراً وأكثر من الآخرين، لافتة إلى أنهم بهذا التصرف يدفعونهم إلى الأسوأ دون أن يشعروا، فالنقود الكثيرة تعد مفسدة للمراهقين، فهناك الكثير من الطلبة يأخذون من آبائهم ما بين «30- 50 درهماً» مصروفاً يومياً، لكن أغلبهم يشترون السجائر ويبدأون في تعلم التدخين. وتقول هدى عبد الرحمن «ربة منزل»: إنها تعطي ابنها مصروفاً كبيراً ولكنها تعلمه الادخار من المصروف حيث تجعله يدخر كل يوم جزءا من المصروف يضعه في الحصالة كي يشتري به هدية لمعلمته أو أحد زملائه في عيد ميلاده أو حتى يشتري به شيئاً لنفسه وتقول: أنا أعلمه أن كل درهم يصل إلى جيبه لابد أن يوفر منه شيئاً لأنه قد يحتاج إلى هذه النقود في المستقبل . كادر «برستيج» أبوظبي (الاتحاد) يؤكد محمد نبيل طالب بالصف الثاني الإعدادي أن النقود معه هي بمثابة «برستيج» أمام الطلاب الآخرين، ويقول: «يعطيني أبى كل يوم 40 درهماً، وأعزم زملائي على بعض الوجبات السريعة في مقصف المدرسة وخارجها أحياناً، الأمر الذي يجعلهم يحبونني ويحترمونني لأنني أنفق عليهم». كادر نعمة ونقمة أبوظبي (الاتحاد) يقول الاختصاصي الاجتماعي طالب الحوسني: «إن حاجة الطالب من المصروف المدرسي وحجم السقف المناسب لكل طالب سواء كان في مدرسة حكومية أو خاصة هو «10 دراهم»، وهو مبلغ كافٍ ومعتدل لأي طالب، لأن حاجاته الشرائية في المدرسة تتجلى في الطعام والشراب، ويعتبر المصروف في أيدي الأبناء نعمة ونقمة في آن واحد، فبعضهم يدخره وربما يستثمره بطريقة تجعله يشعر بلذة هذا المال الذي بيده، خلافاً عن غيره الذي يصرف كل ما لديه ولا يبالي، فيما هناك من يحرص على أن يصرف منه بحذر، كما يؤثر مصروف الأبناء سلباً وإيجاباً على الطفل؛ مما قد يجعله شخصية مترفة، مبذرة، غير مبالية بما تملك، وغير محببة ممن حوله؛ بسبب تصرفات تظهر في شخصيته أو أن تتكون في شخصيته الحكمة، والقدرة على تدبير الأمور، والتصرف بحنكة وتروٍّ؛ مما ينعكس على مستقبل الابن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©