الشارقة ـ إبراهيم الملا:
استضاف متحف الشارقة للفنون مساء الثلاثاء الفائت أعمال الفنان البريطاني ''بريندان نيلاند'' من خلال معرض استعادي يؤكد الاحتفاء بالتجارب الفنية العالمية، وبالأسماء الإبداعية المتجذرة بخبرتها في مجال الفنون البصرية والبحث المتواصل في آفاق ورؤى التجارب المعاصرة والحديثة، تحاول هذه النوعية من المعارض المستعادة تقديم الاقتراحات البصرية الجديدة لفنانين قادمين من بيئات مختلفة ومتنوعة لإثراء الحوار الحضاري مع الثقافات الأخرى، وتعميق الوعي بالمسارات المغايرة في تيار الفن البصري الذي لا يعرف الركود والثبات وتمجيد الشكل الواحد والمعنى المكرر·
تعبر أعمال الفنان المولود في العام 1941 بمدينة ''ليشفيلد'' بإنجلترا عن نظرة مخترقة ونقدية للكتل البنائية والمعمارية في المدن، نظرة هي أقرب للتمييع وتذويب الهياكل الفولاذية والزجاجية الضخمة التي تقزم وتهمش الإنسان وتجعله محاطاً بشوامخ حديدية كاسحة ومروعة ولاغية لدور (الطبيعة /الأم) أو الطبيعة المستريحة من عناء الضجيج الصناعي وتدخلات الميكنة والتقانة والآلات الهادرة·
إن إصرار أعمال ''نيلاند'' على هتك الصرامة العالية لناطحات السحاب مثلا سوف يجبره على تفكيك البنية المباشرة للانطباع والدخول في مغامرة بصرية تعزز الجسارة البشرية وتمردها الدائم على الهدر المقصود للوجود والتناغم والانسجام الكلي والمتبادل مع المكان·
يعرض لنا ''نيلاند'' في إحدى لوحاته صورة لواجهة البهاء الصامت في سياق حديثه عن أعماله في هذا المعرض يقول الفنان ''نيلاند'': تتناول أعمالي بيئة المدينة، فهناك الكثير من العناصر المرئية في المدينة تثير اهتمامي، كانعكاسات الأبنية على بعضها، والتشوهات المرافقة لهذه الانعكاسات، هذه العناصر هي بواعث لحياة مفتقدة في المدن، وحيث أنني مهتم بتصوير البيئة المدنية، فإن اللوحة نفسها، تراكيبها وألوانها، مهمة جدا بالنسبة لي بسبب الطبيعة الزائلة للموضوع''
والجزء الآخر يعود إلى الغنى والبهاء الصامت الذي أطمح إليه من خلال اللوحة''
وعن طبيعة هذا المعرض الاستعادي يقول هشام المظلوم مدير إدارة الفنون: قدمنا هذه التجربة في الشارقة كي نستكمل اطلاعنا على تجربة سابقة للفنان ''بريندان نيلاند'' التقيناها ضمن إطار الحوار الحضاري القائم مع فنانين من بيئات مختلفة·
عدد اليوم
