الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المباراة المثالية.. والتقاليد الإيطالية

18 سبتمبر 2014 13:02
ماهى المباراة المثالية في كرة القدم؟ هل هى المباراة التى تهتز فيها الشباك عدة مرات؟ أم تلك التى تتحول إلى استعراض للمهارات؟، الاثنتان الأهداف والمهارات.في إيطاليا تختلف الإجابات، وتتغير القناعات، والتقاليد من وقت لآخر.“المباراة المثالية في كرة القدم هي التي تنتهى بالتعادل السلبي”، مقولة جياني بريرا تردد صداها بقوة في جنبات الملاعب الإيطالية خلال الستينيات من القرن الماضي، لأنها تلخص فلسفة سادت طويلاً خلال فترة حُبلى بـ”الكتاناتشيو”. جياني بريرا الصحفي الإيطالي ذائع الصيت، لم يكن وحده الذي يملك كل هذا الحماس للكرة الدفاعية، ولكن إيطاليا كلها من كبيرها لصغيرها، ومن شمالها لجنوبها، دخلت في سباق محموم لتطبيق تلك الطريقة التي حطمت الكثير من الثوابت الكروية والأفكار السائدة خلال تلك الحقبة، ليس فقط داخل إيطاليا، ولكن أيضاً خارجها، فلم يعد مطلوبا أن تهاجم بخمسة أو ستة لاعبين لكى تفوز.فقط تغلق المرمى وتعتمد على الكرات المرتدة.وفي النهاية لاتقلق ستفوز بالألقاب.إنها الكتاناتشو “الدفاع الإسمنتي” الطريقة التى تفوق بها “أتش.أتش” هلينيو هيريرا المدرب الأرجنتيني مع الإنتر خلال ستنيات القرن الماضي وتوج بـ “الأسكوديتو” ثلاث مرات وبكأس أوروبا مرتين، وكان من الصعب أن يقف أحد في وجه هذا التيار المتطرف للكرة الدفاعية، حتى ظهر رجل كان يحسن الغناء على متن البواخر يُعرف بسلفيو بيرلسكوني. مع بيرلسكوني كان دائماً الأهم بالنسبة له أن يرى ميلان كحسناء طاغية الجمال، يريد من العالم الذي يجوب البحار السبع أن يعرف أن إيطاليا ليس فقط بلداً للمافيا والبيتزا، ولكن أيضاً بلداً يضم فريق اسمه ميلان، يقدم كرة ممتعة يحبها العالم. ومن هنا كانت نقطة التحول التي غيرت التقاليد الإيطالية، وأسدلت الستار على مرحلة “الكتاناتشو”.وتمضي السنون وتنقضي المواسم، ليكون سيلفيو بيرلسكوني الشخصية الأهم في الملعب الأولمبي بروما. المناسبة نهائي دوري الأبطال بين برشلونة ومانشستر يونايتد عام 2009، صافح بيب جوارديولا، مدرب برشلونة وكأنه يعانق فينوس آلهة الجمال في روما القديمة، ومن تلك اللقطة حاول بيرلسكوني أن يصنع “جوارديولا” خاص به، فكانت التجربة الأولى صحبة ليوناردو البرازيلي، ثم جاء أفضل مدرب يطبق كرة قدم هجومية متزنة في “الكالشيو” وهو إليجري، كل هذه التجارب والمحاولات لم تشفي غليل بيرلسكوني، وإن كانت في بعضها أعطت صورة هجومية سواء مع إليجري أو سيدروف، فهو في النهاية رجلٌ إيطالي يؤمن بالواقعية والبراجماتية في النتائج، ووجد ضالته أخيراً مع إينزاجي الذي استقبل في مبارتين خمسة أهداف، إلا أنه سجل ثمانية وحقق ستة نقاط وتصدر الدوري مبكراً. وفي الماضي كانت القلوب تهتز، والجماهير تغضب، والصحافة تنتقد عندما تهتز شباك ميلان أربع مرات في مباراة واحدة، ودفع كل من ماسيمو إليجري، وسيدورف الثمن، لكن هذه المرة يختلف الوضع تماما، شباك ميلان اهتزت أربع مرات من بارما، وفي كل هدف كشف واضح للخط الخلفي، وكأنه لم يكن يوماً من الأيام مرتعاً لأساطير الدفاع، وكأن دييجو لوبيز الذي أجلس قديس البرنابيو كاسياس على مقاعد الاحتياط. كأنه ليس هو الذي يحمى عرين ميلان.ورغم هذا، ينال إينزاجي هالة واسعة من الحفاوة، وترحيب منقطع النظير للكرة الهجومية التي يقدمها، والثوب الجديد الذي يرتديه ميلان هذا الموسم. كلمة أخيرة: من أراد أن يرى التقاليد الإيطالية الباقية؛ فهي كانت في لقاء نابولي وكييفو، حيث تألق كبير من حارس كييفو الشاب باردي في تصديه ركلة جزاء هيجواين برشاقة غير معهودة؛ ناهيك عن 33 محاولة على مرماه باءت كلها بالفشل.وفجأة ومن هجمة يتيمة يسجل كييفو هدف الفوز. قل عنها ما شئت، قبح الجمال أو جمال القبح، ولكنها المثالية الإيطالية المعهودة التي خرج منها ميلان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©