الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء استراتيجيون ومحللون مصريون لـ"الاتحاد": رعاية أبوظبي للمصالحة الأفغانية.. دفعة قوية لإنهاء مأساة أفغانستان

خبراء استراتيجيون ومحللون مصريون لـ"الاتحاد": رعاية أبوظبي للمصالحة الأفغانية.. دفعة قوية لإنهاء مأساة أفغانستان
21 ديسمبر 2018 00:10

أحمد مراد( القاهرة)

رحب خبراء استراتيجيون ومحللون سياسيون في القاهرة باستضافة أبوظبي لمؤتمر المصالحة الأفغانية، ووصفوه بـ«خطوة جادة غير مسبوقة» في طريق إعادة الأمن والاستقرار لأفغانستان، وفي الوقت نفسه «ضربة قوية» لقطر التي كانت تستضيف مثل هذه اللقاءات في السابق، وفشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي تقدم يذكر، وعلى العكس ساهمت تدخلاتها المريبة في الملف الأفغاني في تدهور الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي لأفغانستان.
وأكد الخبراء أن الإمارات تتعامل مع الملف الأفغاني بشكل موضوعي وحيادي وإنساني، حيث تؤمن بضرورة وأهمية إعادة الأمن والاستقرار لأفغانستان، ووضع حدٍ للمعاناة التي يعيشها الشعب الأفغاني منذ سنوات طويلة، بينما قطر سعت إلى استغلال الملف الأفغاني لتحقيق مصالح سياسية لنفسها، ولم تكن جهودها في هذا الملف «خالصة النية» لإنهاء المعاناة الأفغانية. وأوضح الخبراء أن حضور باكستان والمملكة العربية السعودية في مؤتمر المصالحة الأفغانية، يعطي دفعة قوية للمفاوضات لتحقيق نتائج إيجابية على أرض الواقع، وهو الأمر الذي لم يتوفر في اللقاءات التي كانت الدوحة تستضيفها.
بداية، وصف الخبير في الشؤون الخليجية، بلال الدوي، مدير مركز الخليج للدراسات، استضافة الإمارات مؤتمر المصالحة الأفغانية الذي ضم حركة طالبان والولايات المتحدة الأميركية، وبحضور السعودية وباكستان، بـ«خطوة جادة» غير مسبوقة في طريق إعادة الأمن والاستقرار لأفغانستان، والتي عانت على مدى العقود الماضية من حالة تدهور حاد شمل كافة المجالات والقطاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مؤكداً أن مؤتمر الإمارات من شأنه أن يحرك المياه الراكدة في الملف الأفغاني، وفي نفس الوقت يقطع الطريق أمام التدخل القطري المشبوه في هذا الملف.
وقال الدوي: على مدى السنوات الماضية، كانت قطر تتولى مثل هذه اللقاءات، ونظرا لعدم جديتها في تحقيق المصالحة، فضلاً عن تعاملها مع الملف الأفغاني بشكل مريب، وداعم للجماعات والتنظيمات الإرهابية، فقد فشلت قطر في إحراز أي تقدم نحو إعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان، وإنما على العكس ساهمت تدخلاتها المريبة في تدهور الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي لأفغانستان.
أما الإمارات -يؤكد الدوي- فهي تتعامل مع الملف الأفغاني بشكل موضوعي وحيادي وإنساني بحت، حيث تؤمن القيادة الإماراتية بضرورة وأهمية إعادة الأمن والاستقرار لأفغانستان، ووضع حدٍّ للمعاناة التي يعيشها الشعب الأفغاني منذ سنوات طويلة، وهذا ما جعل مؤتمر المصالحة الأفغانية الأول الذي استضافته أبوظبي مؤخراً يسفر عن نتائج إيجابية.
وأضاف الدوي: لا يخفى على أحد أهمية الدور الإماراتي -السياسي والإنساني- في الملف الأفغاني، حيث حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الماضية على تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للحكومة الأفغانية في مواجهة التنظيمات والجماعات الإرهابية، وهو الأمر الذي كان محل تقدير من الجانب الأفغاني، والذي دائماً وأبداً يصدر عنه تصريحات إيجابية تعبر عن ارتياحه للدور الإماراتي التنموي والخيري في أفغانستان من خلال عشرات المشروعات التنموية والخيرية التي تنفذها العديد من المؤسسات الإماراتية في أفغانستان، فضلاً عن تقدير الجانب الأفغاني وارتياحه للدور السياسي الذي تلعبه الإمارات في الملف الأفغاني من خلال دعم جهود إرساء المصالحة، وتقديم كافة أوجه الدعم لإنجاح خطوات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي التي تنفذها الحكومة الأفغانية، وفي أكثر من مناسبة، أشاد الرئيس الأفغاني، أشرف غني، بجهود الإمارات الداعمة لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في بلاده.
وبرؤية أخرى، ثمن الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء محمود منصور، أحد مؤسسي جهاز المخابرات العامة القطري، دور الإمارات في تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الأفغاني، موضحاً أن استضافة أبوظبي لمؤتمر المصالحة الأفغانية جاء بعد سلسلة طويلة من التحركات الإماراتية المشرفة لإنهاء النزاع الدائر على الأراضي الأفغانية الذي ترتبت عليه مآس عديدة عانى منها الشعب الأفغاني طويلا .
وقال اللواء منصور: وفي الوقت نفسه، يشكل نجاح مؤتمر أبوظبي للمصالحة الأفغانية «ضربة قوية» للنظام القطري، الذى سعى إلى استغلال الملف الأفغاني لتحقيق مصالح مع الإدارة الأميركية، ولم تكن جهود قطر في هذا الشأن «خالصة النية» لإنهاء المعاناة الأفغانية، وكان كل همها هو تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من خلال رعايتها لمثل هذه اللقاءات في السابق، وبالتالي كان الفشل هو النتيجة الطبيعية لرعاية قطر لملف المصالحة الأفغانية، نظراً لعدم توفر الرغبة الصادقة من الجانب القطري لوضع حدٍّ لمأساة الشعب الأفغاني.
أما الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء محمد رشاد، فقد شدد على أهمية حضور باكستان والمملكة العربية السعودية في مؤتمر أبوظبي للمصالحة الأفغانية، وهو الأمر الذي يعطي للمفاوضات دفعة قوية لتحقيق نتائج إيجابية على أرض الواقع نظراً للثقل الدولي والإسلامي الذي تمثله السعودية، والأهمية السياسية والجغرافية التي تمثلها باكستان، وهو الأمر الذي لم يتوفر في اللقاءات التي كانت الدوحة تستضيفها، وفشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي تقدم يذكر.
وأوضح اللواء رشاد أن هناك العديد من المؤشرات على نجاح أبوظبي في تحقيق خطوات جادة لإبرام المصالحة الأفغانية، أهمها الثقل السياسي والدولي الذي تمثله الإمارات، فضلاً عن دورها الإنساني المشرف في أفغانستان، حيث حرصت الإمارات على دعم أفغانستان في مختلف المجالات، ومد يد العون لها ومساندتها في المحافل المحلية والدولية، ويظهر هذا الأمر في الدعم الكامل الذي تعهدت به الإمارات لتحقيق المصالحة السياسية التى تقودها الحكومة الأفغانية، فضلاً عن التزامها بمساعدة الشعب الأفغانى فى تحقيق السلام والاستقرار فى مختلف المجالات، من خلال المبادرات الإنسانية والتنموية التى تبنتها دولة الإمارات لتحقيق التنمية والاستقرار فى أفغانستان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©