خروج حزين

نعم لقد كان الخروج حزيناً للغاية من كأس آسيا رغم أن العنابي قاتل واستبسل وفعل كل ما يمكن فعله من أجل التأهل إلى دور الأربعة، ولكن جاءت الرياح بعكس ما نتمناه، وقد كان بالإمكان أفضل مما كان؛ لأن منتخب قطر استطاع أن يجاري الياباني بقوة، وكان هو المتقدم عليه في أغلب فترات المباراة، إلا أن الدقائق الأخيرة المجنونة قالت كلمتها وتفوق زاكيروني على ميتسو، وأثبت أن الكرة “تبي مخ”، وهذا ما افتقده المدرب الفرنسي عندما أغفل أهم دقائق المباراة، وهي اللحظات الأخيرة التي دائماً ما يكون فيها تفوق اليابان هو العنوان مثلما حدث أمام سوريا والأردن، حيث عاد إلى الواجهة في تلك الدقائق المجنونة. لقد كان بإمكان ميتسو أن يكثف منطقة الوسط بإخراج لاعب مهاجم و”تسكير” المنافذ بإدخال لاعب محور لتكثيف الجانب الدفاعي، خصوصاً أن الدقائق المتبقية كانت قليله والياباني كان يحتاج للهجوم المكثف، نعم هناك فوارق فنية عديده بيننا وبين اليابانيين، فعلى الرغم من أنه كان يلعب ناقصاً إلا أنه كان يلعب بطريقه مميزة ويتحرك لاعبوه بشكل مثالي دون خوف أو تحفظ، بل يدل ذلك على ثقتهم بأنفسهم، كما أن العنابي لم يكن سيئاً إطلاقاً، بل كان نداً قوياً وقدم واحدة من أفضل المباريات وشاهدنا الروح الوطنية تدب في اللاعبين وتآلقوا وشكلوا خطراً كبيراً على الياباني في خط دفاعه، وكان بالإمكان أن نسجل أكثر من ثلاثة أهداف لو كان الحظ يحالفنا، ولكن القدر أراد أن يبعد العنابي عن البطولة وتخرج الجماهير حزينة من كأس آسيا. لا شك في أنه بعد هذا الخروج فإنه حان الوقت لوضع خطة مناسبة لتحقيق حلم الجميع بالتأهل لكأس العالم، وأن الوقت مناسب جداً في ظل الطفرة الكبيرة التي تعيشها الرياضة القطرية عموماً واتحاد الكرة ولا شك في أنه سيقيم المرحلة الماضية، وهو قادر على اختيار الأنسب للمنتخب إما باستمرار ميتسو أو الاستغناء عنه، وهذا وارد جداً فالتأهل إلى كأس العالم لا يضاهيه إنجاز آخر، فقد كنا نمني النفس بإنجاز في كأس آسيا، لكن الحلم تبخر في اللحظات الأخيرة؛ لأن وجود العنابي وسط الأربعة الكبار أمر في غاية الروعة. لقد خسرت البطولة حتى الآن جماهير العنابي وسوريا والأردن، وهي جماهير كبيرة ضاقت بها المدرجات، ولكن الأمل كل الأمل في أن يستمر الحضور الجماهيري حتى ينجح الرهان التنطيمي وتثبت الجماهير أنها واعية كروياً وتحضر للاستمتاع باللعبة الجميلة وفي أجواء خلابة، فالبطولة وبشهادة المحايدين ناجحه للغاية وتعتبر من أفضل البطولات تنطيمياً وفنياً حتى الآن، وهذا بحد ذاته إشادة كبيرة. fahed_alemadi@hotmail.com